الرباط تبرز نهضة الثقافة الأمازيغية

استعرض مشاركون في مائدة مستديرة، التأمت اليوم الأربعاء، برحاب المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، الزخم الذي عرفه إنتاج المعرفة المتصلة بالثقافة الأمازيغية بعد الخطاب الملكي السامي بأجدير وتأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية.
ورامت هذه الفعالية التي تناولت موضوع “أهمية إنتاج المعرفة في الارتقاء بالأمازيغية”، والمنعقدة في إطار احتفاء المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية بالذكرى ال24 للخطاب الملكي السامي بأجدير وتأسيس المعهد، تسليط الضوء على ما حققته الأمازيغية، خلال 24 سنة خلت، في مختلف المجالات، لاسيما اللسانيات، والعلوم الإنسانية، وكذا إدماج وسائل التقنيات الحديثة في الارتقاء بالأمازيغية.
وفي عرض تحت عنوان “الاتجاهات العامة المعتمدة في انتاج المعرفة الأمازيغية ” أبرز يشو بنعيسى مدير بحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، وجود ثلاثة اتجاهات أساسية في إنتاج المعرفة باللغة الأمازيغية، تتمثل في الاتجاه اللساني من التدوين الى المعيرة، والاتجاه السوسيولوجي الأنثروبولوجي –الثقافي، والاتجاه التعليمي والتربوي والمعلومياتي –الرقمي .
واعتبر بنعيسى أن المعرفة المنتجة بالأمازيغية عرفت تحولات نوعية بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، حيث أسهمت الدينامية المؤسساتية في توسيع عملية نشر مختلف الإنتاجات المتعلقة بالأمازيغية لغة وثقافة.
وسجل بنعيسى أن حصيلة الإنتاج المعرفي للمعهد، بعد مضي 24 سنة من إحداثه، شملت أكثر من 500 إصدار في الترجمة والأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع وغيرها، وما يناهز 75 ندوة نظمت خلال هذه الفترة.
ومن جهته، قال الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، رشيد العبدلاوي في عرض موسوم بـ” المعارف اللسانية ودورها في الارتقاء بالأمازيغية التربوية والمعالجة الآلية “، إن هذه المؤسسة عززت ما أنتج قبلها من خلال ندوات عامة وموائد مستديرة وندوات موضوعاتية وأيام دراسية ومحاضرات حول البحث اللساني.
ولفت العبدلاوي إلى أن المجلة المحكمة للمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية “أسيناك” تضطلع بدور محوري في نشر مجموعة من المقالات المختصة التي تهم، أساسا، تدريس اللغة وإنتاج الثقافة والتراث المادي واللامادي.
بدورها، أكدت سهام بولقنادل، مديرة بحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في عرض حول “المعارف الرقمية والتكنولوجية ودورها في الارتقاء بالأمازيغية”،أن المعهد دعم التحول الرقمي، أساسا، عبر مجموعة من الحوامل الرقمية، وكذا منصة “مووك” لتعليم الأمازيغية وقواميس إلكترونية، مسجلة أن هذه الأدوات تشكل رافعة للنهوض بالأمازيغية.
وذكرت بولقنادل أن المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ربط شراكات مع عدد من الباحثين خارجه للقيام بتطوير منتوجات رقمية.
وحضر هذه المائدة المستديرة، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية أحمد بوكوس، والأمين العام للمعهد الحسين المجاهد، وثلة من الباحثين والمهتمين بالشأن الأمازيغي
يذكر أن المعهد دأب على الاحتفاء بذکری الخطاب الملكي السامي بأجدير، الذي يصادف 17 أكتوبر من كل سنة، على اعتبار أن هذا الحدث التاريخي مكن المغرب من بلورة سياسة النهوض بالثقافة الأمازيغية وترسيخها، من خلال تنصيصه على إحداث معهد للثقافة الأمازيغية، مما أتاح تحقيق إنجازات وازنة في مجالات البحث حول اللغة والتعبيرات الفنية والثقافية، والتربية والتكوين، وتطبيق التكنولوجيات الحديثة.