مجتمع

أكاديمي جزائري: المخيال المجتمعي الجزائري يعتبر أصوله من صحراء المغرب

أكاديمي جزائري: المخيال المجتمعي الجزائري يعتبر أصوله من صحراء المغرب

في تصريح بدلالات عميقة، قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة مستغانم بالجزائر، مصطفى راجعي، إن المخيال المجتمعي الجزائري يحمل الذاكرة المغاربية في عمقه بل ويعتبر أن أصوله من صحراء المغرب.

وأوضح الأكاديمي الجزائري، في كلمة له خلال ندوة علمية تحت عنوان ” المغرب والجزائر : رهان علي مستقبل مشترك”، من تنظيم مؤسسة الفقيه التطواني اليوم الخميس، بأن مواطنيه، يتداولون فكرة الأصول من الناحية الأنثروبولوجية، بحيث يعتقد اغلب الجزائريون ان أصولهم من الساقية الحمراء جنوب المغرب”.

وأكد أن هذا  “المخيال الجزائري” الذي يحمل الذاكرة المغاربية “مما يشكل تماسك المجتمعات المغاربية والمغربية الجزائرية على وجه الخصوص”.

وقال الأستاذ الجامعي الجزائري إنه لما تأزمت علاقات البلدين الجارين في بداية الاستقلال وبالضبط في عهد حرب الرمال، أخبره أحد شرفاء المتصوفة أنه ” لا يمكن أن يحارب الأشراف الأشراف، فالشعبين كلاهما من النسب الشريف ولا يجب الدخول في نزاع”، مضيفا ” هذه كلها روابط ذاكرة مشتركة دينية صوفية”.

ونبه الأكاديمي الجزائري إلى أن الذاكرة الاجتماعية الحية بين الشعبين وشعوب المنطقة تتمثل أيضا في الممارسات الإسلامية، بحيث أن “المغرب والجزائر وتونس جميعهم يقرؤون سورة الكهف جماعيا يوم الجمعة في المساجد، والصلوات المشتركة أيضا تأتي في سياق اعتناق المذهب المالكي الذي لعب منذ القرن 15 دورا أساسيا في توحيد ونقس الثقافة الدينية فحتى في علم الكلام، والكلام الأشعري هو نفسه، والتصوف كذلك وكلها روافد تعزز التماسك المجتمعي”.

وشدد الجامعي الجزائري على أن “الحزازات السياسية تبقى سطحية وليس في العمق المتين بين البلدين لأن الأتباع هنا والشيخ في المغرب والعكس صحيح”، على حد تعبيره.

وتابع راجعي “التاريخ أيضا مشترك، فالعلماء والعلم نجد اغلبهم انطلقوا من المغرب، وحتى أنه تجد علماء مغاربة درسوا في الجزائر، التاريخ مشترك والروابط التي تجمعنا كلها مبنية على الثقافة الصوفية التي تجعل الناس متضامنة ومتماسكة وهذا معيار استفادت منه الحركة الوطنية بعدما تركته الثقافة الصوفية،  كما أن المغاربة دعموا الجزائريين لأنهم استفادوا من الطرائق الصوفية أيضا”.

وفي ختام كلمته أكد راجعي على أن  المشترك بين المغرب والجزائر كبير جدا بحيث أن “ما يجمعنا اكثر مما يفرقنا” مضيفا ” لدينا تحديات كبيرة اليوم تنموية، واقتصادية وأمنية ومناخية، ونحن اليوم في حاجة إلى التعاون والتكامل ولو نرجع إلى تاريخنا سنجد أنه تاريخ التعاون والتكامل ومحكوم علينا بالاستمرارية والعيش مع بعض من أجل بناء الحلم المشترك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News