افتتاحية

من أفسد العرس المونديالي المغربي بقطر؟

من أفسد العرس المونديالي المغربي بقطر؟

لامس المنتخب المغربي سماء المجد في أول كأس عالمية تقام في أرض عربية، وقدم صورة مثالية عن كرة القدم الوطنية، في وقت ضربت الجماهير المغربية، منذ المباراة الأولى، درسا للعالم في التشجيع والشغف بالكرة، لكن بعض مسؤولينا أبوا إلا أن يمرغوا لك ذلك في التراب.

ففي وقت ضرب “الأسود” المثل لكل المنتخبات العالمية، وكسّروا كل الحواجز التي أعجزت السياسية ووحدوا الشعوب العربية والإفريقية بـ”نية وليد الركراكي ووليداتو”، غرّد مسؤولون محسوبون على “أسرة” كرة القدم المغربية خارج السرب، وخدشوا صورة المغرب غير عابئين بصورة المغرب التي مرغت في التراب.

رئيس فريق مغربي، المفترض أن يكون قدوة للجماهير، “لم يستح ففعل ما شاء” وترصد فرصته بدقة. ففي غمرة احتفالات المغاربة بتأهل منتخبهم إلى نصف نهائي كأس العالم المقامة بقطر لأول مرة في التاريخ، وفي وقت كان “الأسود” بحاجة إلى كل حنجرة ممكن أن تصرخ في ملعب “البيت” لتحفيزهم للفوز على “الديك” الفرنسي، بطل العالم، في المربع الذهبي، اختار الاتجار في حب الجماهير، وعرض تذاكر وضعتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم رهن مناصري “الأسود” مجانا مقابل 6 آلاف درهم للتذكرة.

وقبل ذلك، شنت الجماهير هجوما على عضو جامعي كلّف بتوزيع 7 آلاف تذكرة مجانا، لتتفاجأ الجماهير بصفر تذكرة متبقية، فيما نال عضونا الجامعي إشادة واسعة من “مؤثري كيف تشجع المغرب بصفر درهم” بمواقع التواصل الاجتماعي نظير حصولهم على تذاكر مباراة المغرب وفرنسا، وفي هذه الأثناء، وجد رئيس فريق مغربي، الذي يشغل أيضا منصب ممثل للشعب بالبرلمان، الفرصة مواتية لفتح مزاد سري على تذاكر المباراة عبر الهاتف “وعالم الله شحال باع”.

وفي وقت تغط فيه جامعة فوزي لقجع في سبات عميق، سارع حزب التجمع الوطني للأحرار لإحالة المعني بالأمر، المنتمي إلى الحزب، بشكل عاجل على اللجنة التأديبية على خلفية التسجيل الصوتي الذي يدينه بالتلاعب بتذاكر مباراة نصف نهائي المونديال.

السلوكات غير المقبولة للعديد من المسؤولين الموجه إليه أصبع الاتهام، من داخل وخارج بيت جامعة الكرة، والمفترض فيهم أنهم سفراء للمغرب بقطر، تسببت في معاناة كبيرة للجماهير المغربية التي دفعت الغالي والنفيس لمساندة “الأسود” أمام بطل العالم من ملعب المباراة. فبسبب تبخر التذاكر بقدرة قادر، اضطرت السلطات القطرية إلى إلغاء العديد من الرحلات الجوية التي كان من المقرر أن تنقل مئات المغاربة من الدار البيضاء إلى الدوحة ليل الثلاثاء-الأربعاء بسبب نفاذ التذاكر وإخلال المسؤولون المغاربة باتفاق توفير تذاكر المباراة لكل القادمين من المغرب إلى مطار حمد الدولي بالدوحة.

ورغم أن الخطوط الملكية المغربية التزمت بإعادة تكلفة الرحلات للمتضررين بالإلغاءات، لكن الفوضى التي تسببت فيها المتلاعبون بتذاكر مباريات “الأسود”؛ وتعود في جزء منها إلى لا مبالاة جامعة الكرة واعتمادها على أشخاص في غير محلهم و”خانوا الأمانة” وتاجروا بحب المغاربة، لا يجب أن تمر مرور الكرام.

وعطفا على ما حقق في كأس العالم وما أظهره المنتخب والجماهير المغربية للعالم، سيكون لزاما للجامعة الملكية، كل جهة مخولة لها التدخل لمحاسبة المتورطين، أن تضع حذا لـ”السيبة” التي أصبحت علامة مغربية في كل التظاهرات العالمية، انسجاما مع ما جاء في خطاب الملك في عيد العرش لسنة 2017 عندما قال إنه “حان الوقت للتفعيل الكامل لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة… فكما يطبق القانون على جميع المغاربة، يجب أن يطبق أولا على كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز، وبكافة مناطق المملكة”.

لذلك، فلقطع دابر كل من سولت له نفسه تلطيخ صورة المغرب، يجب على الجهات المختصة ترتيب المسؤوليات القانونية لكل من أخلّ بواجبه واستغل موقعه بتحقيق منفعة شخصية وحرم مئات المغاربة من التنقل إلى قطر لدعم “الأسود” في المحفل العالمي. فهل تضرب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والسلطات المختصة بيد من حديد كل من أساؤوا إلى صورة المغرب وأفسدوا العرس المغربي بقطر؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News