بركة: أضرار الفيضانات تكلف المغرب أكثر من 8 مليار درهم
أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة، أن المغرب يشهد على غرار باقي دول العالم، تغيرات مناخية “غير مسبوقة” نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري التي تتفاقم بسبب انبعاثات الغازات الدافيئة.
وسجل بركة، ضمن جوابه على سؤال برلماني كتابي حول “التغيرات المناخية في العشريتين الماضيتين”، أن هذه التغيرات المناخية، تمخضت عنها توالي فترات الجفاف من جهة وحدوث فيضانات كبيرة وتساقطات مهمة للثلوج من جهة أخرى، تهم حوالي 5000 كلم من الطرق المصنفة.
وأوضح الوزير، أنه من بين تجليات هذه التغيرات المناخية، حدوث فيضانات جراء التساقطات المطرية الاستثنائية، التي تتسبب في ارتفاع منسوب المياه وحمولات الأدوية، الشيء الذي يؤدي إلى غمر بعض المقاطع الطرقية وبالتالي إلحاق عدة أضرار بها.
وقال بركة إن وزارة التجهيز والماء، “تعمل جاهدة على تعبئة الموارد اللوجيستكية والبشرية، بالإضافة إلى تخصيص مبالغ مهمة لانجاز عمليات إصلاح أضرار الفيضانات” في “آجال معقولة”، معتبرا أن الاعتمادات المالية المخصصة لهذه البرامج تشكل “عائقا حقيقيا”، يحول دون برمجة وتنفيذ جميع العمليات التي تتزايد جراء تفاقم ظاهرة التغيرات المناخية.
وكشف الوزير، عن تعرض الشبكة الطرقية خلال المواسم الشتوية للفترة الممتدة من 2008 إلى 2021 إلى “أضرار كبيرة” بسبب هذه الفيضانات قدرت كلفتها الإجمالية بـ8 مليار درهم، مشيرا إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنيات التحتية المرتبطة بالشبكة الطرقية في تضرر منشآت العبور، من خلال انهيار بعض القناطر القديمة وتضرر أرصفة مغمورة، و انهيار ولوجيات بعض المنشآت، بالإضافة إلى الانهيارات الجزئية للمنشآت المائية.
كما تتمثل الأضرار أيضا، وفق المعطيات التي قدمها وزير التجهيز، في انهيار واقيات بعض المنشآت في انجراف التربة وتآكل القارعة والأكتاد، وفقدان الدعائم ومنشآت تصريف المياه، وتدهور قارعة الطريق، من خلال تشققات وانهيارات مع أضرار تستدعي معالجة جذرية أو سطحية لاستعادة مستوى الخدمة السابق
وأكد بركة، أنه بالإضافة إلى تعبئة ما يزيد عن 913 آلية وشاحنة بما في ذلك 23 حاملة للآليات و111 وحدة لإزاحة الثلوج، فقد خصصت وزارة التجيهز والماء مبلغا يناهز 5.85 مليار درهما لإصلاح أضرار الفيضانات خلال الفترة ما بين 2008 و2021.
وكشفت إحصائيات لوزارة التجهيز والماء جرى تقديمها بالتزامن مع مناقشة البرلمان لقانون مالية 2022، أن الأضرار الناجمة عن الفيضانات، كلفت ميزانية الوزارة 230 مليون درهم خلال السنة المالية الماضية، بينما كلفت الصيانات الاعتيادية، سواء فيما يتعلق بتقوية أو توسعة، أو تأهيل المشاريع مليار و73 مليون درهم.
وسجلت معطيات التجهيز الاحصائية، صيانة 1632 كلم من الطرق وإصلاح أضرار الفيضانات بتكلفة إجمالية مالية بلغت مليار 730 مليون درهم، وتتوزع بين الصيانة الاعتيادية من خلال تقوية 431 كلم من الطرق وتكسية 145 كلم وتوسيع 308 كلم وتأهيل 770 كلم من الطرق وبين المنشآئت الفنية، حيث تم الانتهاء من إصلاح 20 منشأة فنية بمبلغ 230 مليون درهم، إلى اجانب انطلاق الأشغال بـ 25 منشأة أخرى بمبلغ 160 مليون درهم، فيما بلغ عدد المشاريع المتعلقة بالاصلاح النهائي للمقاطع المتضررة 68 مشروعا بكلفة تصل إلى 230 مليون درهم.
