مجتمع

مندوبية الصحة بزاكورة تتحدّى آيت الطالب وتحرِم طبيبات من الالتحاق بعائلاتهن

مندوبية الصحة بزاكورة تتحدّى آيت الطالب وتحرِم طبيبات من الالتحاق بعائلاتهن

منذُ أكثر من شهر، تُواصل ثلاث طبيبات اعتصاما مفتوحاً أمام المستشفى الإقليمي بمدينة زاكورة، للمطالبة بمعالجة وضعيتهن، بعد استفادتهم من الحركة الانتقالية برسم سنة 2019، حيث ما زلن ينتظرن الالتحاق بمقرات العمل الجديدة مع وقف التنفيذ، وتحتج الطبيبات الثلاث على رفض تفعيل انتقالهن للالتحاق بعائلاتهن، بعد أربع سنوات من العمل بمستشفى زاكورة.

وتشْتكي المتضررات الثلاث، وهُنّ طبيبتان عامتان في المستعجلات وطبيبة صيدلانية، وفق ما أكدت الدكتورة سارة، إحدى الطبيبات المعتصمات، من عدم تفعيل مقرّرات الانتقال، الأمر الذي يزيد من معاناتهن، خاصة أن أبناءهن يوجدون بمناطق بعيدة عن زاكورة، مشددة على أنهن يواصلن الاعتصام المفتوح أمام المستشفى الإقيليمي لزاكورة إلى حين تفعيل مقرّرات الانتقال.

ويأتي هذا الاعتصام المفتوح، إثر تماطل الجهات الوصية على القطاع الصحي إقليميا وجهويا، في تنفيذ مقرّرات الانتقال التي توصل بها الأطباء المعنيون منذ سنتي 2018 و2019، بحجة عدم توفر الطبيب المعوّض، وكذا امتناع الوزارة عن إيجاد حل جذري لهذا الانتقالات مع وقف التنفيذ، لم تنفع معها الوعود المتكرّرة لحلحلة ملفهم.

وسجلت الدكتورة سارة، في اتصال هاتفي مع “مدار21″، أن مندوبية وزارة الصحة بزاكورة عطلت قرار تنقيل الأطباء المستفيدين من مقرّرات الانتقال على الرغم من تذكير الوزارة بالقرار قبل حوالي سنة، مشيرة إلى أنه بعد تذكير ثانٍ من الوزارة للمصالح الجهوية للصحة، تم تفعيل قرار تنقيل البعض من الأطباء تنفيذا لمضامين دورية وزارية، حملت توقيع الوزير خالد آيت الطالب.

وطالبت دورية لوزير الصحة خالد آيت الطالب، المدراء الجهويين للوزارة بالعمل قدر الإمكان على تمكين المستفيدين من الانتقالات غير المفعلة من الالتحاق بمقرات العمل الجديدة، تفعيلا للصلاحيات المخولة لهم في إطار التدبير الجهوي للموارد البشرية والاستعانة بما جاء به المشروع الطبي الجهوي، مما يسهل عملية سدّ الخصاص وبما يخوّل تفعيل المقررات موضوع المراسلة في حفظ تام على استمرارية المرفق العمومي.

ودعا وزير الصحة، ضمن ذات الدورية، التي اطلع عليها “مدار21” إلى إعطاء الانطلاقة لهذه العملية وذلك، عبر تشكيل لجان تضم الشركاء الاجتماعيين الممثلين في كل جهة على حدة، تماشيا مع المقاربة التشاركية التي تنهجها هذه الوزارة، وأطلعت الدورية المدارء الجهويين الصحة على الجداول التفصيلية لمقررات الانتقال غير المفعلة نظرا لعدم وجود معوض.

ورغم ما جاء في الدورية المذكورة، من مطالبة وزارة الصحة بضرورة حل ملفات الانتقالات غير المفعلة، تؤكد إحدى الطبيبات المتضررات، أنها لم تستفد هي وزميلتيها من الانتقال، معتبرة أن عدم حصولهن على مقررات الانتقال من طرف مندوبية وزارة الصحة بزاكورة يعد ظلما وحيفيا في حقهن، لاسيما أنهن اشتغلن لأزيد من أربع سنوات بالمستشفى الإقليمي لزاكورة.

وتُشدد الطبيبات الثلاث، اللواتي دخلْن في اعتصام مفتوح منذ الثامن من نونبر الماضي أمام مستعجلات المركز الاستشفائي الإقليمي بزاكورة، على أن قرار مواصلتهن الاعتصام أمام بوابة المستعجلات، لم يمنعهن من أداء واجبهن المهني، لتشخيص الحالات المستعجلة، التي ترد بشكل يومي على المستشفى الإقليمي.

وقالت الدكتورة سارة، إن “هذا التأخر غير المبرر في استفادتهن من مقررات الانتقال المجمدة داخل مندوبية وزارة الصحة، يُفاقم من أوضاعهن الأسرية، خاصة أن لديهن أطفال صِغار يحتاجون لرعايتهن، ناهيك عن الآثار الوخيمة على مسارهن المهني، والتنقيط المرتبط به، لاسيما في غياب أية مبادرة رسمية من الجهات الوصية لتعويض النقص المرتقب بعد استفادتهن من تفعيل مقررات انتقالهن.

واستنكرت الطبيبة بقسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي لزاكورة، ما وصفته بـ”الحيف” الذي طالهن منذ أكثر من سنتين، وذلك بعد السماح لحالات مشابهة بالمغادرة إلى مقر العمل الجديد، فيما رفضت مندوبية وزارة الصحة طلباتهن رغم تقديمهن لملتمسات متكررة، مسجلة أن  هناك العديد من الأطر الصحية المشتغلة بالمستشفى الإقليمي بزاكورة، استفادت من الحركة الانتقال منذ ثلاث سنوات، فيما تم إقصاؤها هي وزميلاتها.

وحول المبررات التي تقدمها مندوبية وزارة الصحة، بشأن عدم تمكينهن من مقررات الانتقال نحو الوجهة التي استفدن منها في إطار الحركة الانتقالية المجراة في 2019، نظرا لعدم وجود معوّض، أوضحت الدكتورة سارة، أنه بالإمكان الاستعانة بالعديد من الأطباء المتعاقدين لمواجهة الخصاص الناجم عن انتقالهن، لاسيما أن هناك أطباء يشتغلون حاليا بالمستشفى الإقليمي لزاكورة في إطار عقود مع مندوبية وزارة الصحة.

ودخل المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، بجهة درعة تافيلالت على خط ملف الطبيبات المستشفى الإقليمي لزاكورة المتضررات من قرار تجميد انتقالهن، واستغربت النقابة في بيان لها من “تنفيذ مقررات الانتقال لجميع الأطباء بكل من إقليمي الرشيدية و ميدلت بما فيهم أطباء في أقسام المستعجلات بدون شرط المعوض، أمام استمرار هذا الوضع بزاكورة”.

وعبّر المصدر ذاته، عن رفضه لتبريرات الإدارة المعنية بحجج اعتبرتها ذات النقابة “واهية وغير منطقية”، بسبب “عزوف الأطباء عن التوظيف”، وأعلن المكتب الجهوي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بالجهة،  عن تضامنه مع المتضررات من التأخير غير المبرر لقرار التنقيل، داعية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى وضع حدّ لهذا التأخير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News