صحة

الجرعة الرابعة من لقاحات كورونا بين الضرورة وسؤال الفاعلية

الجرعة الرابعة من لقاحات كورونا بين الضرورة وسؤال الفاعلية

تتباين الآراء حول إعطاء جرعة معززة ثانية لمن هم فوق الـ65 عاما في ظل انتشار الفيروس المستمر. فبينما تحدث رئيس شركة “فايزر” عن احتمال الحاجة إلى جرعة رابعة لتأمين حماية أكبر ضد المتحورات إلى حين التوصل إلى لقاح ضد كل المتحورات المستقبلية التي تحمي مدة سنة، كشفت دراسة إسرائيلية عن عدم قدرة الجرعة الرابعة على توفير حماية كبيرة ضد متحور أوميكرون، التي كانت أول دولة سمحت لسكانها بالحصول على الجرعة الرابعة.

وأعرب رئيس استراتيجية اللقاحات بالوكالة الأوروبية ماركو كافاليري، في لقاء صحفي، إلى “عدم وجود” بيانات تدعم الفعالية الواسعة “المفترضة” لجرعة تنشيطية ثانية.

ولا زالت النقاشات قائمة بين مؤيد ومعارض لهذه السياسة، وعليه قررت بعض الدول، ومنها فرنسا، إلى السماح بالجرعة الرابعة وفتحت السلطات الفرنسية باب تلقي جرعة لقاح رابعة ضد فيروس كورونا “لمن تجاوزوا الثمانين من العمر وتلقوا جرعتهم المنشطة قبل أكثر من ثلاثة أشهر”.

وتشهد فرنسا زيادة في الإصابات في وقت ينتظر فيه رفع معظم القيود، ويبدو أن المتحورة الفرعية BA.2 للطفرة الوبائية الحالية أكثر قابلية للانتقال من أوميكرون الأصلي، لكنها لا تبدو أكثر خطورة.

وعليه، ستفتح السلطات الصحية الباب للجرعة الرابعة لمن تجاوزوا الثمانين وتلقوا جرعتهم المنشطة قبل أكثر من ثلاثة أشهر ويواجهون انخفاضاً تدريجياً في المناعة.

وفي تصريح صحفي، أكد رئيس شركة “فايزر” أن معظم الناس سيحتاجون لجرعة رابعة من اللقاح ضد فيروس كورونا المستجد لحمايتهم من العدوى، فيما لم يصدر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أي توصية حول هذا الموضوع.

لكن هذا التصريح فتح تساؤلات وشكوكاً أكبر من أن تتحول هذه الجرعات المعززة إلى وسيلة تجارية أكثر منها طبية.

وأظهرت البيانات الوبائية الفرنسبة المتوفرة أن الأشخاص الذين هم فوق الـ65 عاماً هم أكثر عرضة لخطر الإصابة من مرض الشديد والوفاة. وكان لافتاً أنه بعد 10 مارس 2022 يمثل الأشخاص الذين هم فوق الـ60 عاماً حوالي 80% من المرضى في المستشفى للمعالجة من كوفيد-19.

وتؤكد الدراسات أن الأشخاص الذين تلقوا جرعة معززة لديهم حماية أكبر من أولئك الذين تلقوا جرعة واحدة أو جرعتين من خطر الدخول إلى المستشفى والوفاة.

وبعد انتشار المتحور “أوميكرون” بلغت فعالية الجرعة المعززة في الحد من التوجه إلى الطوارئ 87 في المئة في الشهرين التاليين، و66 في المئة بعد أربعة أشهر، و31 في المئة فقط بعد أكثر من خمسة أشهر. وهذا ما دفع البعض ومنهم مستشار البيت الأبيض، الطبيب أنتوني فاوتشي، إلى القول “إنه من الممكن أن يحتاج الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة من غيرهم مثل المسنين أو ذوي المناعة المتدنية إلى جرعة رابعة في المستقبل”.

ومع ذلك، من السابق لأوانه رصد مدى فعالية جرعة رابعة من لقاح كورونا، خصوصاً أن لا توصية رسمية من الجهات المعنية صدرت بهذا الشأن.

وبالاستناد إلى البيانات الصادرة في الولايات المتحدة وبريطانيا، فإن “الحماية التي تمنحها الجرعة المعززة تنخفض بعد 3 أشهر عند الأشخاص الذين هم فوق الـ60 عاماً. وعليه، يقرر “HAS” إمكانية إعطاء جرعة معززة ثانية للأشخاص أكثر عرضة للإصابة بمرض حاد من كوفيد”.

خاصة أنه يوصى بإعطاء جرعة رابعة إلى من هم فوق الـ80 عاماً (والذين بدأوا يتلقحون فعلاً) ومن ثم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 65-79 عاماً لمن يرغب منهم والأشخاص الذين يعالجون من أمراض مثل الأمراض المناعية والإعاقة الشديدة، الفشل الكلوي، الذين خضعوا لزرع أعضاء، ومن ثم الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر مثل السكري والسمنة الزائدة.. ويوصى بإعطاء الجرعة الثانية بعد مرور 3 أشهر على الجرعة الأولى المعززة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News