أسماء بوجيبار.. نجمة مغربية في سماء “ناسا”

لم يعد علم الفضاء مقصورا على الرجال في العصر الحديث، بل تعداه ذلك إلى العنصر النسوي الذي ولج هذا الباب متسلحا بالعلم، والتكنولوجيا، التي فهمها العنصر النسوي علما، وابتكارا.

ولا شك أن الكثير سمع وقرأ عن وكالة “ناسا” الأمريكية التي تعنى بأبحاث الفضاء، وهي منذ تأسيسها مبتغى الشباب، وموطن أحلامهم، لذلك فالانضمام إليها ليس بالأمر الهين، ويتطلب التوفر على إمكانيات استثنائية، لكن بعض النساء العربيات استطعن بلوغ هذا المنصب، ووجدن في هذا الخضم الواسع من العلماء المختصين في علم الفضاء وأولهن المغربية أسماء بوجيبار.

جذور متفرّعة

وتنحدر بوجيبار من أسرة تحمل في جذورها الانتماءين والمغربي والتونسي، والدتها تونسية فنانة تشكيلية وأب مهندس معماري مغربي.

نشأت أسماء وسط عائلة مكنتها من شق طريقها نحو التألق والنجاح. هي من مواليد 1984، وانتقلت إلى فرنسا لتتبع دراستها، وقد حصلت على الإجازة والماستر في علوم الأرض وخاصة البراكين، وعملت في مختبر خاص بالأبحاث العلمية حول ظاهرة البراكين، وناقشت أطروحة الدكتوراه بجامعة “بليز باسكال” والتي اختارت لها موضوع التوازن الكيميائي بين الغلاف والنواة في سياق تشكل عينة من الكواكب، إذ أهلها توجهها العلمي لتكون ضمن فريق وكالة الناسا عام 2004 وهي ابنة 27 عاما آنذاك.

حلم تحقق

بعد أن نالت شهادات في التعليم الأساسي في الدار البيضاء حيت نشأت، تابعت أسماء دراساتها العليا وحصلت على شهادة “الماستر” في العام 2010 في مدينة كليرمون فيران بفرنسا، وهناك عملت في مختبر “ماغماس وفولكان”.

مباشرة بعد حصولها على الدكتوراه، تمكنت من الالتحاق بوكالة “ناسا” بعد فوزها بمسابقة تنافس عليها المئات، لتنال منصبها ضمن فريق عمل مركز “لندن بي جونسون” في هيوستن بولاية تكساس الأمريكية.

حافز للنساء

أضافت أسماء بوجيبار اسما جديدا في لائحة الباحثين العرب الذين اختارتهم الجهة المتخصصة في كالة الفضاء الأبرز في العالم ضمن معايير انتقائية، هذه الإضافة سرعان ما سارت على نهجها نساء أخريات مثل المغربيتين سلوى رشدان وخلود كاهيم.

ونتيجة لذلك وشح جلالة الملك محمد السادس الريفية أسماء بوجيبار المختصة في علم الفضاء والبراكين، بوسام المكافئة الوطنية بدرجة فارس، وذلك بمناسبة الذكرى 16 لعيد العرش يوم الخميس 30 يوليوز.