رغم واقعة الجديدة.. نجاح يفوق التوقعات للمراحل الأربع للبرنامج الوطني للتخييم والصويرة بالصدارة

يُعد البرنامج الوطني للتخييم من أكبر التظاهرات التربوية الوطنية الكبرى التي تشرف على تنظيمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل “قطاع الشباب” بشراكة مع الجامعة الوطنية للتخييم وقطاعات عمومية وهيئات متدخلة أخرى لفائدة الأطفال واليافعين والشباب بانخراط الجمعيات التربوية والمؤسسات العاملة في مجال التخييم.

وتميزت نسخة هذه السنة من البرنامج الوطني للتخييم، المنظم تحت رعاية الملك محمد السادس، بإضافة 6 مراكز جديدة للتخييم التي منحت جرعة إضافية  لعملية التخييم، إذ عملت وزارة الشباب والثقافة والتواصل على استمرار العمل الجاد والجهود في هذا السياق لتحقيق أهداف عملية التخييم المنشودة.

وتجلى التحدي الرئيسي في العمل على مضاعفة الجهود من أجل توسيع العرض للاستجابة للطلبات المتزايدة سنة بعد أخرى على عملية التخييم، سواء من قبل العائلات أو الجمعيات، حيث إن العمل مع شركاء الوزارة في هذه العملية يكون من خلال توفير برامج جديدة لمواكبة أفكار وأحلام وتطلعات الشباب والأطفال الذين يقبلون على المخيمات.

وتجدر الإشارة إلى أن البرنامج الوطني للتخييم لصيف 2023 شمل خمس مراحل تخييمية بالمخيمات الوطنية القارة كانت أولاها التي أعطيت من خلالها انطلاقة البرنامج الوطني للتخييم لصيف السنة الجارية والتي استهلت يوم 6 يوليوز واستمرت إلى 17 منه؛ حيث دامت 12 يوما، أما الثانية التي فدامت بدورها 12 يوما بين 19 و30 يوليوز، في حين جارت المرحلة الثالثة بين أيام الفاتح من غشت و 12 منه، والمرحلة التخييمية الرابعة انطلقت في 14 غشت وانتهت في 25 منه.

ويسدل الستار على برنامج وفعاليات البرنامج الوطني للتخييم برسم صيفيات 2023 بمرحلة خامسة وأخيرة تجرى بين 26 غشت إلى 04 شتنبر 2023؛ وهو البرنامج الذي يستفيد منه أكثر من 120 ألف طفل كما هو مسطر في البرنامج.

مرحلة الصويرة تؤكد المنحى التصاعدي

تعبر مرحلة التخييم بالصوير من بين أنجح المراحل، حيث استقبلت المديرية الإقليمية للشباب والثقافة والتواصل قطاع الشباب بالصويرة هذه السنة حوالي 8000  طفل وطفلة من المستفيدين من مختلف مراحل العرض الوطني للتخيم صيف 2023، بنسبة فاقت أرقام المواسم الماضية.

وسجلت المديرية استفادة ما يقارب 2000 مستفيد ومستفيدة من كل مرحلة إلى حدود المرحلة الرابعة التي اختتمت فعالياتها في الـ24 من الشهر الجاري، موزعين على مراكز قارة للتخييم بين المخيم الإيكولوجي سيدي كاوكي ومخيمات داخل المجال الحضري للصويرة مع الاستعانة بمراكز تخييمية تابعة للسلطات الحكومية الشريكة والتي تحترم المعايير المطلوبة للسلامة وتوفرها على فضاءات للإيواء والمطعمة والأنشطة الترفيهية.

محمد الدريوش، المدير الإقليمي للشباب بالصويرة،  أكد في تصريح لـ”مدار21″، أنه منذ تعيينه على رأس المديرية الإقليمية للشباب بالصويرة، انطلق في التهييء لإنجاح العرض الوطني للتخييم بإقليم الصويرة بمختلف مراحله وصولا لهذه المرحلة الرابعة، حيت انكب العمل على التنسيق مع كافة المتدخلين لتهييء المراكز التخييمية والتنسيق مع الجامعة الوطنية للتخييم والجمعيات المستفيدة من العرض الوطني بغية إنجاح هذه المحطة السنوية الهامة، وحتى تستجيب لمتطلبات الأطفال وعائلاتهم، موضحا أن المركز الايكولوجي للتخييم سيدي كاوكي، شكل رهانا كبيرا لتجهيزه وإنهائه قبل انطلاق المرحلة الأولى لهذه السنة علاوة عن عقد عدد من اللقاءات التنسيقية وإعداد رخص القبول ووضع الإجراءات التنظيمية لإنجاح العرض.

وافتتح مركز التخييم النموذجي بمنطقة سيدي كاوكي الشاطئية التابعة لإقليم الصويرة، والذي يعتبر من مراكز التخييمي من “الجيل الجديد”، وهو ربح للطفولة والشباب لما يحتويه من مرافق تستجيب لطموحات الأطفال المستفيدين والشباب.

ويعتبر هذا المشروع ثمرة مجهود وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الشباب- والذي ستسهر على تسييره المديرية الإقليمية للشباب بالصويرة.

ويضُم هذا المرفق، المشيد على مساحة إجمالية تناهز 6 هكتارات من الوعاء العقاري المملوك للمندوبية السامية للمياه والغابات، بإجمالي المساحة المبنية حوالي 10367 متر مربع، ويشمل مرافق موزعة إدارية حيت يضم 8 وحدات من ضمنها وحدة موجهة لذوي الاحتياجات الخاصة وتتكون كل وحدة من مكتب، غرف للمؤطرين، محل تقني، 06 شاليهات مساحة كل واحد منها 133 متر مربع، ويتكون من غرفتين بطاقة استعابية 20 سريرا من طابقين، غرفة تسع مؤطرين إثنين ودورتي مياه.

ويحتوي المرفق الإداري أيضا على إدارة متكاملة المرافق، فضاء خاص بالمطعمة، ويضم قاعتين للأكل ومطبخ وملحقاته مجهزة بتقنيات عصرية.

أما الجانب الترفيهي، فيضم هذا المركز 08 ورشات، قاعة متعددة التخصصات بمساحة اجمالية تقدر بـ350 متر مربع، مسرح في الهواء الطلق مع مكان للاحتفالات مساحته الإجمالية 3138 متر مربع، فضلا عن 03 ملاعب رياضية ومسبح أولمبي (20m/25m)، علاوة عن مرافق مختلفة تقنية للمسبح وبئر، مع محطة لتصفية المياه ووحدتين للسكن ومناطق خضراء.

تعبئة شاملة لتحقيق جودة البرامج التنشيطية والتربوية

وقبل انطلاق العرض الوطني للتخيم لهذه السنة 2023، الذي اختير له شعار: “المخيمات فضاءات للتنمية والإدماج”، عملت وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تحت إشراف الوزير مهدي بن سعيد، على عقد لقاء توقيع اتفاقية الشراكة بين الجمعيات الوطنية المستفيدة من العرض الوطني للتخييم موسم 2023 والوزارة و الجامعة الوطنية للتخييم، وبحضور  الكاتب العام للوزارة والمدراء المركزيين قصد تفعيل مقتضيات مرسوم تنظيم مراكز التخييم، وتنظيم عملية العرض الوطني للتخييم برسم سنة 2023 في وجه الجمعيات التربوية والهيئات والمؤسسات المهتمة بنشاط التخييم والراغبة في الاستفادة من فعاليات هذا البرنامج الوطني.

ووضعت وزارة الشباب والثقافة والتواصل-قطاع الشباب- رهن إشارة الجمعيات والهيئات شبكة وطنية من مراكز التخييم التي شهدت إصلاحات وإحداثات جديدة تراعي الأدوار والخدمات المقدمة لفائدة الأطفال واليافعين والشباب.

وتراهن الوزارة بمعية الجامعة الوطنية للتخييم من خلال تعبئة الأطر التربوية على تحقيق جودة البرامج التنشيطية وتحسين المضامين التربوية. ومن أجل ذلك تم وضع مجموعة من الشروط التنظيمية التقنية لهذا الغرض انطلاقا من سحب الملف المعد في هذا الصدد عبر البوابة الوطنية “vacances.gov.ma” ابتداء من 24 مارس 2023، حيت تم استقبال الطلبات من 27 مارس إلى غاية 10 أبريل 2023، كما خضعت عملية الانتقاء برسم هذا الموسم، لمعايير محددة من طرف اللجنة الاستشارية المركزية.

“بيدوفيليا” ظهرة دخيلة وفاعلون يستنكرون واقعة الجديدة

وارتباطا بواقعة “بيدوفيل الجديدة” المتابع أمام القضاء بتهمة التحرش الجنسي وهتك عرض قاصر والاتجار في البشر، بعد انتشار لمقطع فيديو يوثق للحظة الاعتداء الجنسي على طفل بريء من طرف منتحل صحة “رئيس جمعية رياضية” استغل رحلة ترفيهية عشوائية لفائدة أطفال، للتغرير بهم واستغلالهم جنسيا، أكد عادل نزار، رئيس الجامعة الوطنية للتخيم، أن هذا العمل الجبان لا يمت بصلة لا من بعيد ولا من قريب للعرض الوطني للتخييم وأن المعني بالأمر استغل رحلة عشوائية لفائدة الأطفال المستفيدين ومنخرطين في جمعيته الرياضية للتحرش بهم واستغلالهم جنسيا ما فضحه المقطع المصور على شاطئ البحر.

وأضاف عادل نزار أن “هذا الفعل الجرمي مدان من طرف جميع القوى الحية داخل المجتمع بمن فيهم الفاعلين في مجال التخييم وفي طليعتهم الجامعة الوطنية للتخييم، لأن الفعل الجُرمي أثر بشكل سلبي على سمعة العمل التخييمي الذي راكم سنوات من العمل الجاد من التأطير والتربية المثلى للطفولة والشباب”.

وشدد المتحدث على أن الجامعة الوطنية للتخييم تدين هذا الفعل الشنيع وتضع ثقتها في القضاء ليقول كلمته وترتيب الجَزاءات.

من جانبه، قال أنس الومني، عضو بالجامعة الوطنية للتخييم، إن الواقعة تُعتبر حالة شادة وبعيدة عن المخيمات، والعملية التخيمية عموما، متأسفا عن تزامن الواقعة مع انطلاق المرحلة الرابعة للمخيمات الصيفية، ما جعلها تقدم صورة عن المخيمات بشكل مغلوط.

وأكد أنس الومني أن هناك من يستغل هذه الحالات لتبخيس العمل التأطيري، مؤكدا في نفس السياق أن عملية التخييم تنظمها شروط تقنية وعملية منها المرتبط بالمستفيدين والمنظمة للأطر المرافقة، على غرار توفرها على تدريبات خاصة وتمثيل جمعيات تتوفر بدورها على شروط الاستفادة من العرض الوطني للتخييم.