مراعاةَ لحالات خاصة.. الحكومة تدرس تخفيض تكاليف دراسة طلبة أوكرانيا

وسط رفض الطلبة العائدين من أوكرانيا إدماجهم بالجامعات الخاصة بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة، تدرس وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، إمكانية تخفيض مصاريف الدراسة بهاته الجامعات لفائدة بعض الحالات الخاصة وفق ما أكد ذلك الطويل عبد الله، عضو لجنة خلية آباء وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا.

وكشف عبد الله الطويل عن تفاصيل اللقاء الذي عقدته تنسيقية الطلبة العائدين من أوكرانيا مساء اليوم الإثنين مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، وهو اللقاء الذي في أعقابه رفض الطلبة الحلول التي اقترحتها الوزارة الوصية عليهم، والمتمثلة في إدماجهم في الجامعات الخاصة داخل المملكة بدل العمومية.

وأوضح عبد الله الطويل، في تصريح لـ”مدار21″، أنه في الوقت الذي شدد فيه الوزير ميراوي، خلال اجتماع عقد مساء أمس الإثنين بمقر الوزارة بالرباط، على تعذر تخيفض أسعار الدراسة بالجامعات الخاصة بالنسبة لجميع طلبة أوكرانيا البالغ عددهم حوالي 8 آلاف طالب، وعد بأن تكون هناك مراعاة للحالات الخاصة في حدود نسبة تخفيض قد تصل إلى 20 في المائة.

وأكد المتحدث ذاته، أن وزير التعليم العالي لم يطلع طلبة أوكرانيا خلال الاجتماع المذكور، حول الفئات المعنية بهذا التخفيض وعن سبل الاستفادة وعما إذا كان الأمر يرتبط بدخل أسر الطلبة، غير أنه أشار إلى أن الجامعات الخاصة تمنح بعض الطلبة من ذوي الدخل المحدود إمكانية خصم قيمة تكاليف الدراسة بنسبة 20 في المائة.

وأضاف الطويل، أنه في الوقت الذي كان فيها الطلبة المغاربة يدفعون رسوما تتراواح ما بين 3 إلى 5 ملايين سنويا لمتابعة دراستهم بالجامعات الخاصة الأوكرانية، سيكون هؤلاء الطلبة ملزمون وفق مقترح الحكومة الجديد، بتسديد مبالغ تتراوح ما بين 82 ألف درهم و13,5 ميلون سنيم للدراسة بالجامعات المغربية الخاصة.

وترفض تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، مقترح الحكومة لإدماجهم بالجامعات الخاصة، بسبب ارتفاع تكاليف الدراسة بها، والتي تصل إلى أكثر من 12 مليون سنتيم للسنة الواحدة، وترى فيه اعتداء على حقوقهم الدستورية، لاسيما في ظل التزام الوزارة الوصية بالعمل على إنهاء معاناة الطلبة مطلع شتنبر القادم.

وسجلت خلية آباء وأولياء الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن “95 في المائة من أولياء الطلبة لا يمكنهم استخلاص رسوم الجامعات الخاصة التي تصل إلى 130 ألف درهم سنويا، مؤكدة أن أسر الطلبة الفارين من جحيم الحرب المندلعة في أوكرانيا ليس في مقدورهم دفع هذه الرسوم الباهضة التكلفة مقارنة بما عليه الأمر في أوكرانيا حيث لا تتجاوز الأسعار حوالي 5 ملايين في السنة.

وموازاة مع ذلك، أكد الوزير ميراوي خلال الاجتماع الذي عقده أمس مع طلبة أوكرانيا، أنه يستحيل إدماج الطلبة في الجامعات المغربية العمومية نظرا للاكتظاظ الحاصل على مستوى هذه الجامعات وعدم قدرته على استقبال المزيد من الطلبة الأجانب، وشدد الوزير على ضرورة اجتياز الامتحانات المقررة إجراؤها في 26 شتنبر القادم لأن القانون يحتم إجراء هذه المباراة لولوج الجامعات الخاصة.

هذا، وبعد إعلانها التوصل لتسوية ملف طلبة أوكرانيا، رفض الطلبة العائدون من أوكرانيا الحل الذي اتخذته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، والمتمثل في الإدماج بالكليات الخصوصية فقط وإقصائهم من الإدماج في الكليات العمومية، داعين الوزير ميراوي إلى الوفاء بالعهد الذي التزم به أمام ممثلي الأمة بتسوية ملف طلبة وإنهاء معاناتهم خلال شتنبر القادم.

واعتبر بلاغ مشترك لتنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا، وخلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن هذا “الحل يتناقض مع ما صرحت به وزارة التعليم العالي سابقا حيث أنها وعدت بإدماج هؤلاء الطلبة في الكليات العمومية تطبيقا لمبدإ التضامن الذي يحث عليه الدستور والذي يحتم على هذه الكليات التضامن لضمان متابعة دراسة هؤلاء الطلبة المغاربة العائدين من الحرب قسرا، فهذا ظرف استثنائي يجب التعامل معه بحلول استثنائية أيضا”.

وسجل المصدر ذاته، أن عدد الكليات العمومية يفوق بكثير عدد الكليات الخاصة الشيء الذي يمكن من استيعاب جميع الطلبة كما يبينه تفيئ معطيات المنصة، مشيرا إلى أن عدد الطلبة في هذا المسلك هو 835 بالطب، 654 بالصيدلة، 682 بطب الأسنان “وهي أعداد قليلة وتستطيع الجامعات العمومية استيعابها، وفق البلاغ.

وأكد الطلبة العائدون من أوكرانيا، أن هذه الكليات العمومية تفتح المجال سنويا أمام الطلبة الأجانب للالتحاق بها بنسبة معينة، مشددين على أنه “وجب عليها هذه السنة إعطاء الأولوية للطلبة العائدين من أوكرانيا قسرا كظرفية استثنائية”، وأوضح الطلبة أنه “كان من الواجب أن يستفيد هؤلاء الطلبة من حصة 20 بالمائة، التي تمت إضافتها هذه السنة علما أن المغرب في حاجة إلى 32 ألف طبيب لمواكبة الورش الملكي المتعلق بتعميم التغطية الصحية.

وسجلت تنسيقية طلبة أوكرانيا أن “حل الإدماج في الكليات الخاصة يكرس مبدأ النخبوية حيث إن تكاليف الرسوم ومتابعة الدراسة بهذه الكليات جد باهظة مقارنة مع تلك التي كانت الأسر تتكلف جاهدة وبعناء كبير في توفيرها لدراسة أبنائهم بأوكرانيا”، مضيفة و”بالتالي سيقصى جل الطلبة إذا اعتمد هذا الحل لوحده وبالتالي يجب تحديد رسوم متطابقة لرسوم الجامعات الأكرانية يستفيد منها جميعا الطلبة.