تيار ولد الرشيد يعترض على رئاسة قيوح لمؤتمر الاستقلال

أفادت مصادر جريدة “مدار21” من داخل حزب الاستقلال أن نقاشا ما يزال داخل قيادة الحزب لحسم رئيس المؤتمر الثامن عشر للحزب وذلك لحظات قبيل انطلاق أشغاله، اليوم الجمعة ببوزنيقة.

وكشفت مصادر من الحزب أن تيار الصحراء داخل الحزب، الذي يتزعمه حمدي ولد الرشيد، معترض بشدة على رئاسة المؤتمر من طرف عبد الصمد قيوح، القيادي بالحزب المقترح من طرف الأمين العام للحزب، نزار بركة.

وأكدت مصادر الجريدة أن المؤتمر يرتقب أن يشهد نقاشا صاخبا حول اللجنة التنفيذية للحزب التي يرتقب أن يختارها الأمين العام المنتخب، وهي المكونة من 30 عضوا بينهم شباب ونساء.

وفيما استبعدت مصادر أخرى أن يشهد المؤتمر نقاشا حول قضية نور الدين مضيان بسبب الشكاية المرفوعة ضده من زميلته بالحزب رفيعة المنصوري، أوردت مصادر أخرى أن ترشحهما معا للجنة التنفيذية من المحتمل أن يعقد الحسابات.

من جانب آخر، أكدت المصادر أن قضية صفعة يوسف أبطوي ضد زميله منصف الطوب ستحتل حيزا مهما من النقاش، على اعتبار أنها مرتبطة بالمؤتمر الحالي، إذ تمت خلال انتخاب اللجنة التحضيرية للحزب.

ومن جهة أخرى، ذهبت مصادر قيادية بالحزب إلى أن المؤتمر سينجح في تحقيق أهدافه، وسيمر في أجواء صحية من النقاش والتوافق بين أعضاء البيت الاستقلالي، نافية ان تؤثر النقاشات المثارة خلال الأشهر الأخيرة على نجاح المؤتمر.

ويأتي هذا التصدع في وقت طالب الأمين العام لحزب “الميزان”، نزرا بركة، المتؤتمرات والمؤتمرين لرص الصفوف لإنجاح المؤتمر الـ18.

أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، أن محطة المؤتمر الوطني الـ18، التي تنطلق عشية اليوم الجمعة، تتجاوز البعد التنظيمي الداخلي للحزب إلى تشكيل دفعة قوية للحياة السياسية ولتدبير الشأن العام بالمغرب والدفاع عن المصالح العليا للوطن.

وقال بركة، خلال رسالة مصورة وجهها إلى المؤتمرات المؤتمرين عبر القناة الرسمية للحزب على منصة “يوتيوب”، إن “المؤتمر ليس فقط محطة تنظيمية لإقرار قوانين الحزب وتقييم المنجزات والقيام بالنقد الذاتي وتجديد المواقف والاختيارات وانتخاب الأجهزة القيايدية للحزب، ولكن المؤتمر، خاصة المؤتمر الـ18، نراهن على أن يشكل رافعة ودفعة قوية للحزب وللحياة السياسية ولتدبير الشأن العام، خاصة أن حزب الاستقلال هو اليوم شريك في الأغلبية الحكومية بفريق برلماني يتجاوز 100 عضو، ويترأس 4 جهات، ويسير أكثر من 27 جماعة ترابية وغرفة مهنية”، مؤكدا أن هذا الرهان “مشروع وممكن ووجيه إذا استحضرنا الرصيد الفكري والسياسي ومسار الحزب النضالي الذي يتجاوز 80 سنة تميزت بالتطور والتجدد والاتجاه دائما إلى المستقبل”.

وأوضح الأمين العام لحزب “الميزان” أن “المستقبل اليوم هو الطموحات الإرادية لبلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس. طموحات تسريع الإصلاحات وصون مقومات السيادة الوطنية في مختلف المجالات وإرساء العدالة الاجتماعية والحماية الاجتماعية وضمان الكرامة للمواطنات والمواطنين”.

وأضاف أن المستقبل أيضا هو “القيام بتقوية الموقع الجيو-استراتيجي لبلادنا للدفاع عن مصالح العليا للوطن، والرفع من جاذبية بلادنا للاستثمارات الكبرى والمشاريع الاستراتيجية في البنيات التحتية وتحلية المياه واللوجيستيك والطاقات المتجددة والبطاريات واستقطاب التظاهرات العالمية التي ستخلق فرص الشغل للشباب والنساء وستعزز إشعاع بلادنا أرضا للسلام والاستقرار والتسامح وأرضية تنافسية للاستثمار والنمو المشترك”.

وشدد المتحدث على أن “واجبنا في حزب الاستقلال أن نكون في مقدمة القوى السياسية والحية للانخراط في هذه الطموحات الإرادية لبلادنا، ونساهم؛ ليس فقط في بناء الثقة والتعبئة الوطنية والالتفاف الجماعي حول هذه الطفرة التنموية التي تسير فيها بلادنا، ولكن واجبنا ودورنا هو كذلك المساهمة بالأفكار والحلول والتدابير النابعة من مرجعيتنا التعادلية لتحقيق هذه الطموحات من خلال موقعنا في الأغلبية الحكومية في تسيير الجهات والأقاليم والجماعات”.

وأكد نزار بركة أنه “لنكون في الموعد مع بلادنا فهذا يتطلب منا استحضار القيم الاستقلالية الحقة والمبادئ التي تربينا عليها في حزب الاستقلال؛ قيم ومبادئ مبنية على حب الوطن والصالح العام والعمل والاجتهاد ونكران الذات والابتعاد عن الأنانيات”، مشيرا إلى ضرورة “وجود توافقات بناءة، ويكون الاختيار الديمقراطي الأنسب والأصلح لبلادنا ولحزبنا”.

عطفا على ذلك، أوضح الأمين العام لحزب علال الفاسي أنه “لذلك اخترنا عن إيمان واقتناع تجديد العهد من أجل الوطن والمواطن شعارا لمؤتمرنا ونحن جميعا مؤتمنون على الالتزام به وتجسيده في مجريات ومخرجات المؤتمر الـ18 لحزبنا العتيد حزب الاستقلال”.