فن

“الشطّاح” يستهل رقصاته بالقاعات السينمائية و”يثور” على محيطه المحافظ للتخلّص من براثن الفقر

“الشطّاح” يستهل رقصاته بالقاعات السينمائية و”يثور” على محيطه المحافظ للتخلّص من براثن الفقر

من المرتقب أن ينطلق عرض فيلم “الشطاح” للمخرج  لطفي آيت الجاوي، بالقاعات السينمائية المغربية، ابتداء من يوم غد الثلاثاء 24 يناير 2023.

“قصة مرحة تدعو إلى التعايش”

وفي هذا الصدد، قال مخرج الفيلم لطفي آيت الجاوي، إن هذا العمل السينمائي “يعالج قصة مرحة تمتاز بالروح الكوميدية تحكي عن “ربيع”، شاب رياضي ابن إمام، يضطر لمساعدة فرقة فلكلورية من أجل أن تتمكن من الحصول على منحة أوروبية حتى يستطيع الزواج من رفيقته “جميلة”، وهي ابنة رئيس المجلس البلدي”.

وأضاف آيت الجاوي، في تصريح لجريدة “مدار21” على هامش تقديم العرض ما قبل الأول للفيلم، أن المشاهد سيتابع مسار هذه الشخصية لمعرفة التحولات التي تقوده ليصبح “راقصا” شعبيا في الفرقة الفلكلورية”، مشيرا إلى أن الفيلم يجمع باقة متنوعة من الفنانين المغاربة، من أبرزهم عبد الإله رشيد، وجمال العبابسي، وجواد السايح، وبنعيسى الجراري، وأسماء الخمليشي وبسمة، أنتج لنا عملا متميزا واحترافيا”.

وفي سياق متصل، أكد بطل العمل، الممثل عبد الإله رشيد، في كلمة ألقاها خلال تقديم العرض ما قبل الأول، صباح اليوم الإثنين، بقاعة ميغاراما بالدار البيضاء، قائلا: “اشتغلنا على هذا الفيلم، يعد أول عمل سينمائي للطفي آيت الجاوي، بحب، وجسدت فيه شخصية مختلفة”، مبرزا أنه يعالج موضوعا إنسانيا من خلاله “سنفهم كيف يمكننا أن نعيش ونتعايش ونتقبل بعضنا بعضا، دون أن نسعى إلى تغيير شخصية الآخر، ويشكل دعوة إلى التسامح والتعايش اللذين خلقنا من أجلهما”.

واستشهد رشيد، في سياق كلمته، بقول الله سبحانه وتعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “، مما يعني، حسب تفسيره، أن نتعرف على أشخاص لا يشبهوننا ويختلفون عنا في ثقافتهم وسلوكاتهم، مشددا على أنه “لا يحق لنا أن نتقمص دور الإله فوق الأرض ونحاكمهم، بل علينا أن نتعايش مع بعضنا بعضا ونترك الحكم لله”.

تخوّف من الانتقادات؟

وعن تخوفه من الانتقادات التي قد ترافق الفيلم، صرح المخرج آيت الجاوي للجريدة، بأنه “من الجيد أن يترك العمل زوبعة ويؤسس أرضا خصبة للمناقشة”، مردفا: “لكن أنصح الجميع بمشاهدة الفيلم قبل إصدار حكمه عليه، لأنه لا يبعث أي رسائل تستفز الجمهور المغربي، وإنما يدخل في خانة الكوميديا، ويحث على التضامن، عبر البطل الذي يسعى إلى دعم فرقة للوصول إلى مبتغاها”.

وتابع المتحدث نفسه: “سنشاهد ربيع الذي يعارض والده انضمامه إلى الفرقة، لكنه حينما يقترب من أعضائها سيجد أنهم بسطاء ويعملون على تحقيق أحلام بسيطة مثل الذهاب إلى العمرة، لذلك فالعمل يدعو إلى التخلص من إصدار الأحكام المسبقة”.

ودافع آيت الجاوي عن عرض فيلمه بالمهرجان الوطني بطنجة، ضمن دورته الـ22، بعدما طالت انتقادات السيناريو وطريقة إخراجة، واتهم بـ”الدعوة” إلى “الانفتاح” و”التحرر الديني”، قائلا: “الفيلم لقي إقبالا من الجمهور الذي تابعه إلى النهاية بخلاف بعض العروض التي انسحب منها الجمهور منذ الـ10 دقائق الأولى”، لافتا إلى حظي أيضا بتفاعل الجمهور المصري بعد مشاركته في مهرجان الإسكندرية، وهذا “مؤشر يدل على نجاحه”، حسب تعبيره.

وبالعودة إلى تفاصيل العمل، يحمل “الشطاح”، طابعا كوميديا واجتماعيا، إذ إنه ينقل تفاصيل حياة أعضاء فرقة رقص شعبي، يعيشون مواقف تمتزج فيها الطرافة بالدراما الاجتماعية.

ويدور الفيلم حول قصة الشاب “ربيع”، وهو من تجسيد الممثل عبد الإله رشيد، الذي يعيش حيرة كبيرة بعد تلقيه عرضا مغريا للرقص في فرقة شعبية، حيث إنه يجد نفسه مضطرا لمواجهة عائلته المتدينة والمحافظة.

ويعرّي هذا الفيلم الكوميدي والاجتماعي، الذي سيعرض أول مرة بالقاعات السينمائية المغربية، بعد عروض في مهرجانات مختلفة، واقع بطله “ربيع”، الذي يعيش بين نارين، إما الموافقة على العرض لإنقاذ نفسه وعائلته من الفقر، أو يرضخ ويستسلم لواقعه وعاداته وتقاليد وأفكار أسرته المحافظة.

ويشارك في فيلم “الشطاح” عدد من الوجوه السينمائية المغربية، وأبرزها أسماء الخمليشي وعبد الإله رشيد، وفضيلة بن موسى، وبنعيسى الجيراري وجواد السايح، وعبد اللطيف شوقي، وزهور السليماني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News