قسم الولادة بمستشفى “بوافي” بالبيضاء يعود للحياة بعد غياب دام 5 سنوات
أفلحت مرافعة قادتها دينامية جمعوية في تحريك تفاعل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بغية إعادة الحياة إلى قسم الولادة بالمستشفى الإقليمي “محمد بوافي” بالدار البيضاء، الذي يعد أحد أهم المرافق الصحية بالمدينة، وذلك بعد احتجاب دام عدة سنوات منذ تفشي جائحة “كوفيد19″، ما كبد النساء الحوامل بالمناطق المحيطة، وخاصة بأحياء درب السلطان الشعبية، مشقة التنقل إلى مستشفيات تبعد عنهن بمسافة طويلة.
وسيعود القسم لمزاولة مهامه اعتبارا من سنة 2026 وفق ما كشفت عنه مصادر عليمة لجريدة “مدار21” بعد انتهاء الإصلاحات الجارية فيه خلال الوقت الراهن.
ويرجع الفضل في هذه الأنباء السارة لساكنة الأحياء المجاورة للمستشفى، إلى مرافعة التكتل الجمعوي “دينامية الفداء مرس السلطان”، الذي يضم عددا من فعاليات المجتمع المدني المحلي بالمنطقة، والذي رفع امتعاض الساكنة إلى الجهات المعنية من برلمانيين منتخبين عن المنطقة، مروراً بالعمالة، وصولا إلى المديرية الإقليمية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بجهة الدار البيضاء – سطات.
وفي هذا الصدد، أكد رئيس جمعية “الميتر بوشنتوف للتنمية الاجتماعية”، إحدى فعاليات الدينامية سالفة الذكر، عز الدين الطوسي، أنه في إطار اللقاءات التواصلية التي تعقدها الجمعية مع ساكنة الحيّ، “رفعت هذه الأخيرة إلينا تظلمها من طول أمد إغلاق القسم في وجه النساء الحوامل، مما يكبدهن وأسرهن عناء التوجه إلى مستشفيات بعيدة كمستشفى ابن رشد أو “الصوفي” لتلقي الرعاية الصحية اللازمة”.
وأضاف الطوسي في تصريح لصحيفة “مدار21” أنّ الدينامية راسلت كل الجهات المعنية من برلمانيين وعمالة ومندوبية وزارة الصحة في هذا الصدد، تكللت بتوصلنا أخيراً برد من المدير الإقليمي لوزارة الصحة، الذي عقد معنا اجتماعا أوضح فيه حيثيات الإصلاحات الجارية على مستوى القسم متعهداً بعودته للاشتغال في سنة 2026.
وفي مراسلة الدينامية للمدير الإقليمي بتاريخ 22 يوليوز 2025 التمست الأخيرة إعادة فتح قسم الولادة بمستشفى أبو الوفي (مولاي الحسن) والذي لا يزال مغلقا منذ سنة 2020 على خلفية تدابير الطوارئ الصحية، مما نتج عنه “حرمان النساء القاطنات بالمنطقة من خدمات صحية أساسية تضمن لهن الكرامة والسلامة الجسدية”.
وقد عقدت الدينامية سلسلة لقاءات استشارية مع نساء من مختلف أحياء مقاطعة الفداء مرس السلطان، عبرن خلالها عن معاناتهن المتكررة نتيجة غياب هذا المرفق الحيوي، واضطرارهن للتنقل لمسافات طويلة في ظروف غير آمنة، وما يخلفه ذلك من آثار نفسية واجتماعية وصحية جسيمة.
و”بناء عليه، واستنادا إلى الفصل 31 من الدستور المغربي الذي ينص على الحق في العلاج والرعاية الصحية، والفصل 12 الذي يخول للمجتمع المدني الإسهام في إعداد وتفعيل وتقييم السياسات العمومية، التمست الدينامية التدخل العاجل لإعادة فتح قسم الولادة وتجهيزه بما يضمن تقديم خدمات ذات جودة” تضيف المراسلة.
كما طالبت ببرمجة لقاء تواصلي مع ممثلي الدينامية قصد مناقشة المعطيات المرتبطة بالملف وتبادل الرؤى، نتج عنه تشكيل لجنة تتبع ستسهر على متابعة الملف إلى حين افتتاح القسم المذكور.
