والد سعدون يُراسل بوتين ورئيس الدونتسك ويفكك “سرّ” ابتسامة ابراهيم أثناء المحاكمة

كشف طاهر سعدون، والد الطالب المغربي ابراهيم سعدون، أنه قرر مراسلة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس “الدونتسيك الانفصالية” دينيس بوشيلين بشكل مباشر، وذلك لمناشدتهما للحيلولة دون تنفيذ الإعدام في حق فلذة كبده.

وأوضح سعدون أثناء ظهوره على قناة “روسيا اليوم”، أن ابنه ورغم “ذكائه وتفوقه الدراسي” لم يحسن اختيار مساره حين التحق بالمشاة الأوكرانية، واصفا قراره ب “الصبياني”، ومبرزا أن ابتسامة ابنه البالغ من العمر 21 سنة أثناء المحاكمة والتي أثارت جدلا واسعا “كانت بسبب عدم درايته بخطورة الوضع، نظرا لقلة خبرته العسكرية والحياتية”.

وأشار المتحدث ذاته، إلى  أنه يطرق حاليا عدة أبواب لمساعدة “الطفل ابراهيم” على حد تعبيره، مؤكدا أنه يعمل على التواصل مع مسؤولين من الدونتسيك لتمكين محامي مغربي من الدفاع على ابنه خلال الاستئناف “لكن ذلك صعب”.

وقال سعدون، إنه كان يتعامل مع ابنه الأصغر ابراهيم خلال مرحلة الطفولة والمراهقة “بصرامة” وخاصة فيما يتعلق بتعامله مع الألعاب الافتراضية ومنصات التواصل الاجتماعي “كنت دائما أقول له إن لعبة “فري فاير” غير حقيقية والرصاص الذي فيها لا يقتل الناس، ولو علمت بميوله العسكرية لساعدته على تحقيق ذلك، فبلده المغرب محتاج له أكثر من أي بلد آخر”.

واعترف ابراهيم والذي سلم نفسه للقوات الروسية خلال التحقيقات وأثناء المحاكمة بتهمتين وهما التدرب على السلاح ومحاولة تغيير نظام دولة بالقوة، لكنه في المقابل رفض تهمة الاسترزاق (القتال من أجل المال)، ويؤكد والده في هذا السياق أن ابنه “لم يطلق رصاصة واحدة والمال لم يكن غايته”.

وصرح طاهر سعدون أن أسرة وعائلة ابراهيم تعيش أوضاعا صعبة، خاصة والدته “كل يوم تستيقظ وتقول أنها رأت ابراهيم يعدم في الحلم، والمرض لا يفارقها منذ إعلان الحكم”.

والسبت الفارط، دعا المجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، نظيره في روسيا إلى التدخل لحماية شاب مغربي من خطر عقوبة الإعدام، وذلك حسب تصريح مصور لآمنة بوعياش رئيس المجلس لـ”مدار 21″.

وأضافت بوعياش: “بادرنا إلى بذل المساعي الدولية والتواصل مع المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان لحماية إبراهيم سعدون من خطر عقوبة الإعدام، التي نترافع من أجل إلغائها من كل التشريعات الوطنية والدولية”.

وبحسب بوعياش، فإنه “نظرا لحل دولة أوكرانيا للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، تواصل المجلس مع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان بروسيا من أجل التدخل قدر المستطاع لحماية حق المواطن المغربي”.

وأشارت إلى أن “المجلس التمس من المؤسسة الروسية بذل كل المساعي من أجل استفادة إبراهيم سعدون من محاكمة عادلة خلال الاستئناف والتواصل مع الأطراف المعنية من أجل الاطلاع على ظروف اعتقاله واحترام المعايير الدولية”.

يشار أنه وفي 9 يونيو الجاري، قضت المحكمة العليا في دونيتسك الانفصالية بإعدام كل من سعدون والبريطانيين شون بينر وأيدن أسلين، بتهمة “دعم القوات الأوكرانية” ضد القوات الروسية والمسلحين الانفصاليين.