صحة

الزلزال يقوي تلاحم المغاربة ومراكز تحاقن الدم تشهد إقبالا غير مسبوق

الزلزال يقوي تلاحم المغاربة ومراكز تحاقن الدم تشهد إقبالا غير مسبوق

ساعات قليلة من وقوع الزلزال هب آلاف المغاربة من كل حدب وصوب لتلبية نداء مراكز تحاقن الدم بمختلف جهات المملكة لدعم مخزون الدم الوطني لإنقاذ آلاف الجرحى الذين خلفتهم الكارثة الطبيعية التي ضربت العديد من المدن والقرى المغربية.

واصطف مواطنون مغاربة وأجانب، جنبا إلى جنب، في طوابير طويلة أمام مراكز التبرع بالدم، منذ ساعات مبكرة من صباح اليوم السبت، في مشهد تعبيري عن التضامن والتكاتف الشعبي في مواجهة حالة الهلع والخوف التي سادت منذ ليلة أمس الخميس.

وعقب الزلزال الذي ضرب منقطة الحوز بقوة بلغت 7 درجات في سلم ريشتر، أطلقت مراكز الدم بمختلف ربوع المملكة نداء من أجل التبرع بالدم بكثافة لإنقاذ أرواح الجرحى الذين اكتظت بهم مستشفيات جهتي مراكش وأكادير على وجه الخصوص.

وعبأت مختلف المراكز كافة أطقمها لاستقبال المتبرعين الذين يتوافدون بكثافة للتبرع بالدم، محاولة لتعويض ما فقده الجرحى تحت الأنقاض بالمناطق المنكوبة.

المراكشيون في الموعد

وتعبأت ساكنة مراكش من أجل تقديم يد المساعدة للأشخاص المتضررين من الزلزال، إلى جانب السلطات المحلية، والوقاية المدنية، والمصالح الأمنية.

ولم يدخر المواطنون، من كل الأعمار بالمدينة الحمراء، جهدا، في بادرة وطنية للمساهمة في الجهود المبذولة في هذه الظرفية لإنقاذ أرواح بشرية.

وتم تسجيل تعبئة كبيرة على مستوى العديد من المؤسسات الصحية بمراكش، على غرار المركز الاستشفائي محمد السادس من أجل تقديم العلاجات اللازمة للجرحى.

المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش، وجه نداء من أجل التبرع بالدم بكثافة ابتداء من الساعات الأولى من اليوم السبت.

استنفار بأكادير لاستقبال حشود المتبرعين

وفي أكادير، شهد المركز الجهوي لتحاقن الدم تعبئة كبيرة لاستقبال المتبرعين بالدم، وتقديم المساعدة لضحايا الزلزال الذي ضرب، مساء أمس الجمعة، إقليم الحوز ومناطق أخرى من المملكة.

وبدأ توافد عدد كبير من المواطنين بأكادير منذ الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، من أجل التبرع بالدم وعيا منهم بدورهم الأساس في الحد من آثار الكارثة الطبيعية وإنقاذ الأرواح.

وضاعف لاعبو المنتخب المغربي الإقبال بعدما لبوا نداء المركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير للتبرع بالدم من أجل إنقاذ أرواح المتضررين من الزلزال الذي عددا كبير من المدن المغربية ليلة الجمعة-السبت.

وتوجه لاعبو المنتخب المغربي، الذين حلوا صباح الجمعة بمدينة أكادير تأهبا لمواجهة ليبيريا في آخر جولات تصفيات كأس إفريقيا للأمم، عشية اليوم السبت إلى المركز الجهوي لتحاقن الدم بأكادير، وعلى رأسهم الناخب الوطني وليد الركراكي، للانخراط في حملة التبرع بالدم، على غرار باقي المواطنين الذين حجوا بكثفة للتبرع بالدم.

وأكد مهاجم “الأسود”، زكرياء أبو خلال، أثناء تبرعه بالدم أن “الكثيرون تضرروا، ورحم الله الذين ماتوا، والذين أصيبوا أدعو لهم بالشفاء”، مضيفا “الحمدلله على كل حال، وإن شاء الله الأمور ستكون بخير”.

من جانبه، قال مدافع المنتخب المغربي، نايف أكرد، أن “واجب لاعبي المنتخب المغربي أن يفرحوا الشعب المغربي، وفي هذه الاختبارات يجب أن نقف معهم، وإن شاء الله سيكون كل شيء بخير. ما علينا سوى الصبر”.

وأكد أكرد أن “كرة القدم تصبح ثانوية في مثل هذه الأوضاع.. ونحاول (من خلال التبرع بالدم) أن نوصل رسالة للناس بأن بإمكانهم المساعدة بأي طريقة ممكنة”.

من جانبه، أكد قائد المنتخب المغربي، غانم سايس، أن تبرع لاعبي المنتخب المغربي بالدم واجب وطني، وصرح بالقول: “إنها وضعية صعبة ونحن نقوم بواجبنا بالمشاركة في حملة التبرع بالدم”، مردفا “كل واحد يمكنه أن يقوم بشيء صغير من أجل مساعدة الأشخاص الذين بحاجة إلى الدم أو أشياء أخرى”.

وأشار سايس إلى أن “الشعب المغربي يجب أن يتعبأ، ومن المهم نحن كلاعبين للمنتخب إظهار المثل والقيام باللازم من أجل مساعدة بلدنا”.

أمام نجم بايرن ميونخ الألماني، نصير مزراوي، فقد أبرز أن انخراط لاعبي المنتخب المغربي في حملة التبرع بالدم لمساعدة ضحايا زلزال الحوز، وصرح بالقول: “ضحايا الزلزال الآن يحتاجون الدم، وسنساعدهم بالقدر الذين نستطيع، وإذا كان هناك أكثر سنقدمه بلا تردد”، داعيا بالرحمة لمن توفتهم المنية بسبب الزلزال والشفاء العاجل للمصابين بالمستفشيات.

تنظيم محكم وإقبال غير مسبوق بمدن الشمال

وتعبأت مدن الشمال لدعم مخزون الدم بمراكش، بعد النداء الذي وجهه المركز الجهوي لتحاقن الدم بعد الارتفاع المطرد لأعداد المصابين.

ووجهت الجمعية المغربية لواهبي الدم فرع إقليم الحسيمة نداء للساكنة لأن يبادروا بالتبرع بالدم لفائدة إغاثة ضحايا ومنكوبي الهزة الأرضية التي ضربت العديد من جهات وأقاليم المملكة المغربية، مساء الجمعة، بتنسيق مع المركز الجهوي لتحاقن الدم.

وخصصت الجمعية وحدات متنقلة إلى المناطق البعيدة من إقليم الحسيمة لتقريب خدمة التبرع بالدم لجمع السكان لتوفير احتياطي مهم من هذه المادة الحيوية التي من شانها المساهمة في إنقاذ الأرواح.

وكانت ساكنة إقليم الحسيمة عند الموعد، وحجت بكثافة إلى أماكن التبرع بالدم في مختلف المراكز التي خصصت لهذا الغرض.

وبطنجة، شهد المركز الجهوي لتحاقن الدم حركة منقطعة النظير منذ ساعات مبكرة من صباح يوم أمس السبت، للتبرع بالدم لفائدة ضحايا الزلزال.

وتقاطر الطنجيون بأعداد غفيرة على مركز تحاقن الدم بشارع المسيرة الخضراء للتبرع مساهمة في سد الخصاص الحاصل في أكياس الدم، تلبية لدعوات العديد من الجمعيات وفعاليات اجتماعية ومدنية.

وأكدت إكرام، عضوة في جمعية “باقي الخير”، أن هناك إقبالا كبيرا على التبرع بالدم بسبب الزلزال، موجهة دعوة لباقي المواطنين للإقبال بكثافة على مراكز التبرع بالدم.

وقالت إكرام في تصريح لجريدة “مدار21” أن “هناك من هم من عائلاتنا في المناطق المتضررة والكثيرون لا نعرفهم، وليس من الضروري أن نعرف الأشخاص من أجل أن تتبرع، نحن مغاربة ويجب أن نتضامن وهذا واجب وطني”.

من جانبه، أوضح محمد المرتجي، مندوب في الكشفية الحسنية المغربية بوجدة، أنه رفقة أعضاء آخرين يساهمون في العملية التنظيمية للتبرع بالدم والمساهمة في التآزر والتضامن مع إخواننا الذين تضرروا من الزلزال بالحوز.

بدورها، يعمل مكتب الهلال الأحمر بطنجة على تنظيم سير عملية التبرع بالدم والتحسيس بأهمية العملية لإنقاذ أرواح المصابين جراء الزلزال.

وأبرز المنسق الميداني للهلال الأحمر بمدينة البوغاز، محمد خالد الكوردمان، أن مكتبه على أهبة الاستعداد محليا ووطنيا من خلال فرق الدعم النفسي والتبرع بالدم واللوجستيك والكوارث، ومستعد لتلبية نداء الوطن.

الزلزال أيقظ المغاربة لدعم مخزون الدم

وبالجهة الشرقية، عاش المركز الجهوي لتحاقن الدم بوجدة بدوره حالة استنفار صباح أمس السبت، لاستقبال المتبرعين، الذين استجابوا بأعداد كبيرة لنداء المركز الجهوي لتحاقن الدم بمراكش من أجل التبرع بالدم.

وتقدم ساكنة وجدة، ممن لبوا نداء الواجب الوطني والإنسانية، والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة، معاذ الجامعي، ورؤساء المصالح اللا ممركزة ومنتخبين، من أجل التبرع بالدم.

وأشاد أحد المتبرعين بالدم، بالترتيبات التنظيمية التي اتخذتها المركز الجهوي لتحاقن الدم من أجل ضمان سلاسة استقبال وتبرع المواطنين بالدم.

وقال في تصريح لـ”مدار21″ إن “الأمور التنظيمية ميسرة، والجميع يقوم بجهده والعمل المطلوب منه”، مقدما تعازيه لأسر ضحايا الزلزال.

متبرع آخر، أكد للجريدة أن التبرع بالدم “أضعف الإيمان الممكن أن نساهم به”، مشيدا بدوره “بكل الوسائل الموفرة ليساهم المواطنون في الاستجابة لهذا الواجب الوطني بسرعة وكثافة”، معبرا عن استعداده، ماديا ومعنويا، لمؤازرة إخوته المغاربة في المناطق المتضررة بالزلزال.

وأوضح المتحدث ذاته أن “مراكز تحاقن الدم كان لديها مشاكل في مخزون الدم في الحالات العادية، والزلزال أيقظ المواطنين وأصبحنا نرى صفوفا طويلة من أجل التبرع”.

الأقاليم الجنوبية تلبي نداء الوطن

وفي الأقاليم الجنوبية، شهد المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بالداخلة حركة دؤوبة تفعيلا للمبادرة التضامنية لفائدة المتضررين من الزلزال، التي دعت إليها المديرية الجهوية للصحة والحماية الاجتماعية بالداخلة-وادي الذهب.

وهبت ساكنة “جوهرة” الصحراء المغربية لتلبية النداء الوطني لإنقاذ الأرواح، وانخرطت بشكل فاعل لتلبية حاجيات مستشفيات مراكش ونواحيها من الدم.

وبالرشيدية، أطلقت المندوبية الإقليمية للصحة، السبت، نداء للتبرع بالدم إثر الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ومناطق أخرى من المملكة مساء أول أمس الجمعة.

ودعت المندوبية الإقليمية للصحة، في بلاغ لها، جميع المواطنين إلى التوجه بشكل مكثف إلى الأماكن التي تم تخصيصها للتبرع بدمائهم، إذ عبأت ثلاثة أماكن من أجل القيام بعمليات التبرع بالدم، وهي المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، والفضاء الجمعوي لأولاد الحاج، ووحدة متنقلة تتمركز وسط مدينة الرشيدية.

1000 كيس في اليوم لإنقاذ الجرحى

منذ الساعة السابعة صباح، حج مواطنون من مختلف الأعمار صوب المركز الجهوي لتحاقن الدم بالدار البيضاء، للمساهمة بدمائهم لدعم ساكنة المناطق المتضررة من الزلزال.

ولبى العديد من ساكنة العاصمة الاقتصادية في طوابير طويلة في انتظار دورهم للتبرع بالدم لتعزيز مخزون أكياس الدم، الذي سيتم توجيهه إلى مستشفيات مراكش وباقي المراكز الصحية التي تعاني خصاصا من هذه المادة الحيوية.

وكشفت أمل دريد، مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم لجهة الدار البيضاء سطات، في تصريح صحفي، أنه حتى الثانية من بعد ظهر أمس السبت بلغ عدد المتبرعين أزيد من 300 شخصا من مختلف الأعمار والجنسيات.

وناشدت دريد قلوب كل المواطنين كي يسارعوا للالتحاق بمختلف الوحدات المتواجدة بمدن الجهة من أجل التبرع بالدم بعد هذه الهزة الأرضية، خاصة أن فترة الصيف تشهد نقصا في عملية التبرع بالدم، مشيرة إلى وجود مراكز لتحاقن الدم أيضا بكل من سيدي عثمان والحي الحسني بالدار البيضاء، ومستشفى محمد السادس الجامعي الدولي ببوسكورة، وسطات والجديدة.

وكشفت مديرة المركز الجهوي لتحاقن الدم لجهة الدار البيضاء أنه “من أجل تغطية حاجيات إنقاذ حياة ضحايا الزلزال، وكذا الناس الذين هم في أمس الحاجة لقطرات الدم، نحن في حاجة لأزيد من ألف متبرع في اليوم”.

وفي الرباط، عرف المركز الوطني لتحاقن الدم إقبالا كبيرا من أجل التبرع بالدم لفائدة ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز ومناطق أخرى من المملكة مساء أمس الجمعة.

وتدفق مواطنون، نساء ورجال وأطفال، على المركز الوطني لتحاقن الدم بالعاصمة، للمساهمة في تغطية الحاجيات الضرورية لضحايا الزلزال، وتلبية للنداء الوطني خصوصا في هذه الظروف الاستثنائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News