سياسة

“مجلس عزيمان” يدقّ ناقوس خطر ضُعف الأمن داخل المؤسسات التعليمية

“مجلس عزيمان” يدقّ ناقوس خطر ضُعف الأمن داخل المؤسسات التعليمية

دقّ المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، ناقوس خطر ضعف الأمن داخل المؤسسات التعليمية العمومية، مشيرا إلى أن ثلث تلاميذة السنة السادسة ابتدائي ونصف تلاميذة السنة الثالثة إعدادي، لا يشعرون بالأمن في مؤسساتهم التعليمية.

وسجل المجلس ضمن تقرير كشف من خلاله نتائج “البرنامج الوطني لتقييم المكتسبات”، أكثر من ثلثي (69 في المائة) من تلاميذ السنة السادسة ابتدائي لديهم إدارك سلبي للأمن في مدارسهم، ويظهر عند أغلبية الأطفال نوع من عدم الراحة يترجم بشعور انعدام الأمن والخوف يصفه هؤلاء التلاميذ بالخوف من السرقة والاعتداء والاحتقار او الإهانة.

وفقا لمعيطات تقرير مجلس عزيمان، فقد صرح 68 في المائة من التلامذة بأنهم يخافون من سرقة أغراضهم، وهو خوف لا ينبغي الاستهانة بدلالته ولا بحمولته النفسية والاجتماعية، وأشار التقرير إلى أن أغلبية التلامذة هم أبناء عائلات وأسر لا تتوفر دائما على موارد مالية كافية لشراء الأدوات المدرسية.

وأضاف: ” لذلك فأحد أسباب التوتر بين المُدرسين من جهة، والتلامذة وأليائهم من جهة ثانية، هو توفر الأدوات المدرسية، معتبرا أن “سرقة الأغراض أو الأدوات المدرسية بالنسبة للتلميذ ليست عبئا على العائلة فقط التي ينبغي لها أن تجدد شرائها، بل هي أيضا خطر أو احتمال أن يعاقب أو يوبخ من طرف أولياء الأمور لأنه لم يستطيع المحافظة على أغراضه”.

هناك نتيجة أخرى لا تقل أهمية، وهي أن التلامذة مدعوين لتعلم كيف يحتاطون كي لا تسرق منهم أغاراضهم، وهو الأمر الذي يطرح مسؤولية الإدارة التربوية بخصوص ضمان مناخ آمن داخل المؤسسة التعليمية، وتظهر المعطيات بأن الأمر يتعلق بخوف حقيقي يتغذى من مناخ مدرسي إشكالي، لافتا إلى  أن 55 في المائة من التلامذة يخافون بأن يعتدى عليها و48 في المائة من أن تحط كرامتهم وأن يهانون.

كما أن 58 في المائة من التلامذة يخافون من زملائهم الأكبر سنا منهم، تؤكد هذه النتائج، وفقا لخلاصات تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين،  الذي أشرفت على إعداه الهيئة الوطنية لتقييم منظومة التربية والتكوين و البحث العلمي،”حضور الخوف كشعور يأخذ أشكالات عديدة حيث، يأتي في الرتبة الأولى الخوف من زملائهم الأكبر سنا”.

ويأتي الخوف من الاعتداء في الدرجة الثانية،  بنسبة 55 في المائة، ويفسر هذا الخوف بفروق القوة الجسدية بين التلامذة، إضافة إلى ذلك فإن الاعتداء داخل المؤسسة التعليمية هو احتمال أكثر من وارد ما دام نصف التلامذة يصرحون بأنهم يخافون من أن يعتدى عليهم داخل المؤسسة التعليمية.

وبحسب التقرير، فإن الإهانة التي يُصرح بها 48 في المائة من التلامذة وبأنهم يخافون منها، هي الخوف والاعتداء الجسدي، كل هذه المعطيات تكشف بحسب نتائج التقرير، عن ظاهرة الخوف التي يعيشها التلامذة وتأثيرها على معيشهم داخل المدرسة الابتدائية في سِن صغيرة ومتميزة بنوع من الهشاشة السيكولوجية.

وعلى مستوى آخر، فإن نصف تلامذة السنة الثالثة إعدادي، لا يدركون ايجابيا مناخ الأمن في مؤسساتهم الاعدادية، ذلك أن 52 في المائة من تلامذة الاعداد يخافون من زملائهم و43 في المائة منهم مهددون بأن يتعرضوا للاعتداء داخل الاعداديات، إضافة إلى ذلك، فإن 42 يخافون من الاهانة والتنمر و35 في المائة يخافون أن يذهبوا لوحدهم إلى بعض المرافق في بعض المؤسسات الثانوية.

ويظهر الخوف، بحسب معطيات التقرير، من بعض الأماكن داخل المؤسسة بالنظر إلى مساحة الاعداديات التي تكون عادة من أكبر المدارس الابتدائية، كما ترجع إلى عدم كفاية الأطر الإدارية لتدبير ومراقبة هذا الفضاء، مشيرا إلى أن هناك عاملا آخر لا يقل أهمية عن باقي العوامل المذكورة، وهو أن تلامذة الإعدادي هم مراهقون يطْبعون مرافق المؤسسة بطابعهم.

وأورد تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين، “وهكذا يصبح هذا الفضاء معلوما برموزهم وبإرادتهم وبصراعتهم فمخادع الملابس والمراحيض والملاعب، هي كلها أماكن يخافون التردّد عليها، إذا لم يكونوا قد استوعبوا ضوابطها، فالقانون الداخلي للمؤسسة لا يحترم دائما داخل الأقسام.

كما لا يحترم أيضا في الممرات ولا في الساحة و لا في المرافق البعيدة عن المجال البصري الأطر الإدارية، فحوالي ثلث تلامذة السنة السادسة ابتدائي ونصف تلامذة السنة الثالثة إعدادي لا يشعرون بالأمن في مدارسهم وإعدادياتهم، الأمر الذي تكون له آثار سلبية على النمو المعرفي والنفسي للمتعليمين.

ويرى مجلس عزيمان، أن مناخ الأمن يساهم في تحسين جودة التعلمات ويتجلى ذلك من خلال إدراكات الفاعلين للأمن والنظام وهدوء الوسط المدرسي، وكذلك لاحتمالات الاعتداء والتنمر ويخص هذا المناخ  الأمن بين التلاميذ، وعلى مستوى آخر مناخ الأمن لدى الأساتذة والأطر الإدارية مردودية التلاميذ الذين يحسون بالأمن في مؤساستهم أحسن ننسبيا من مردودية أولئك الذين لا يشعرون بالأمن.

وبحسب المصدر ذاته، تكون نتائج السنة السادسة ابتدائي الذين يشعرون بالأمن في مدرستهم أفضل نسبيا من نتائج زملائهم الذين لا يشعرون بالأمن، ويتراوح الفارق بين النتائج ما بين 8 إلى 10 نقطة حسب المواد مما يجعل من الأمن عاملا من عوامل النجاح الدراسي.

ووفقا لنتائج تقرير المجلس الأعلى للتربية والتكوين، تعتبر نتائج تلامذة السنة الثالثة إعدادي، الذين يشعرون بالأمن في مؤسساتهم التعليمية أفضل من نتائج أولئك الذين لا يشعرون بهذا الأمن، ويتراوح الفرق بين الفئتين ما بين 10 إلى 14 نقطة حسب المواد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News