مجتمع

الغلاء يُهيمن على إحياء ذكرى “20 فبراير” ومطالب بمناهضة الفساد والاستبداد

الغلاء يُهيمن على إحياء ذكرى “20 فبراير” ومطالب بمناهضة الفساد والاستبداد

خرج العشرات من المواطنين المغاربة، مساء اليوم الاثنين في وقفات احتجاجية في بعض المدن المغربية منها الرباط والبيضاء، تخليدا للذكرى الثانية عشرة لـحركة 20 فبراير، التي تزامنت مع احتجاجات الربيع العربي سنة 2011، وحملت مطالب وشعارات اكتست صبغة اقتصادية واجتماعية وسياسي.

وتأتي هذه الوقفات التي تزامنت مع موجة الغلاء التي ألهبت جيوب المغاربة، استجابة لدعوة “الجبهة الاجتماعية المغربية” إلى الخروج في وقفات احتجاجية، في الذكرى الثانية عشرة لـ”حراك 20 فبراير” الذي انطلق مع موجة الربيع الديمقراطي، تنديدا بـ”ارتفاع الأسعار وتراجع الحريات”.

ويعرف المغرب خلال الأسابيع الأخيرة، موجة غلاء مع ارتفاع أسعار مجموعة من المواد الغذائية الأساسية، ما أثر على القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود والفئات الوسطى خصوصا.وقالت الجبهة في بيان، إن تخليد ذكرى هذه السنة يتزامن مع “غلاء فاحش فاق كل التوقعات وطال كل المواد وخاصة المواد الغذائية الأساسية، ناهيك عن المحروقات”.

وبالعاصمة الرباط، رفع المحتجون شعارات من قبيل “غاد تشعل غاد تشعل هي نار الكادحين” و”الحرية اللي بغينا و المخزن يقمع فينا” “باركة من التهميش والحكرة”، و”الكرامة والحرية”، وشعارات مناهضة لقمع الحريات وأخرى مطالبة بالعيش الكريم، مستحضرين غلاء الأسعار الذي تشهده المملكة في الآونة الأخيرة.

#image_title

وقال محمد الغفري عن الجبهة الاجتماعية المغربية، أن هذه الوقفة الاحتجاجية أمام مقر ابرلمان بالرباط،  تأتي لتخليد ذكرى 20 فبراير، لدق ناقوس الخطر بشأن تردي الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وغلاء المعيشة الذي بات لا يطاق وأنه فعلا وصلنا الى وضع يدمي القلب، على حدّ تعبيره.

وأكد الغفري، في تصريح صحفي، على هامش الوقفة الاحتجاجية أمام البرلما، أن “كل المواطنين المغاربة يعيشون على وقع الجحيم في ظل موجة الغلاء غير المبررة، وغير المقبولة، لأن سببها على عكس ادعاءات الحكومة لا يعود الى حرب أوكرانيا والظروف الخارجية مادام أنه مس مواد تنتج وتسوق بالمغرب، وإنما يرتبط بغياب تدبير سياسة فلاحية ناجحة مما نجم عنده الوضع الكارثي الذي تعيشه على وقعه السواق المغربية.

من جانبه، قال فاروق المهداوي ناشط سابق بحركة 20 فبراير، إن تخليذ الذكرى الثانية عشر للحركة التي قدمت عدد من المعتقلين السياسيين، تأتي في إطار وضع اجتماعي مزر وغلاء فاحش في المعيشة وتردي على مستوى الوضعية الحقوقية بالمغرب.

وأوضح المهداوي، في تصريح مماثل، إن تخليد هذه الذكرى لا يستهدف الوقوف على الأطلال أو التباكي عن زمن مضى، بقدر يرمي إلى إحياء الوصال مع الشارع ومع الجماهير الشعبية، ولكي تبقى روح حركة 20 فبراير خالدة في معظم الحركات الاحتجاجية التي ما تزال ترفع نفس مطالب الحركة.

من جهته، قال أمين عبد الحميد ناشط حقوقي وسياسي ضمن تصريحات صحافية، إن تنظيم هذه الوقفة لإحياء ذكرى 20 فبراير، يأتي من أجل التأكيد على عدم نسيان هذه الحركة التي انطلقت سنة 201، وأننا ما زلنا أوفياء لروحها التي تتجسد في شعارات الحرية و الكرامة و العدالة والمساواة، وفي مطالب إسقاط الفساد والاستبداد.

وأضاف الناشط ذاته، “نحن اليوم لكي نقول مع الأسف بعد مرور 12 سنة على الحركة ما يزال الفساد والاستبداد سائدا بالبلد، ولهذا نحن نتمسك بمناهضة هذه الممارسات غير الديمقراطية حتى يتم تحقيق انتصار الشعب المغربي في معركته في الدفاع عن الديمقراطية”.

وفي مدينة الدار البيضاء، رفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، لإحياء ذكرى 20 فبراير، شعارات منددة بالريع والفساد، وموجة الغلاء وقمع الحريات، من قبيل “كيف تعيش يا مسكين المعيشة دارت جنحين” وعلاش جينا واحتجينا المعيشة غالية علينا..وكاواك على دولة القوانين فيها حولة” و”باركا من الحباسات و بنوا لنا سبيطارات”.

وقالت نبيلة منيب الأمينة العامة للحزب الاشتراكي الموحد، اليوم الذكرى الثانية عشر لانطلاق حركة 20 فبراير التاريخية، والتي رفعت مطالب بتغيير ديقمراطي شامل، وانتهاء ظاهرة الاعتقال السياسي بالمغرب والقطع اقتصاد الريع و الاحتكار وضرب الحريات و الحقوق وبناء مغرب الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.

وسجلت منيب ضمن تصريحات صحفية على هامش، إحياء ذكرى 20 فبراير بالدار البيضاء، أنه بعد مرور 12 سنة على هذه الذكرى، وبعد صدور دستور 2011، الذ كان يعول عليه لتكريس الحرية و العدالة و الديمقراطية، ومن أجل التقليص من دائرة الفقر والبطالة والفوراق الاجتماعية والمناطقية، وبناء دولة لديها سيادة وتتمتع بالاستقلال في اختياراتها من أجل نتقدم ونعيش في كرامة في بلد دافعنا عن إخراج المستعمر منها.

وتابعت المسؤولة السياسية، “لكن بعد كل هذه المدة، نرى اليوم بأن الاستعمار الجديد، ما يزال اليوم مستمرا وأن كنا ننضال من أجل ديمقراطية، في حين تحولت المطالب اليوم باتجاه توفير الخبز والخضر وعلى توفير القوت اليومي لأبنائهم”، مشيرة إلى بيع المدرسة العمومية وبيع وهم الدولة الاجتماعية من خلال ترك المواطن عرضة للخواص.

#image_title

وقال أحد المحتجين، في تصريح مماثل، إن هذه الوقفة ضد اللاكرامة التي يتعين استرجاعها”، وأضاف : “نحن لم نأتي فقط للاحتجاج ضد غلاء الأسعار لأننا لسنا “دجاج” وأن النضال هو من أجل الكرامة و تخريب التفاوت الطبقي الذي ينخر المجتمع المغربي ويهدد مستقل الوطن”.

ونبه المصدر ذاته،  إلى أوضاع المدرسة العمومية المغربية وتدهور الاستشفاء وكل ما هو اجتماعي، مسجلا أن المدرسة صارت تخرج أجيالا عاهرة لفائدة الرأسمار العالمي، و لم تعد مدرسة وطنية تبني الشخص المغربي ذو المناعة الفكرية وذي العقل المستنير، معتبرا أن النضال الحقيقي يجب أن يذهب في هذا المنحى و ان يكون فكريا وتعليميا لخلق مناعة ضد الرأسمال الهمجي وضد الصهونية العالمية.

هذا، وانتقدت “الجبهة الاجتماعية” ما اعتبرته “إمعان الدوائر الرسمية في إدارة الظهر للمطالب الاجتماعية الأساسية والمستعجلة”، وخاصة، التراجع عن الزيادات في أسعار المواد المعنية وتحسين الدخل عبر الزيادة الإجمالية في الأجور وخفض الضريبة وإحداث درجة جديدة بالنسبة للموظفين.

في نفس السياق، نددت بما وصفته “توسع ظاهرة الاعتقال السياسي، التي أخذت بعدا دوليا، وخنق الحريات وتعميم أساليب القمع بمختلف أشكاله”. وعبر الائتلاف عن دعمه لـ”جميع الاحتجاجات والمبادرات النضالية النقابية والعمالية والشعبية”، محملة الدولة “مسؤولية هذه الأوضاع”.

وأمام هذه الأوضاع، قالت الجبهة الاجتماعية المغربية إنه “وفاءً منها  لحركة 20 فبراير المجيدة”، تدعو إلى تخليد الذكرى 12 لانطلاق هذه الحركة وذلك بتنظيم مسيرات أو وقفات احتجاجية محلية، وذلك يوم الإثنين 20 فبراير، تحت شعار “جميعا ضد الغلاء ومن أجل انتزاع المطالب والحريات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News