مجتمع

الأعمال الرمضانية والكلباني.. “التعصب الديني” يطفو على السطح من جديد

الأعمال الرمضانية والكلباني.. “التعصب الديني” يطفو على السطح من جديد

طفت على السطح إشكالية التعصب الديني، وهي أخطر أنواع التطرف وصورة من صور المبالغة في التمسك بمفهوم محدد وضيق للدين والمسائل الفقهية والغلو والتعصب.

وبالعودة إلى السياق التاريخي للتطرف الديني بالمغرب، نجد أن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى تطور ظاهرة الجهادية، نذكر من بينها ظهور الشبيبة الإسلامية في السبعينيات من القرن الماضي، مرورا بتأسيس المجالس العلمية كرد على الثورة الإيرانية وإغلاق معاهد السوسيولوجيا وشعبة الفلسفة، بالإضافة إلى بعض التحولات أهمها تأسيس حركة المجاهدين المغاربة التي سعت إلى إسقاط النظام، لكنها لم تبلغ هدفها.

وقد عادت هذه الظاهرة من جديد إلى الأوساط العربية، إذ جرى تداول مقطع فيديو لشيخ سعودي يدعى عادل الكلباني يظهر فيه بإطلالة عصرية، لتنهال عليه سلسلة من الانتقادات تصب جميعها حول أن الهيئة التي ظهر بها الشيخ، لا تناسب تاريخه، بكونه كان يتولى مسؤولية إمام وخطيب المسجد الحرام سابقا.

وجاء في تعليق أحد المنتقدين لإطلالة الشيخ: “كان الشباب عندما يدخلون المسجد بالجينز يتقفونهم بنظرات ويتوعدوهم بغضب الله لأنه يرتدي لباس الكفار، وبسببهم نفروا من ولوج المساجد، واليوم ترى الكلباني مرتديا الجينز بكل تفاخر”.

وفي المغرب، دخل مجموعة من الدعاة على خط الأعمال الدرامية التي جرى عرضها خلال شهر رمضان، حيث اشتد الهجوم على مسلسل “المكتوب” وبطلته دنيا بوطازوت، داعين إلى عدم مشاهدته وواصفين إياه بأبشع الصفات، معتبرين أنه لا يعكس العقيدة الإسلامية، الأمر الذي اعتبره البعض “تشددا دينيا وتحريضا”.

وكانت أبرز هذه الآراء الدينية، للداعية ياسين العمري، الذي أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، وجذب رأيه آلاف المغاربة الذين رفعوا شعار المقاطعة ضد “المسلسل”.

ووصف العمري المسلسل المذكور، بأنه “تطبيع مع المنكر”، وهو الموقف الذي أيده الشيخ حسن الكتاني الذي قال: “ما في قلوبنا جميعا ونطق باسمنا”، في إشارة منه للداعية العمري.

رشيد نافع بدوره، اعتبر أن المسلسل أظهر الشيخة التي تتغنى بالكلام النابي والفاحش على أنها قدوة، كما قالوا عن راقصة في مصر هي “الأم المثالية”، في إشارة للراقصة فيفي عبده التي حصلت على جائزة “الأم المثالية”.

وعاتب الداعية حمزة الخالدي في تصريح بطلة العمل دنيا بوطازوت، إذ يرى أن الدور الذي أدته يجسد “الفسوق والفجور” و”الإصرار على المعصية”، مسائلا إياها “هل تقبلين أن تكون ابنتك شيخة؟”.

وسخر كذلك الشيخ عمر أبو عمار من دور “الشيخة” وتساءل باستغراب: “هل هذه المرأة التي تستعرض جسدها تؤدي مهنة شريفة، كما يقولون”.

هذه الآراء، خلفت موجة من الانتقادات لأبطال العمل، وصلت إلى الحد الإساءة لهم والتحريض ضدهم بالقتل والإعتداء، بالإضافة إلى حملات مقاطعة هاته الأعمال الرمضانية ووقف عرضها بالقنوات العمومية.

ويرى الأستاذ عاصم منادى الإدريسي، في مداخلة له حول “التعصب الديني وحرية الإعتقاد واحترام الحق في الإختلاف” أن التدين يتجلى في ثلاث أنماط وهم: التدين الإقصائي التام، التدين المتسامح، والتدين القائم على الاختلاف، ولعل النمط الأول أكثر الأنماط انتشارا في الأوساط في الآونة الأخيرة المتمثلة في الهجوم المتكرر على الأشخاص الذين يوصفون بالمتحررين، إلى جانب الاعتداءات الجسدية المتكررة عللى البعض”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News