اجتماع طارئ لأمانة “البيجيدي” بسبب استهداف مرشحيه بالمال

علمت جريدة “مدار 21” الالكترونية، من مصادر جيدة الاطلاع، أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ستعقد مساء اليوم الأحد 29 غشت الجاري، اجتماعا “استثنائيا طارئا”، برئاسة الأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، يتضمن جدول أعماله نقطة فريدة.

وبحسب المعطيات التي حصلت عليها الجريدة، فإن اجتماع أمانة “البيجيدي” الاستثنائي سيشهد مناقشة “الخروقات والتجاوزات الخطيرة”، التي تمسّ نزاهة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد استهداف أعضائه والراغبين في الترشح باسمه في الوسط القروي بالإغراءات المالية والتهديدات من أجل استقطابهم.

وأوضح مصدر قيادي من العدالة والتنمية، أنه يرتقب أن يصدر عن الاجتماع الطارئ للأمانة العامة، قرارات وإجراءات ومواقف تتعلق بالتصدي لهذه التجاوزات التي تمس بنزاهة ومصداقية الانتخابات المقبلة، بما في ذلك إمكانية التنسيق مع بعض الأحزاب التي تشاطر البيجيدي نفس الموقف، حيث لمّح إلى إمكانية اجراء اتصالات مع حزبي الأصالة والمعاصرة والتقدم والاشتراكية لاتخاذ خطوات مشتركة بهذا الشأن.

وعبر المصدر ذاته غير راغب في الكشف عن هويته، عن تخوف قيادة حزبه من الانعكاسات السلبية لهذه الممارسات التي تسيء إلى قواعد التنافس الانتخابي النزيه، وقال بأن الحزب سجل “تجاوزات خطيرة تمسّ بجوهر العملية الانتخابية ونزاهتها تتمثل في الاستهداف المُمَنهج لمناضلي الحزب والناخبين الراغبين في الترشح باسمه، خاصة بالوسط القروي، بواسطة الإغراءات المالية أو الوعود أو الضغوطات التي وصلت لحد الترهيب والتهديد في الأرزاق”.

ويأتي اجتماع أمانة “البيجيدي”، بعد يومين من إعلان وزارة الداخلية عن تفاصيل الترشيحات المودعة برسم انتخابات أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس الجماعات والمقاطعات وأعضاء مجالس الجهة، وذلك في إطار الاستحقاقات العامة المقرر إجراؤها يوم الأربعاء 8 شتنبر 2021، بعد انتهاء الفترة المخصصة لإيداع التصريحات بالترشيح برسم الانتخابات المذكورة.

وكشفت معطيات وزارة الداخلية، عن تصدر حزب التجمع الوطني للأحرار، عدد الترشيحات المقدمة برسم الانتخابات الجماعية، بمجموع 25.492 ترشيحا بنسبة 16,18 في المائة من مجموع الترشيحات المودعة، في مقابل تقلص نسبة تغطية العدالة والتنمية للدوائر المحلية الجماعية، حيث حلّ الحزب في المركز الثامن بـ8681 ترشيحا بنسبة 5,51 في المائة.

في غضون ذلك، استنكر حزب العدالة والتنمية ما أسماه “التجاوزات الخطيرة” التي تمسّ نزاهة الاستحقاقات الانتخابية المقبلة بعد استهداف أعضائه والراغبين في الترشح باسمه في الوسط القروي بالإغراءات المالية والتهديدات من أجل استقطابهم، واصفا ذلك بـ”الممارسات التي تعود بنا سنوات للوراء”.

وعبّر حزب “المصباح”، في بيان توصلت “مدار21” إلى نسخة منه، عن شجبه لما اصطدمت به هيئات الحزب أثناء تهييء لائحة واسعة لمرشحيه على مستوى الجماعات ذات نظام الاقتراع الفردي، وقال: “سجّلنا تجاوزات خطيرة تمسّ بجوهر العملية الانتخابية ونزاهتها تتمثل في الاستهداف المُمَنهج لمناضلي الحزب والناخبين الراغبين في الترشح باسمه، خاصة بالوسط القروي، بواسطة الإغراءات المالية أو الوعود أو الضغوطات التي وصلت لحد الترهيب والتهديد في الأرزاق أو ضغوطات من خلال أفراد أسرهم وأقاربهم، من عدد من المنافسين وكذا جهات كان من المفترض فيها أن تبقى على نفس المسافة من جميع المتنافسين.”

وتأسَّف البيان الصادر عن الإدارة المركزية للحملة الانتخابية لحزب العدالة والتنمية على هاته الممارسات التي “تعود بنا سنوات للوراء”، حسب تعبيره، متسائلا عن “مصدر الأموال الباهظة التي تم بها شراء العديد من المرشّحين أو الضغط بها على آخرين لثنيهم عن الترشيح.”

وحذّر “البيجيدي” من “الاستمرار في هذا المسار من خلال استعمال المال لإفساد العملية الانتخابية”، داعيا “المواطنين والناخبين إلى المساهمة الجادّة في صيانة المُكتسبات الديمقراطية لبلادنا، وجميع الضمائر الحية من مختلف المتدخلين إلى الوعي بخطورة هذه الممارسات والتصدي لها بكل حزم وجدية.”