دعوات لإرساء سينما أكثر إنصافا بين الشمال والجنوب
شكلت الممارسات الفضلى الكفيلة بإرساء إنتاجات سينمائية مشتركة أكثر عدالة وتوازنا بين الشمال والجنوب، محور ماستر كلاس نظم اليوم الأربعاء بطنجة، في إطار الدورة الخامسة لمسابقة “بيتش”، التي تقام ضمن فعاليات النسخة 25 للمهرجان الوطني للفيلم.
وشكل هذا اللقاء، الذي تمحور حول موضوع “الإنتاج المشترك بطريقة مختلفة، نحو تعاون أكثر إنصافا”، وأطرته المنتجة المستقلة بالمير بادينيي، مناسبة لتسليط الضوء على واقع الإنتاجات السينمائية المشتركة الدولية، وفتح النقاش حول السبل الكفيلة بتطويرها بما يعزز الإبداع والتنوع، مع استكشاف آفاق جديدة للتعاون.
واستعرضت بادينيي خلال هذا اللقاء مختلف أشكال الإنتاج المشترك، والفروقات الدقيقة بينها، فضلا عن انعكاساتها على الأعمال السينمائية للمخرجين القادمين من بلدان الجنوب.
وانطلاقا من تجربتها في هذا المجال، أوضحت المتدخلة أن “الإنتاج المشترك العادل” ينبغي أن يستند إلى مجموعة من الشروط الأساسية، على رأسها اختيار شريك إنتاج متمرس قادر على استهداف جمهور أوسع.
وبخصوص جانب التمويل، الذي يعد شرطا جوهريا، أبرزت المتحدثة الأهمية تعاون السينمائيين الشباب مع منتجين مشتركين يتوفرون على تجربة مثبتة في النوع السينمائي المستهدف، مع ضرورة فتح نقاش مسبق معهم لفهم مدى استعدادهم واستيعاب إكراهاتهم المحتملة.
ونبهت بادينيي في المقابل من الآثار السلبية التي قد تترتب عن إنتاجات مشتركة غير متوازنة بين الشمال والجنوب، لا سيما على مستوى حقوق الملكية الفكرية، سواء بالنسبة للمواهب الصاعدة أو للسينمائيين ذوي التجربة.
كما شددت على أهمية اعتماد آليات واضحة لحماية العمل السينمائي، والقدرة على “قلب ميزان القوة” لصالح لفائدة الحفاظ على السردية الأصلية للعمل.
يذكر أن بالمير بادينيي بدأت مسيرتها المهنية كمنتجة في رام الله بفلسطين، قبل أن تستقر في جنيف حيث تولت تدريس الإنتاج السينمائي في مدرسة الفنون والتصميم العليا بجنيف. وتعاونت باديني مع شركات متخصصة في تنفيذ مشاريع سينمائية داخل سويسرا وخارجها، كما شاركت كخبيرة في برامج دولية مرموقة من بينها Eurodoc وIDFAcademy وغيرها.
وتعرف مسابقة البيتش، المنظمة بين 22 و24 أكتوبر الجاري ضمن فعاليات المهرجان، تنافس تسعة مشاريع من بين 36 مشروعا مقدما، إذ سيتاح لأصحابها تقديمها أمام لجنة تحكيم مكونة من مهنيين في مجال السينما، مغاربة وأجانب، والاستفادة من النصائح والملاحظات البناءة لتطوير نصوصهم. كما ستحظى أفضل المشاريع بجوائز تهدف إلى تشجيع إنجاز مشاريعهم السينمائية.
