البواري يدعو إلى خارطة طريق مغربية-فرنسية

دعا وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، اليوم الثلاثاء بمدينة كليرمون فيرون، إلى اعتماد خارطة طريق مغربية-فرنسية لتطوير قطاع تربية الماشية.
وقال البواري، خلال ندوة حول تربية الماشية في المغرب نظمت في افتتاح الدورة الـ34 لقمة تربية المواشي، التي يحل فيها المغرب ضيف شرف: “نشجع على مواصلة الحوار بشأن بلورة خارطة طريق مشتركة لتطوير قطاع تربية الماشية، وتعزيز نقل التكنولوجيا، والبحث التطبيقي، والابتكار”.
وأكد الوزير أن المشاركة المغربية في هذا الموعد السنوي تهدف إلى إحداث أثر ملموس، من خلال تعزيز التبادل بين الشركاء وتقوية التعاون بين الفاعلين المؤسساتيين والمهنيين في البلدين الصديقين.
ولدى تطرقه إلى خطط التدخل التي يتم تنفيذها وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبرز البواري أن الأمر يتعلق بمواكبة المربين في مواجهة الصعوبات الناجمة عن آثار الجفاف، والحفاظ على القطيع الوطني وإعادة تكوينه.
وأوضح البواري أن “القطاع، رغم الإكراهات، يحافظ على ديناميته الإيجابية وي ظهر قدرة كبيرة على الإبداع التقني والاجتماعي”، مشيرا إلى أن الإنتاج السنوي يبلغ حوالي 2,1 مليار لتر من الحليب، و540 ألف طن من اللحوم الحمراء، و784 ألف طن من لحوم الدواجن، وما يقارب 5,6 مليارات بيضة للاستهلاك.
وأضاف أن هذه النتائج الإيجابية ت عد ثمرة سياسة إرادية انتهجتها وزارة الفلاحة بتنسيق مع المهنيين في سلاسل الإنتاج الحيواني، من خلال مخطط “المغرب الأخضر” (2008-2020) والاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر 2020-2030”.
كما أشار الوزير أيضا إلى أن سلاسل الإنتاج الحيواني تستفيد من دعم معزز، عبر عقود-برامج مبرمة بين الحكومة والهيئات البين مهنية، تغطي الفترة الممتدة ما بين 2021 و2030.
وفي هذا السياق، وجه البواري دعوة إلى الجانب الفرنسي للمشاركة في الدورة الثامنة عشرة من المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، المزمع تنظيمه من 20 إلى 26 أبريل 2026 بمكناس، وذلك تحت شعار “تربية الماشية”.
وأكد الوزير أنه في سياق استمرارية التبادلات المثمرة التي شهدتها السنة الفلاحية المغربية-الفرنسية المشتركة، سيمثل هذا الموعد مرحلة جديدة لتوطيد الجسور بين مختلف سلاسل الإنتاج وتعزيز التعاون المغربي-الفرنسي في المجال الفلاحي.
وأبرزت هذه الندوة العلمية، المنظمة تحت شعار “تربية الماشية في المغرب: التحديات والآفاق”، المكانة الاستراتيجية لهذا القطاع ودوره المحوري في تحقيق الأمن الغذائي، والتنمية المجالية، وخلق فرص الشغل.
وقد شكل هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على الجهود المبذولة لتأهيل سلاسل الإنتاج الحيواني، ومواكبة الفلاحين، وإعادة تكوين القطيع الحيوانية الوطني في سياق صعب يتسم بندرة الموارد المائية.
وتميز هذا اللقاء، الذي أداره خبراء ومهنيو قطاع تربية الماشية، بحضور رئيس قمة تربية الماشية، جاك شازاليه، وعمدة كليرمون-فيرون، أوليفييه بيانشي، وممثلي القطاع بالمغرب وفرنسا، إلى جانب دبلوماسيين وفاعلين من آفاق مختلفة.
وعلى هامش المعرض، تم تنظيم زيارات تقنية للوفد المغربي إلى عدد من المزارع والمراكز البحثية الفرنسية، ما أتاح فرصة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون الثنائي.