فن

رحيل عبد القادر مطاع… وداع هادئ لأحد أعمدة الدراما المغربية

رحيل عبد القادر مطاع… وداع هادئ لأحد أعمدة الدراما المغربية

وُوري جثمان الفنان المغربي عبد القادر مطاع الثرى ظهر اليوم الأربعاء بمقبرة الشهداء في مدينة الدار البيضاء، في أجواء حزينة حضرها عدد من أفراد أسرته وبعض زملائه في الوسط الفني، الذين حرصوا على توديعه.

وفي هذا السياق، عبر الفنان صلاح الدين بنموسى عن صدمته لرحيل عبد القادر مطاع، واصفا وفاته بالمفاجئة.

وقال في تصريح لجريدة “مدار21”: “كان آخر لقاء جمعني به خلال حفل تكريمه الأخير، إذ استرجعنا ذكريات كثيرة من مسارنا الفني المشترك”.

وأضاف بنموسى: “كان عبد القادر مطاع ممثلا حقيقيا، واشتغل في فرقة المسرح البلدي بقيادة الراحل الطيب الصديقي، والتي ضمت أيضا نعيمة المشرقي والشعيبية العذراوي، إذ احتضنوني جميعا في بداياتي، وكان لي شرف بطولة مسرحية مدينة النحاس التي حققت نجاحا كبيرا”.

من جانبه، أكد الفنان عبد الكبير الركاكنة أن الراحل يُعد من القامات الكبيرة في الساحة الفنية، مشيرا إلى أنه “أعطى الكثير للمجال الفني وكان من بين المؤسسين الحقيقيين للدراما المغربية في التلفزيون والسينما والمسرح”.

بدورها، عبرت الممثلة كريمة وسط، التي تقاسمت معه عددا من الأعمال من بينها الربيب، العوني والبانضية، عن حزنها العميق، قائلة: “الساحة الفنية تفقد اليوم هرما آخر، إذ كان، خلال التصوير، يخلق جوا عائليا ويمنح الفرصة لجميع الممثلين دون استعلاء أو نرجسية، وكان بسيطا وشعبيا في تعامله”.

وقال عبد الواحد بوعديل، الذي حرص على حضور الجنازة بصفته ممثلا سبق أن شارك مع الراحل في عدد من الأعمال، وباعتباره مسؤولا ثقافيا بالمديرية الجهوية للثقافة بالدار البيضاء، إنه حضر أيضا لنقل تعازي وزير الثقافة محمد مهدي بنسعيد إلى أسرة الفقيد.

وأضاف في تصريح لجريدة “مدار21”: “جمعتني به مناسبات فنية متعددة، من بينها تدريبات مسرحية ومشاركات في مهرجانات، إلى جانب اشتغالي معه في فيلم المعلمة”، مشيرا إلى أنه كان مرشدا حقيقيا في العمل، يقدم النصائح بتواضع وكرم، ويضع خبرته رهن إشارة الجميع.

وتابع في حديثه: “أعمال الراحل عبد القادر مطاع ستظل شاهدة على مسيرة فنية ناجحة، وكان قبل كل شيء إنسانا نبيلا ومعطاء”.

وتوفي الفنان عبد القادر مطاع، مساء أمس الثلاثاء عن عمر يناهز 85 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.

ويُعد الراحل عبد القادر مطاع من الأسماء البارزة في تاريخ الدراما المغربية، إذ راكم تجربة فنية امتدت لعقود، اشتغل خلالها في المسرح والتلفزيون والإذاعة، وتميز بأدائه الهادئ وصوته المميز، ما جعله يحظى بمكانة خاصة لدى الجمهور المغربي.

وبدأ الراحل مساره في فرقة المسرح البلدي إلى جانب أسماء لامعة، وشارك في أعمال مسرحية مهمة شكلت جزءا من الذاكرة الفنية الوطنية، قبل أن ينتقل إلى التلفزيون والسينما حيث واصل تقديم أدوار متنوعة.

وابتعد الراحل عبد القادر مطاع في سنواته الأخيرة عن الأضواء، إثر تدهور حالته الصحية وفقدانه للبصر، إذ ارتأت عائلته التركيز على رعايته بعيدا عن الساحة الفنية.

وعلى الرغم من تدهور حالته الصحية وفقدانه للبصر في سنواته الأخيرة، ظل عبد القادر مطاع حاضرا في الذاكرة الفنية المغربية، بفضل الأعمال التي قدمها والصورة الإيجابية التي تركها لدى جمهوره وزملائه.

وبرحيله، يفقد الوسط الفني أحد رموزه، إلا أن إرثه سيظل قائما من خلال مسيرة فنية طويلة ومتميزة ستُحكى للأجيال المقبلة باعتبارها نموذجا لفنان أعطى الكثير وظل وفيا لفنه حتى النهاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News