سياسة

ثقة المغاربة بالديمقراطية تهتز ..وخبير: عائدات عشرية بلا تنمية

ثقة المغاربة بالديمقراطية تهتز ..وخبير: عائدات عشرية بلا تنمية

كشف الباروميتر العربي، وهو شبكة بحثية تدرس الاتجاهات الاجتماعية والسياسية بالعالم العربي، في نتائج استطلاع رأي عن “الديمقراطية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” تنامي قلق المغاربة من الديمقراطية بشكل استثنائي قياسا لباقي دول المنطقة.

وحسب نتائج الاستطلاع فالمغرب هو “الدولة التي شهدت أكبر زيادة في القلق حول الديمقراطية منذ 2018 حيث كان 8 بالمئة فقط يقولون إن الأداء الاقتصادي ضعيف في ظل الديمقراطية، قبل أن تزيد هذه النسبة ب35 نقطة مئوية” اليوم.

المملكة عرفت أيضا  “زيادات كبيرة في الإقبال على مقولة  إن الديمقراطية غير حاسمة بزائد 26 نقطة وإن الديمقراطية غير فعالة في الحفاظ على الاستقرار  خلال الفترة نفسها”، حسب نتائج الاستطلاع.

وشكل المغاربة الاستثناء أيضا علاقة باعتبار “الديمقراطية أفضل نظام سياسي” ، “ففي 2007 أكد 85 بالمئة من المغاربة أن الديمقراطية هي أفضل النظم السياسية. بينما بلغت هذه النسبة 54 بالمئة فقط في 2022 ، ما يمثل تراجعاً بواقع 31 نقطة مئوية”.

أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، رشيد لزرق، فسر تراجع “إيمان” المغاربة بالديمقراطية، بعدم حصدهم عائداتها وثمارها التنموية، “ففي المخيال الشعبي المجتمعات الديمقراطية هي تلك التي تحقق التنمية”.

وقال إن “الحراك العربي الذي أفرز دستور 2011 أعطى تطلعات كبيرة على أساس تلازم الديمقراطية والتنمية والحال أن العشرية التي سعت لتكريس الديمقراطية عرفت العديد من الاختلالات وصعوبات لم تسمح بالمرور لمرحلة التنمية”.

رشيد لزرق

وشدد هنا أن “الديمقراطية لا تعطي عائدها إلا حين تدخل مرحلة التنمية والمجتمع تلقائيا يقرن التطلعات الديمقراطية بالتنمية”.

وأشار، في جانب آخر، إلى “انخفاض منسوب الثقة المجتمع المغربي في الأحزاب التي تبحث عن السلطة لمراكمة الغنائم أكثر من بحثها عن دعم الديمقراطية وتحقيق المرحلة التنموية”.

وأظهر استطلاع الباروميتر العربي من جهة أخرى أن المغاربة جنبا إلى جنب مع الموريتانيين هم الأقل تأييدا لمقولة إن الأداء الاقتصادي ضعيف في ظل نظام ديمقراطي (40  بالمائة من المستجوبين).

وفي سبع من الدول التسع التي تم إجراء استطلاع الدورة السابعة من الباروميتر العربي و إدراج هذه الأسئلة فيها، أكد النصف أو أكثر تأييدهم لمقولة إن الأداء الاقتصادي ضعيف في ظل النظام الديمقراطي.

“وهذا الرأي منتشر أكثر في العراق ( 72 بالمئة) وتونس ( 70 بالمئة) وهما البلدان اللذان كانت الانتخابات فيهما – عبر المنطقة – حقيقية وفعالة على مدار العقد الماضي. في الوقت نفسه، يعتنق هذا الرأي عدد كبير من المواطنين في فلسطين ( 63 بالمئة) وليبيا ( 61 بالمئة).”

وحول الفارق المسجل بين المغرب وباقي البلدان التي شملها الاستطلاع في دعم الديمقراطية الذي يبقى عموما مرتفعا بالمغرب، قال لزرق إننا أمام “مجتمعات  عرفت حروبا أو صدمة ديمقراطية ووجدت نفسها مفتوحة على المجهول”.

وأوضح أنه في حالة المغرب ف”من طبيعة النظام السياسي تكريس حد أدنى من السلم الاجتماعي والتنمية وضبط الديمقراطية عموما حيث لا يترك العملية السياسية مبنية للمجهول كما كان المسار في دول عربية أخرى مثل العراق أو تونس أو سوريا”.

وقال معدو الاستطلاع تعليقا على خلاصاته إنه “في المجمل، لا يظهر من الاستطلاع أن مستقبل الحكم الديمقراطي – على الأقل في المستقبل القريب – هو مستقبل واعد في المنطقة”.

وتابعوا “لكن رغم هذا الأمل المحدود، فمن الواضح أن المواطنين عبر المنطقة ما زالت لديهم مطامح ديمقراطية قوية. في رأيهم، قد لا تكون الديمقراطية مثالية أو نموذجية، لكن في المجمل تبقى هي النظام المفضل على البدائل الأخرى “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News