فن

حبشي: “وجوه يانوس” تعكس المجتمع المغربي..وأرجو دمقرطة فعل القراءة

حبشي: “وجوه يانوس” تعكس المجتمع المغربي..وأرجو دمقرطة فعل القراءة

صدر للكاتب والصحافي الشاب مهدي حبشي، أول عمل أدبي له، تحت عنوان “وجوه يانوس”، وهو عبارة عن رواية، جاءت في 323 صفحة، وتعالج قضايا سياسية واجتماعية واقتصادية، يراها الكاتب ذات راهنية وأهمية في السياق المغربي.

واختار حبشي، “وجوه يانوس” عنوانا للرواية، الصادرة عن دار افريقيا الشرق، لأنه يحمل، حسب قوله، دلالة رمزية، فيانوس كان من أقوى الآلهة في الميثولوجيا الرومانية القديمة، وهو إله صور على شكل بشر ذي وجهين، الوجه الأول ينظر صوب الماضي وبالتالي فله ذاكرة تحتوي كل تاريخ الإنسانية، والوجه الآخر ينظر للمستقبل، وله بذلك المقدرة على توقع كل الأحداث المقبلة.

وقال مهدي حبشي، في تصريح خص به جريدة مدار21، إن في اعتقاده مدلول يانوس ينطبق على نحو ما على المجتمع المغربي، الذي يراه يعيش على وقع حالة استقطاب عنيفة بين ماضيه وتراثه وجذوره الثقافية، وبين المستقبل الذي يجره إليه بحداثته وعولمته وتقدمه.

ويحمل غلاف الكتاب، إلى جانب عنوانه واسم الكاتب، علم تنظيم “داعش” المتطرف، في إشارة منه إلى قضية الإرهاب، غير أن حبشي أوضح بخصوص ذلك، أنه وبخلاف ما يبدو من خلال الغلاف، فإن “قضية الإرهاب والتطرف الديني ليست سوى واحدة من بين تلك القضايا، التي سأمتنع عن ذكرها مخافة حرق أحداث الرواية للقراء، ولكن بشكل عام، يمكن القول إن “وجوه يانوس” هي محاولتي لتصوير المجتمع المغربي كما أراه”.

وعن طبيعة الرواية، فهي تنتمي إلى نوع ثريلر Thriller، وهو نوع أدبي وسينمائي كذلك، يقوم على الإثارة والتشويق، وعلى الكشف التدريجي عن مواطن الغموض وعن المعلومات التي تكون في بداية السرد مجهولة لدى القارئ.

وعرّج حبشي على الحديث عن الصعوبات التي واجهت خلال كتابته للرواية، حيث إنه قال :”الصعوبة تعلقت خصوصا بالنوع السردي المذكور، لأن “الثريلر” لا يقوم إلا على حبكة متراصة تحترم ذكاء القارئ وترضيه.. وحين يورط الكاتب قارئه في فضول السؤال ويستفزه بذلك على مواصلة القراءة دون توقف سعيا وراء الجواب، فعلى الكاتب أن يحرص كل الحرص على تقديم أجوبة مقنعة ومفاجئة في الوقت نفسه كي يرضي شغف قارئه ويكسب ثقته”، مشيرا إلى أنه للحصول على هذه الوصفة المعقدة كان علي في كثير من الأحيان التوقف مطولا عن الكتابة، وأن أعكف على التفكير في مخارج مقنعة من تلك “المآزق السردية” التي ورطت شخوص الرواية فيها”.

وعما إذا كانت روايته لقيت استحسان القراء، رد مهدي قائلا: “أترك الجواب عن هذا السؤال للقراء، وعلى كل حال لا أظن بوسع عمل مهما كان بديعا أن يلقى استحسان الجميع أو حتى سخط الجميع”.

أما بخصوص إصداراته المقبلة، أكد مهدي أنه ليس في القريب، ولكنه يطمح لذلك، إلا أن الأمر رهين بمقدرته على تطوير قدراته الأدبية وتقديم ما يفوق روايته “وجوه يانوس” جودة، وفي حال تبين له أنه لن يقوى على ذلك، فسيتوقف عن الكتابة، ويكتفي بنجاح روايته الأخيرة.

وعن دعم وزارة الثقافة للإبداعات والإنتجات الأدبية الشبابية صرح مهدي: “هذا السؤال يتوقف على المقصود من عبارة “دعم” فإن كان القصد هو الدعم المعنوي والتحفيز، ففي تصوري الخاص إن تتويج عملين لكاتبين شابين في السنوات الخمس الأخيرة بجائزة المغرب للرواية، التي ترعاها الوزارة، هو في حد ذاته حافز معنوي مهم للشباب على الكتابة الإبداعية”.

وأضاف المتحدث نفسه: “أما إذا كان المقصود هو الدعم المادي فلا علم لي ولم أطلب دعما، ولست حتى أدري إن كان حريا بالكتاب الشباب أن يسعوا وراء الدعم المادي، فالكتابة حالة رومانسية، الوقوع فيها وما يصاحب ذلك من بهجة للنفس، هو جائزة في حد ذاته وخير جائزة تغني صاحبها عن السعي وراء أي شيء مما عداها”.

وعن رأيه حول إقبال المغاربة على القراءة قال: “القراء في المغرب موجودون، والرواية تحديدا لها جمهورها الوفي، لكن الإشكال يكمن في أن القراء باتوا أشبه بطائفة معزولة”.

وواصل: “رجائي أن تبذل جهود أكبر على المستويين الرسمي وحتى المدني، لدمقرطة فعل القراءة وحث الشباب خصوصا على صداقة الكتاب… وذاك في تصوري الخاص استثمار في الإنسان، ونحن بصدد الحديث عن نموذج تنموي جديد، فليس من استثمار تنموي أكثر ربحا وجدوى من الاستثمار في الإنسان عبر تنمية ذكائه وتوسيع ثقافته”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News