مسلسلات مغربية “تتخلى” عن “موضة” 30 حلقة وصناع الدراما يفسرون لـ”مدار 21″ الأسباب
بعد مسلسل “عايشة”، “بغيت حياتك”، “داير البوز” وغيرها من المسلسلات المغربية التي لم يتجاوز عدد حلقاتها 15 حلقة بمدد زمنية تتراوح بين 40 دقيقة إلى ساعة من الزمن، بدأ المشاهد المغربي يلاحظ توجه الدراما المغربية نحو “التخلي” عن نموذج الثلاثين حلقة الذي كان القالب الدارج المعتمد في المسلسلات المغربية.
وعن سبب هذا التوجه، تتباين الآراء بين من يرجع السبب لاختيارات القنوات المغربية باعتبارها منتجة هذه الأعمال، وبين من يرى أن هذا التوجه هو ضرورة فرضتها متطلبات العصر ورغبة الجمهور الذي يشكو من ملل ورتابة مسلسلات الثلاثين حلقة.
اختيار حميد للقنوات المغربية
وفي هذا الصدد، قالت السيناريست فاتن اليوسفي، إن “توجه الدراما المغربية نحو إنتاج مسلسلات لا تتجاوز عدد حلقاتها 15 حلقة، هو توجه القنوات المغربية”، موضحة أن صناع الدراما المغربية يشتغلون مع قنوات القطب العمومي في إطار طلبات العروض إذ أن الطلب يأتي من القنوات بالنظر لكونها منتجة هذه الأعمال الفنية.
وأضافت اليوسفي في حديث ل”مدار21” أن “الدراما المغربية اليوم لم تعد مرتبطة بشهر رمضان فقط، وهو ما جعلنا أمام قوالب مختلفة في المسلسلات، بين مسلسلات تصل ل30 حلقة بمدة 30 دقيقة وأخرى تصل ل52 دقيقة، وبين مسلسلات مكونة من 4 حلقات تصل مدتها ل52 دقيقة، وأخرى ستعرض قريبا حلقاتها مكونة من ثمانية حلقات بمدة 42 دقيقة”.
واعتبرت السيناريست أن “القوالب المختلفة تعطينا فرصة لمناقشة مواضيع متنوعة، فبعض المواضيع قد لا يناسبها قالب الثلاثين حلقة الذي قد يسقطنا في التمطيط والإطالة” مضيفة أن “اختيار قالب 15 حلقة هو اختيار حميد للقنوات المغربية، الذي أتاحت من خلاله الفرصة للمبدعين لمناقشة المواضيع في قوالب مختلفة”.
وأوضحت المتحدثة ذاتها أن “القالب الدرامي الذي ينبني على 30 حلقة لا يشبه القالب الذي تعتمده مسلسلات 15 حلقة، كما أن التناول يختلف بين مسلسلات الأربع حلقات ومسلسلات 15 حلقة مثلا”، معتبرة أن هذا التوجه يتيح للمبدعين الانفتاح على مواضيع وقوالب فرجوية أخرى للسعي إلى إرضاء المتفرج المغربي في مواسم فرجوية طوال السنة لا ترتبط فقط بالموسم الرمضاني.
وأشارت اليوسفي إلى أن اعتماد هذا القالب الدرامي ليس جديدا على الدراما المغربية، إذ عرضت قبل ذلك أعمال وصل عدد حلقاتها ل24 حلقة كمسلسل مول المليح ومسلسل غدر الزمان الذي عرضت مؤخرا وكانت عدد حلقاته 24 حلقة.
هذه الفكرة التي يتشاطرها المنتج المغربي خالد النقري مع اليوسفي، إذ يعتبر النقري أن قالب 15 حلقة بمدة 52 دقيقة ليس جديدا على الدراما المغربية، مرجعا سبب اختياره لرغبة الصناع الدراما في خلق ساعة من الفرجة للمشاهد المغربي عوض عرض حلقتين متتاليتين من مسلسل مكون من ثلاثين حلقة.
كتابة وتصوير حلقات 15 حلقة أسهل من مسلسلات الثلاثين حلقة
واعتبر المنتج المغربي أن “كتابة حلقات مسلسل من 15 حلقة بمدة 52 دقيقة، أسهل بالمقارنة مع القالب الذي يعتمد ثلاثين حلقة من 52 دقيقة الذي تبقى أحداثه محدودة في النصف وهو ما يجعل مهمة الكتابة صعبة قليلا”.
وبالإضافة لإشكالية الكتابة فإن صعوبة التصوير، بحسب النقري، تطرح مشكلة أخرى في توظيف نموذج الثلاثين حلقة بمدة 52 حلقة، ما يدفع صناع الدراما المغربية للتوجه نحو هذا القالب الذي باتت توظفه القنوات المغربية في المسلسلات التي تعرض يومي الإثين والأربعاء.
