رأي

أمير المؤمنين حامي فلسطين

أمير المؤمنين حامي فلسطين

كان متوقعا أن يصدم عبد الإله بنكيران نفسه بالمجالات المحفوظة للملك وأمير المؤمنين. كانت مسألة توقيت فحسب، السرعة التي انطلق بها في الحقل الديني منذ انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، جعلته يستعيد الدين كبضاعة سياسية وايديولوحية.

تعتبر نقاشات مدونة الأسرة، مشروع قانون الجنائي. الجنس خارج الزواج، المثلية، القمار … البضاعة الجديدة/ القديمة لبنكيران، لكن لا أحد توقع أن تصل به الرعونة حد المزايدة بالشرع على الملكية في حقل الديبلوماسية والعلاقات الدولية.

تناقش الأحزاب السياسية والأكاديميون والإعلامبون … ديبلوماسية الملك محمد السادس، لكن لا أحد من هؤلاء يقيس الفعل الديبلوماسي ب “الشرع” والحلال والحرام، بلاغ البيجيدي فعل ذلك لما جعل الديبلوماسية المغربية في تعارض حاد مع الدين.

ولذلك نفهم أن يذهب الديوان الملكي إلى استدعاء “أمير المؤمنين” في الرد على المزايدة الإسلاموية لإخوان عبد الإله بنكيران، الشرعيات الدينية محسومة هنا.

ونفهم أيضا أن يذهب إلى التأكيد على أن الديبلوماسية اختصاص حصري للملك رئيس الدولة. ولما ربط البيجيدي الديبلوماسية ب”الشرع” لم تعد نقاشا بين بوريطة وبنكيران، بل تطاولا على أمير المؤمنين “حامي الملة والدين”.

يعتبر البيجيدي ومعه باقي الاسلاميين القضية الفلسطينية قضية دينية، وأنهم حراس القدس، بينما فلسطين صراع تاريخي دنيوي سياسي. ثم إن الديبلوماسية ليست مسألة أحكام شرعية في الحلال والحرام، بل نضال شرعي من أجل قضية مشروعة.

ولذلك يذكر الديوان الملكي البيجيدي بالقاعدة الذهبية: المغرب يحدد مواقفه الديبلوماسية وفق ثوابثه الوطنية ومصالحه العليا لا غير.

ولاشيء يمكن أن يحدث بعيدا عن قضية الصحراء، وقضية فلسطين.

منذ نهاية 2020 يعاني البيجيدي من عقدة التطبيع، لقد كان الحزب الذي يقود الحكومة، في شخص أمينه العام هو من وقع اتفاق استئناف العلاقات مع إسرائيل. ومنذ صعود بنكيران يحاول الحزب تبرئة ذمته من “العار” الذي لحقه أمام قواعده وعائلته الايديولوجية.

استعادة البكارة الايديولوجية في الساحة الفلسطينية هي الشغل الشاغل لبنكيران في سباق المسافات الطويلة نحو استعادة شعبيته، ذلك حقه وتلك وظيفته كفاعل سياسي، غير أن ذلك لا ينبغي أن يكون بانتهازية تعبث بمجال حساس محفوظ للملك.

“الابتزاز” ، ” الأجندة الحزبية” …تعابير واضحة وصريحة بها يعيد بلاغ الديوان الملكي بلاغ الأمانة العامة إلى معتركه السياسي الحقيقي : الملعب الحزبي، والديبلوماسية مجال لايسمح فيه باللعب السياسوي الصغير، هناك تنتهي اللعبة السياسية ليبدأ سمو القواعد السيادية.

واقعيا لايملك بنكيران مشروعا سياسيا لاستعادة بيجيدي ما قبل شتنبر 2021، هو نفسه صرح بذلك في أول كلمة عقب انتخابه أمينا عاما، ومع توالي الأسابيع بدأ يعرض مشروعا للتربية الدينية والعودة إلى المرجعية الاسلامية، برنامجه “آية استوقفتني” دليل على عودة الفقيه فيه.

وتكفي إطلالة على موقع الحزب على الأنترنت لملاحظة حالة “الطوارئ الدينية” التي يعيشها زمن بنكيران، الرجل يريد نقل معركة خساراته إلى ملعب الدين إمارة المؤمنين بعدما لفظه جمهور المواطنين.

ومنذ أن بدأ هذه اللعبة، اليوم يتلقى بنكيران أول جواب رسمي من الملك أمير المؤمنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News