حوارات | فن

ناقد مصري يوضح لمدار21 عوامل تفوق الدراما المصرية وسبب انجذاب المغاربة إليها

ناقد مصري يوضح لمدار21 عوامل تفوق الدراما المصرية وسبب انجذاب المغاربة إليها

نجاح منقطع النظير، كانت ولازالت تحققه المسلسلات المصرية إلى الآن، باحتلالها شاشات التلفاز بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، منها “ليالي الحلمية” 1987، و”رأفت الهجان” 1987، و”المال والبنون” 1992، و”لن أعيش في جلباب أبي” 1996، التي حصدت متابعة الجمهور من مختلف الدول العربية في حقبة التسعينيات.

وتواصل الصناعة المصرية استقطاب المتابعين بسيناريوهات متجددة، وأطقم تمثيل تندرج ضمن الصف الأول، وميزانيات إنتاج ضخمة، ما جعلها تفرض سيطرتها على الدراما العربية.

واستمرار هذا النجاح منذ ثمانينيات القرن الفائت، لم يأت بشكل عبثي بل نتيجة عدة عوامل جعلت من الدراما المصرية تخطف مركز الصدارة في قائمة المسلسلات الأكثر شهرة ومتابعة عربيا على حساب نظرائها السورية واللبنانية. وهذا ما سيبسطه الناقد المصري أسامة سعيد في حوار مع جريدة “مدار 21″، إلى جانب تطرقه إلى أهم المراحل التي قطعتها لتصل إلى ما هي عليه الآن.

نص الحوار:

ما رأيك في تطور الدراما المصرية؟

عرفت الدراما المصرية تطورا كبيرا في الفترة الأخيرة في ما يخص كمية وتنوع أعمالها، فنلاحظ وفرتها دون انحصارها في نوع يتيم، فبجانب إنتاجها لأعمال تحمل طابعا دراميا لم يبخل صناعها في إنتاج أعمال كوميدية، وأعمال حركة، وأكشن، وتشويق، بالإضافة لتقديمها لهذه المسلسلات في صيغ مختلفة، فمنها من يتكون من 30 حلقة، ومنها من يأتي على نظام الـ60 حلقة و10 حلقات أو حتى 15 حلقة، ولذلك يسهل علي كمشاهد الاختيار بين مسلسلات متنوعة قصيرة أو طويلة بعدد حلقاتها، مما كسر طابع التكرار الذي لازم الدراما المصرية بنمطها الثابت سواء في عدد الحلقات أو في طريقة تقديمها.

لماذا تتفوق الدراما المصرية على نظائرها اللبنانية والسورية والمغاربية؟

ظهور كتاب مصريين بأفكار سيناريوهات تسلط الضوء على المشاكل الاجتماعية للشعوب العربية وكذا تقديمها لصور معينة من حياتهم، جعل طبيعة المادة المقدمة في الأعمال المصرية سهلة الوصول لمتتبعيها من مختلف بقاع العالم العربي، فبمعالجتها لمواضيع اجتماعية آنية في مسلسلات شهيرة من هذا الصنف، مثل لن أعيش في جلباب أبي، وحضرة المتهم أبي، والمال والبنون وغيرها، ساهم في تفوق هذه الصناعة على نظرائها السورية واللبنانية وكذا المغاربية.

ما هي أسباب نجاح الأعمال المصرية في رمضان؟

من ضمن أهم أسباب نجاحها في رمضان، هو تواجد ثلة من نجوم السينما والدراما المصرية والذين لهم جمهورهم الواسع سواء داخل مصر أو خارجها، فكيف ستفوت مشاهدة عمل جديد يضم أسماء من قبيل نيللي كريم، وغادة عبد الرازق، ويوسف الشريف، وأمير كرارة، وياسر جلال وغيرهم ممن يؤثثون دراما رمضان المصرية مما يعد سببا كبيرا في نجاح هذه الأعمال إضافة إلى اختلاف الأفكار المطروحة ضمن هذه الأعمال الدرامية وتعددها، مما يسهل عملية الاختيار على المتلقي المصري خاصة والعربي عامة، ليجتمع عاملي تواجد النجوم واختلاف الأفكار في إنجاح المسلسلات الدرامية المصرية في شهر رمضان.

هل تمكنت الأعمال اللبنانية من منافسة الأعمال المصرية في السنوات الأخيرة؟

لا أنكر مدى جودة الأعمال اللبنانية المقدمة، وإمكانية نجاحها هي الأخرى، أما فيما يخص عرضها خلال شهر رمضان فلن نلحظ قوة حضورها وبروزها مثل نظيرتها المصرية، بل سنرصد عرض مختلف القنوات التلفزيونية للمسلسلات المصرية بكمية أكبر تكاد أن تكون هي الأعمال العربية الوحيدة التي تتبناها هذه القنوات في هذا الشهر، وهذا لا يمنعنا من التذكير بما تقدمه المسلسلات اللبنانية وغيرها من أفكار هي الأخرى ذات جودة مناسبة واشتمالها على بعض الممثلين الموهوبين، والذين تمنحهم منصات عرض الأفلام والمسلسلات حقهم من نسب المشاهدة المرتفعة والنجاح الجماهيري، ولكن بعيدا عن العرض الرمضاني والذي يتفق فيه الجميع على احتلال الأعمال الدرامية المصرية المركز الأول في قائمة البرامج المعروضة.

هل الإنتاج الخاص وعامل القنوات المتعددة سببا هذا التطور؟

لا أرى بأن الإنتاج الخاص وتعدد القنوات هما من سببا تطور الدراما المصرية، بل التنويع من صيغ عدد الحلقات هي التي أنجحت أعمالها على حساب باقي الأعمال العربية، فأغلب القنوات التلفزيونية العارضة للمسلسلات المصرية تشترك في عرض الإنتاجات نفسها.

ما هي مقومات نجاح عمل درامي عربي في نظرك؟

في نظري مقومات نجاح عمل درامي عربي تتجلى في التوفر على فكرة مميزة، وممثلين لهم تجارب سابقة في التمثيل، و“ريبرتوار” يسمح لهم بلعب أدوارهم بنجاح بالإضافة لتجنب التمطيط في عرض فكرة العمل الدرامي وتقديمها بشكل مبسط وبعدد حلقات يناسبها.

هل تراجعت الجرأة أم زادت في الأعمال المصرية مقارنة بأعمال التسعينيات؟

تغير الوضع كثيرا فيما يخص مشاهد الجرأة في الأعمال المصرية الحالية، فمن الصعب إيجاد مشاهد جريئة أو مغرية موجهة للكبار فقط في المسلسلات والأفلام المصرية، بل تم استبدالها بالجرأة في معالجة مواضيع ترتبط بالجنس.

وباقي “الطابوهات”، مثل ما نشاهد في مسلسل وعد إبليس والذي يقوم بهذا النوع من الجرأة بعيدا عن مفهومها في الأعمال المصرية المقدمة سابقا.

أصبحنا نلاحظ توجه العديد من الممثلين المغاربة صوب المشاركة في الأعمال المصرية، ما السبب في رأيك؟

لأنه وببساطة توفر الأعمال المصرية فرصا عديدة بإنتاجاتها المكثفة والمتنوعة لممثلين وممثلات، سواء أكانوا مغاربة أو من بلدان عربية وأجنبية حتى، خاصة حينما تتواجد الموهبة التي تسهل عملية استغلالها بأفضل صورة من قبل المسؤولين عن الصناعة الدرامية أو السينمائية في مصر، وبالتالي تحقيق هؤلاء الممثلين نجاحا في بلد ليست ببلدهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News