فن

فؤاد زويريق: شيوخنا يتابعون شيخاتنا سرا ويمارسون التقية علنا

فؤاد زويريق: شيوخنا يتابعون شيخاتنا سرا ويمارسون التقية علنا

مايزال مسلسل “لمكتوب” يثير الجدل حوله على مواقع التواصل الاجتماعي، ويقسم آراء المغاربة بين من يدافع عن حرية الإبداع والفن وأهمية تخصيص مساحة للشيخة باعتباراها أحد أهم رموز الثقافة المغربية، وبين من يهاجم قصة وأحداث العمل، في إشارة إلى أنه يسيء إلى الجمهور الناشئ من خلال تلميع صورة الشيخة وتمجيدها والترويج لممارسات تسيء لقيم المجتمع المغربي.

الكاتب والناقد السينمائي المغربي فؤاد زويريق دافع، في تدوينة على حسابه الرسمي بفيسبوك، على الشيخة وعملها الفني، منتقدا الشيوخ الذين يتابعونها في السر ويهاجمونها في العلن.

وقال زويريق: “يُحسب لمسلسل ”لمكتوب” أنه أخرج الكثير من الخفافيش من كهوفها، وأظهر لنا بأن أولئك الذين ينتقصون من تأثير الفن على المجتمع خاطئون، وأن أي عمل فني مهما كانت قيمته الإبداعية قادر على التأثير على العباد، عكس مايروجون له، وهذه حقيقة سواء رضوا بها أم لم يرضوا، كما كشف لنا أيضا على أن شيوخنا الأجلاء يتابعون بكل وقار واحترام شيخاتنا لكن في السرّ، أما في العلن فهم يمارسون التقية بكل أريحية، وهذا لعمري نفاق بوّاح”.

وأضاف زويريق: “لم أفهم لماذا كل هذا الحقد على الفن، ولماذا يُستفز خفافيش الظلام بنوره؟ كما لم أفهم بعد لماذا كل هذا الهجوم الظلامي على الشيخة، ومن أعطى الحق للبعض حتى يُصنِّفونها ضمن المدنس، وهم في الخطايا يتمرغون، لن أقول بأن الشيخة هي موروث ثقافي علينا احترامه، وهي كذلك فعلا، بل سأقول بأن الشيخة هي مجرد امرأة تمتهن الغناء الشعبي، وجدت نفسها بسبب الخلل الذكوري المستفحل في مجتمعنا، متهمة بالعهر والبغاء حتى يثبت العكس، تماما كأية امرأة مطلقة، أو أرملة، أو فنانة. كل ذنبها أنها خلقت في بيئة مازالت تنظر إلى المرأة على أنها عورة”.

واعتبر الناقد ذاته، أن الشيخة امرأة فنانة رغم أنف المتزمتين والظلاميين، تنثر البهجة والسعادة في كل ركن تتواجد فيه بغنائها ورقصها، لا تدعو سوى إلى السّلم والحياة، تضحك، ترقص، تغني. لم تقتل أحدا كما يفعل مشايخ الوهابية، ولم تعتد على أحد كما يفعل مشايخ الوهابية، لم تدمر المجتمع ولم تخلق الفتن بين فئاته وطوائفه كما يفعل مشايخ الوهابية، لم تهدم آثارا ولم تزيف تاريخا كما يفعل مشايخ الوهابية، لم تدعُ الى الإرهاب تحت اسم الجهاد كما يفعل مشايخ الوهابية، لم ترهب الآمنين والمدنيين بالأحزمة الناسفة والسيارات المفخخة، ولم تتسبب في مآسي العرب والمسلمين، لا تتدخل في الدين ولا تشوه الإسلام، ولا تصدر فتاوى جهاد النكاح”.

وتابع زويريق في تدوينته: “هي مجرد امرأة بسيطة لا حول ولا قوة لها، لا تطلب من الدنيا سوى العيش والاحترام، ألضعفها تستأسدون عليها ؟ أنت الآن وبلحيتك تلك التي تخفي وراءها ما تخفي من تطرف وتزمت وإرهاب فكري ومجتمعي، هل تشعر بالرجولة والفحولة بعدما هاجمتها وحرضت عليها؟ ثق أن المجتمع الانساني الحر لن يتذكرك وأمثالك مهما نبحت، لكن رغما عنك سيظل يتذكر وبكل حب واحترام الشيخة حادة الزيدية/خربوشة، والحاجة الحمداوية، والحاجة الحمونية، وخديجة البيضاوية، وفاطنة بنت الحسين وغيرهن”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News