حوارات | فن

إبراهيمي: المسرح المغربي يعرف طفرة كبيرة حاليا وما ينقصه هو التسويق الداخلي

إبراهيمي: المسرح المغربي يعرف طفرة كبيرة حاليا وما ينقصه هو التسويق الداخلي

يعود الممثل هشام إبراهيمي إلى شاشة التلفزيون من جديد بتجربة، تحت قيادة المخرج محمد نصرات، في مسلسل مرتقب في شهر رمضان المقبل، بعد ارتباطه الطويل بالخشبة، وولوجه أخيرا إلى مجال الإخراج عبر سلسلة من الأفلام.

في حوار مع “جريدة مدار21″، يسرد الممثل والأستاذ المسرحي والمخرج السينمائي هشام إبراهيمي، تفاصيل هذا العمل، ثم يعرج على الحديث عن تجربته في الإخراج، بالإضافة إلى إبداء رأيه في اقتحام مشاهير”الويب” ميدان التمثيل، وكذا الأعمال الرمضانية المعروضة في السنوات الأخيرة.

حدثنا عن مشاركتك في مسلسل “هل يا ترى يعود”؟

شرعت منذ أيام في تصوير مشاهدي بمسلسل لفائدة القناة الثانية تحت عنوان “هل يا ترى يعود”، ويجمعني هذا العمل من جديد بالمخرج محمد نصرات، بعد غياب دام 21 سنة، حيث التقينا في عدد من الأفلام الأجنبية التي كانت تصور في مدن ورزازات، وأرفود وزاكورة، والتي كانت مهمة في مساري وتكويني.

وآخر الأعمال التي جمعتني بالمخرج محمد نصرات، كان الفيلم السنيمائي “عبروا في صمت” للمخرج حكيم النوري، الذي اشتغل فيه بصفته مخرجا مساعدا، بمشاركة رشيد الوالي وحميد الزوغي، والراحل خالد الجامعي، والفيلم التلفزيوني “سعيدة” لمجيد الرشيش من بطولة فاطمة خير وسعد التسولي.

سعيد بالعمل معه في هذا المسلسل، إلى جانب ثلة من الفنانين على رأسهم الممثلة فاطمة خير.

ماذا عن تجربة الفيلم الوثائقي “أول كلام”؟

يعد أول فيلم وثائقي أشرف على إخراجه، ويحكي عن تجربتي الخاصة التي عشتها بالمدرسة الوطنية لفنون السيرك بمدينة سلا، بعدما تلقيت الدعوة من إدارتها لأكون المخرج المرافق لطلبتها، المطالبين بإنجاز عمل منفرد، وتمتد فصول كل مشروع على مدى 10 دقائق، في تخصصات مختلفة ومتعددة.

ورافقت خلال هذا المشروع، الذي أخذ مني أربعة أشهر ونصف، عشرة طلبة على المستويين الفني والبيداغوجي، وذلك بداية من طرح فكرة المشروع، إلى غاية تقديم العرض النهائي أمام الجمهور.

لقد كان سفرا جميلا جدا، وتجربة مهمة بالنسبة لي، إذ من خلالها تعرفت عن قرب على عالم السيرك، ووظفت عبرها تجربتي التي امتدت زهاء 28 سنة في التكوين المسرحي بصفتي أستاذا ومخرجا مسرحيا، وتجربتي في الفن الدرامي والتلفزيون والسينما بصفتي ممثلا، وضعتها بين أيادي الطلبة من أجل اكتساب تجربة جديدة وتطوير أنفسهم وصقل مواهبهم، والتعبير عن ذواتهم في العروض النهائية.

لقد سعدت كثيرا، لتمكن عدد كبير من هؤلاء الطلبة من إيجاد فرص الاشتغال في أوروبا سواء في مجال ممارسة السيرك، أو تلقين بعض مواده.

وقدمت العروض الأولى لهذا الفيلم في مهرجان “قراصنة” لفنون السيرك، الذي يحج إليه العديد من ممارسي هذا الفن حول العالم، وعرض أيضا في سينما “ميغاراما” بفاس في إطار مهرجان دولي آخر، وحللت ضيفا على كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية لتقديم الفيلم لفائدة طلبتها.

أين تجد راحتك أكثر في التلفزيون أم المسرح أم السينما؟

أجد راحتي في كل أصناف الفن بحكم أنني مارستها جميعا، فبصفتي ممثلا أحب الاشتغال في أي مكان، حيث للمسرح متعة خاصة، ولكوني أستاذ المسرح لدي علاقة وطيدة به، لكنني أجد متعة أخرى أمام الكاميرا بتقنيات مختلفة، وأعدّها تمرينا صعبا جدا، فليس من السهل أن تمثل أمام الكاميرا بشكل غير منتظم لأنك قد تصور آخر مشهد في أول يوم، وتعود في ما بعد للمشاهد الأولى، مما يتطلب الكثير من التركيز.

في نظرك هل يحظى المسرح المغربي بالاهتمام نفسه الذي تحظى به السينما والتلفزيون؟

المسرح المغربي يعرف في الوقت الحالي طفرة كبيرة، بعدما تخرجت أفواج كثيرة من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، وكذلك بعض الفنانين الآخرين الذين درسوا في مدارس أخرى، خاصة في العشر سنوات الأخيرة.

وأصبح لدينا مسرح جاد تتوفر فيه جميع تقنيات العرض الحديثة، سواء من حيث التشخيص، والسينوغرافيا، والإضاءة، والإخراج. إلى جانب وجود رؤى إخراجية جميلة وحديثة كسرت العديد من الحواجز، والمسرح المغربي الآن منتشر خصوصا على المستوى العربي، حيث حصل على جوائز في مصر وتونس في العراق، وقام بجولات في أوروبا.

لكن ما ينقص المسرح المغربي، في نظري، هو التسويق الداخلي، والترويج له بالشكل المطلوب، إضافة إلى إعادة النظر في سياسة الدعم المسرحي المتبعة حاليا حتى يلتقي الجمهور المغربي مع المسرح.

وبالنسبة للدراما فقد تطورت في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وأصبحنا أيضا نتابع أفلامنا السينمائية في مهرجانات مهمة خارج المغرب.

حدثنا عن ولوجك مجال الإخراج أخيرا؟

في سنة 2018 قررت خوض غمار تجربة الإخراج في السينما، حيث أشرفت على فيلمين روائيين قصيرين، وهما “صعقة” جاب مجموعة من التظاهرات في أوروبا والمغرب، وقد حاز مجموعة من الجوائز، ثم اشتغلت على فيلم آخر بعنوان “موت وحياة”، إضافة إلى إنجازي فيلم وثائقي “أول كلام” في سنة 2022.

ما رأيك في إشراك مشاهير السوشل ميديا؟

يجب منح الفرصة للممثلين أصحاب الكفاءات والتكوين، هناك خلط بين الممثل المحترف والممثل القادم من “إنستغرام”، أنا لست ضد مشاهير “الويب”، وأنا مع الموهبة وصقلها، لكن لا يجب إهمال الأشخاص الحاملين لشواهد عليا، وتكونوا ودرسوا المجال، والذين يتمتعون بتكوين أكاديمي، لأنه في السينما والتلفزيون، ينبغي إشراك الممثلين الذين يتمتعون بكفاءات عالية، والتخلص من العشوائية في الأعمال، وحماية الممثل المحترف.

ما رأيك في جودة الأعمال الرمضانية في السنوات الأخيرة؟

الأعمال الرمضانية فيها الصالح والطالح، لا يمكننا القول إن كل شيء جميل أو كل شيء سيء، لأننا نشاهد أعمالا فيها مجهود وتفان كبيرين، وتشعر بالجدية والعناية في الاشتغال عليها، وأخذ الوقت الكافي في كتابتها وتصويرها. وفي المقابل هناك مسلسلات و”سيتكومات” تحضر في وقت وجيز، لذلك من الطبيعي أن لا تكون في المستوى المطلوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News