سياسة

ألباريس يؤكد رغبة إسبانيا بإنهاء ملف الصحراء المغربية دون تغيير لموقفها

ألباريس يؤكد رغبة إسبانيا بإنهاء ملف الصحراء المغربية دون تغيير لموقفها

ما تزال إسبانيا مصرة على عدم تغيير موقفها “الضبابي” من نزاع الصحراء المغربية المفتعل، لكنها تسعى في الوقت ذاته إلى إعادة الدفء للعلاقات مع المغرب، الذي يصر على الوضوح في مواقف البلدان التي تريد التعامل معه تجاه الوحدة الترابية للمملكة.

وعقد وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، لقاء مع مبعوث الأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا، يوم أمس (الجمعة)، أكد خلاله موقف بلاده المتردد حول الاعتراف بمغربية الصحراء، لكنه مد يد البلد الإيبيري من أجل المساهمة في وضع نهاية لهذا النزاع الذي عمّر طويلا، وفقه.

وقال ألباريس، وفق ما نشرته الصحافة الإسبانية، إن ما تريده إسبانيا هو “وضع نهاية لهذا النزاع”، مستدركا أن بلاده لا يمكنها التحدث باسم أطراف الملف، في إشارة إلى عدم نيّة إسبانيا دعم أي مقترح موضوع على طاولة المفاوضات حتى الآن.

بيد أن موقف الوزير الإسباني، الذي تناول الغذاء مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة يوم أمس الجمعة، ظل متشبثا بأن إسبانيا “تريد حلا سياسيا مقبولا للطرفين، وتحت رعاية الأمم المتحدة”، مشددا على أن “هناك مساع تقدّم أدلة على جهود جادة وذات مصداقية (لحل النزاع)، لكن الأطراف المعنية هي التي يجب أن تتحدث”.

وبحسب ما قاله ألباريس يوم أمس، في تصريحات أوردتها صحيفة “إي بي إي” الإسبانية، فإن رؤية الجارة الشمالية لمسلسل مفاوضات عودة العلاقات مع المغرب مبنية بالأساس على خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب في 20 غشت الماضي، عندما قال “إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات”.

وأوضحت الصحيفة أن إسبانيا فسرت ما ورد في خطاب العاهل المغربي على أنه نهاية للأزمة الدبلوماسية، سيما بعد التحركات الأخيرة لرئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، والملك فيليب السادس. وقال ألباريس بهذا الصدد “الكل يريد العلاقة الوحيدة الممكنة لدولتين شريكتين استراتيجيتين وجارتين”.

الإثنين الماضي، كسر رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، صمته بعد الأزمة الصامتة بين البلدين، التي تفجّرت في أبريل الماضي بعد إدخال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى برّ إسبانيا بشكل سري من أجل تلقي العلاج، وقال إن البلدين يجمعهما “تعاون استراتيجي” في جميع المجالات.

وأكد سانشيز، خلال ندوة صحفية مشتركة جمعته مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، إنه “بالنسبة لإسبانيا، يعد المغرب شريكا استراتيجيا ينبغي أن نمضي معه قدما”.

واستحضر رئيس الحكومة تصريحات العاهل الإسباني، الملك فيليب السادس، التي أوضح من خلالها أهمية إعادة بناء العلاقة القائمة مع المغرب على “أسس أكثر قوة ومتانة”.

وعلّق ألباريس على رد رئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش، عن سؤال يخص العلاقات الدبلوماسية للمغرب في حوار تلفزي الأربعاء الماضي، وقال إن “رئيس الحكومة المغربية لم يذكر إسبانيا في تصريحاته. لقد تحدث بشكل عام”، مضيفا “الذي كان واضحا جدا، وذكر اسم بلدنا هو محمد السادس في غشت الماضي، والذي نادرا ما يتحدث”، ناهيك عن الإشارة إلى دول أخرى في خطاباته، يضيف المصدر ذاته.

وكان أخنوش قد أكد خلال الحوار الذي أجراه مع القناة الثانية أن علاقات المغرب مع باقي الدول ينبغي أن تتأسس على “الوفاء والطموح في ارتباط وثيق بقضية الصحراء المغربية”، مضيفا أن “من لم يفهم هذا سيأخذ وقته لفهمه”، تليمح صريح للدول التي لم تعلن موقفها بخصوص الوحدة الترابية للمغرب.

ودافع وزير الشؤون الخارجية الإسباني في التصريحات ذاتها عن وجود “العديد من الأشخاص” في إسبانيا والمغرب “ذوي النوايا الحسنة، يعملون على بناء علاقة القرن الحادي والعشرين” بين مدريد والرباط، تكون “متينة وجديرة بالثقة والمنفعة المتبادلة”، مشددا على أن هذا الأمر “هو التزامي، وسآخذ الوقت الذي أحتاجه” لبلوغه.

صحيفة “إي بي إي” أكدت أن إصرار إسبانيا على عدم الاستجابة للضغوطات المغربية للاعتراف بمغربية الصحراء، سيجعلها تلعب ورقة انتظار ما ستقوم به الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا لإيجاد حل لملف نزاع الصحراء المغربية في أسرع وقت، سيما بعدما باشر المبعوث الأممي الجديد، ستافان دي ميستورا، جولته بالمنطقة الأسبوع الماضي، في انتظار بدء مسلسل المفاوضات بين أطراف النزاع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News