تأخر صرف المنح يفجر غضبا عارما وسط متدربي التكوين المهني ويسائل السكوري وطريشة

خلّف تأخير صرف منح متدربي ومتدربات التكوين المهني للسنة الدراسية التكوينة لسنة 2023 تذمرا واسعا وسط الطلبة، الأمر الذي يسائل يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، وكذا لبنى طريشة، المديرة العامة للمكتب الوطني للتكوين المهني وإنعاش الشغل.

وطَرَق ملف التأخر في صرف المنح أبواب البرلمان المغربي، بعد توجيه النائبة البرلمانية عن الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، خديجة الزومي، سؤالا كتابيا لوزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، بشأن آجال صرف المنح.

وأوضحت النائبة البرلمانية ضمن سؤالها الكتابي الذي توصلت به جريدة “مدار21″، بأن غضبا عارما “يسود صفوف متدربي ومتدربات التكوين المهني من استمرار تجميد حقهم في صرف المنح دون أي مبرر قانوني وذلك منذ مدة”.

وكشفت الزومي أن التفاعل مع هذا الملف المتعلق بتسوية منح متدربي التكوين المهني لم يتم التفاعل معه بالجدية المطلوبة بالرغم من “الاحتجاجات المتكررة والمتتالية لهذه الفئة حول مطالبهم المشروعة، إلا أن الوضع لازال على ماهو عليه”.

وتساءلت خديجة الزومي عن الآجال المحددة لصرف منح متدربي ومتدربات التكوين المهني كاملة، وليس فقط الشطر الأول منها.

وفي هذا الصدد، أشار عبد الواحد زيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، في تصريح لجريدة “مدار21” إلى أن “هؤلاء الطلبة لديهم ظروف اجتماعية والتزامات دراسية وحاجات مرتبطة بالنقل وغيرها، مما كان يتوجب على الوزارة والمكتب الوطني للتكوين المهني استحضار مجمل هذه الظروف لأن محور عملية التكوين هم المتدربون والمتدربات”.

وقال زيات إن “هذا التأخر غير مقبول بالمرة ويتعارض مع التوجيهات الملكية التي أعطت أهمية كبيرة للتكوين المهني ولفئة المتدربات والمتدربين”، مطالبا “بالاستعجال في صرف المنح خاصة وأننا على مشارف نهاية الموسم الدراسي”.

ولفت زيات إلى أن هذا التأخير غير معقول بالمرة لأن هؤلاء الطلبة لديهم التزاماتهم، مضيفا “كما يحرص الوزير على التوصل بتعويضاته وامتيازاته في الوقت فكذلك الطلبة يجب أن يتوصلوا في الوقت المحدد بمنحهم، مراعاة لظروفهم وتعجيل المساطر وتبسيطها للتوصل بالمنح”.

وأورد المتحدث نفسه أنه “من بين هؤلاء الطلبة من هم يتحذرون من العالم القروي وينتمون لأسر هشة، مع استحضار موجة الغلاء، مما يصعب معه وفاء الأسر بالتزامات الطلبة، لاسيما وأننا على مقربة من الامتحانات وينبغي مراعاة نفسية الطلبة”.

وأبرز أن “هذه الظروف تتطلب مراعاتها من طرف الوزارة والمكتب الوطني للتكوين المهني والتحرك من أجل الإفراج على منح الطلبة وصرفها بشكل كامل، لأنه لا يمكن للمتدربين والمتدربات تحمل مسؤولية التأخر، وبالتالي يجب صرف جميع أشطر المنحة دفعة واحدة، لأن خطأ التأخير تتحمله الوزارة ومكتب التكوين المهني وليس الطلبة”.

ودعا زيات إلى “إقرار نص قانوني يحمي الطالبات والطلبة والمتدربات والمتدربين بالتكوين المهني من التأخيرات المتعلقة بصرف المنح والتي لا يتم فيها مراعاة الظروف الاجتماعية وكذا الحاجات الأساسية للطلبة من نقل وغيرها”.

وأكد رئيس الشبكة الوطنية للتحالف المدني للشباب أن “عملية صرف المنح للطلبة تعتبر إجراء ليس ذات أولوية حسب مزاجية الوزير يصرفها أو يؤخرها متى شاء لأن الطلبة هم محور الجامعة و التكوين المهني”، مشيرا إلى أن هذه الظروف تكون من عوامل الهدر الجامعي ومن التكوين المهني.

وبدورها، راسلت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب يونس السكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، بشأن التأخير المسجل في صرف الشطرين الأول والثاني من المنحة الدراسیة، برسم السنة التكوینیة 2023، لفائدة متدربات ومتدربي السنتين الأولى والثانية، الممنوحين الذين يتابعون تكوینھم بالمستویين التقني والتقني المتخصص في مختلف مؤسسات التكوین المھني.

واستغربت شبكة التحالف حجم التأخير وتعطيل صرف المنح والموسم الدراسي على مشارف الانتهاء، الأمر الذي زاد من محنة الطلبة على الصعيد الوطني خاصة في أوساط العالم القروي وشبه الحضري والحضري الذين ينتمون إلى فئات اجتماعية تعاني الهشاشة الاجتماعية.

وأكدت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب أن إجراءات التأخير تبقى غير مقبولة من عدة جوانب حيث لم تستحضر المصلحة الفضلى للمتدربين من الناحية الاجتماعية و الدراسية، خاصة أن لهم التزامات مرتبطة بالنقل وغيرها من الحاجيات الأساسية مما يشكل تهديدا في تعزيز حدوث الهدر من التكوين المهني.

ومتابعة لحجم التذمر الناتج عن هذا التأخير، ذكرت الشبكة وزير الشغل “بأهمية ورش التكوين المهني بأبعاده الاستراتيجية التي مافتئ الملك محمد السادس التأكيد عليها، وتشجيع الشباب المغربي على الدراسة بالتكوين المهني بآفاقه الواعدة، وحجم الآمال المنتظرة من هذا الورش الكبير الذي يحظى باهتمام ملكي وحكومي”.

هذا وطالبت الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب الوزير يونس السكوري من أجل تسريع صرف المنحة للمتدربين بالتكوين المهني بشكل كامل تفاديا للزيادة في تأزيم الأوضاع الاجتماعية لهذه الفئة ولأسرهم .