فن

“غروب”.. مسرحية تُحرّر وجع الهجرة وضغط التقاليد وصمت المجتمعات

“غروب”.. مسرحية تُحرّر وجع الهجرة وضغط التقاليد وصمت المجتمعات

انطلقت عروض المسرحية الجديدة “غروب”، للمؤلف والمخرج ياسين هواري، ضمن الموسم المسرحي الجديد المدعم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، برسم الدورة الأولى لسنة 2025.

وأوضح هواري في تصريح لجريدة “مدار21″، أن مسرحية “غروب” تسعى إلى طرح أسئلة وجودية عميقة حول الحرية والقيود، النهايات والبدايات، عبر رمزية “الغروب” الذي لا يُجسد نهاية بقدر ما يمثل لحظة عبور بين الظلام وإمكانية النهوض من جديد.

وأضاف أن العمل يقدم رؤيته بلغة بسيطة، محملة بصور قوية، تأخذ المتفرج إلى عالم يصبح فيه الإنسان ضحية الخوف، الصمت، والأمل الذي لا ينتظر أحدا.

وأكد هواري أن “غروب” ليست مجرد معالجة درامية لقضايا اجتماعية أو سياسية، بل هي حكاية إنسانية عن الحب حين يُفقد، وعن البدايات التي تقود إلى نهايات، وعن الذكريات التي تتلاشى بصمت مع مرور الزمن.

ويشير إلى أن المسرحية تحكي قصة فقدان الشغف وسط استحالة تحقيق الأحلام والرغبات، وغياب القدرة على البوح في ظل صمت مفروض ومحيط خانق.

وفي العمل، تواجه خولة، شابة مقيدة بواجباتها العائلية، مصيرها في رقعة ضيقة تحاصرها بين ضغوط المجتمع وزواج تقليدي من عادل، الصحفي الذي يحاول قول الحقيقة في مجتمع خاضع للرقابة، حيث يعيشان معا وسط قيود لا متناهية.

في جانب آخر من المسرحية، يسلط الضوء على يعقوب، الشاب المثقف الحاصل على عدة شواهد ودبلومات، والذي تغلق الأبواب في وجهه داخل وطنه، إذ رغم كفاءته ومثابرته، لا يحصل على فرصة عمل، ما يدفعه إلى خوض مغامرة الهجرة عبر البحر، الذي يلتهمه في لحظة، لينهي حلما بسيطا بالكرامة والعمل.

أما مريم، الشابة التي لم تعترف بحبها ليعقوب، فتعيش مأساة الفقد، حين يقرر هو الإفصاح عن مشاعره متأخرا، ليختطفه الموت فجأة، إذ بعد “الغروب”، لا يتبقى سوى فراغ قاتل يتركه الراحلون في قلوب من أحبوهم بصمت.

وهذه المسرحية من تأليف وإخراج ياسين الهواري، وسينوغرافيا وملابس من توقيع هدى الحامض، فيما تولت رميساء شراشر تصميم الإضاءة، بينما شخص أدوار البطولة كل من وليد المعروفي، وحنان العلام، وأمينة الليق، وياسين هواري.

ويأتي هذا العمل في إطار دعم الإنتاج المسرحي الوطني، وتقديم عروض تتجاوز الطرح التقليدي نحو مسرح يعانق الإنسان وهواجسه وآماله المجهضة.

وهذه المسرحية من إنتاج فرقة “أوريكة”، وحصلت على دعم مالي قدره 160 ألف درهم، من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وذلك في إطار الدورة الأولى لسنة 2025 الخاصة بدعم المشاريع الثقافية والفنية في مجال المسرح.

وشهدت هذه الدورة دعم 41 مشروعا مسرحيا، من المنتظر تقديم عدد منها خلال الشهر الجاري، من بينها كناش الحشمة، واقطيب الخيزران، والبعد الخامس، والمروح، والمعمعة، إلى جانب أعمال أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News