جميلة مصلوحي تعيد “الخطابة” إلى الركح في مسرحية “حب لمزاح”

تجسد الممثلة جميلة مصلوحي شخصية “الخطابة”، التي أصبحت جزءا من التراث المغربي، رغم غياب دورها اليوم في ظل تعدد وسائط التواصل، وذلك من خلال مسرحية بعنوان “حب لمزاح”، التي تواصل عروضها ضمن جولة فنية.
وأوضحت مصلوحي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن مسرحية “حب لمزاح” مستمدة من التراث المغربي، وتحكي عن امرأة كانت تُلقب بـ”مولات السر”، عُرفت في مدن مثل فاس، ومراكش، والشاوية، وخصوصا سطات، وكانت تمارس عملها في “دار الطاعة”.
وأضافت مصلوحي أنها تؤدي دور “مولات السر”، وهي امرأة تقوم بمهمة خطبة الفتيات للرجال الراغبين في الزواج، وتشرف على دار الطاعة، التي كانت تلجأ إليها النساء الغاضبات من أزواجهن، موضحة: “في السابق، لم تكن الزوجة تغضب في بيت أهلها، بل كانت تلجأ إلى هذه الدار، التي تُشرف عليها امرأة حكيمة، تحاول إصلاح الأمور بين الطرفين من خلال تقديم النصيحة، إلى أن تعود الزوجة إلى بيت زوجها”.
وتابعت: “في الماضي، كان للخطابة دور مهم في تزويج الفتيات، في زمن لم تكن فيه النساء يخرجن كثيرا من منازلهن، ولم تكن هناك وسائل التواصل الموجودة اليوم، إذ كانت الخطابة تدخل البيوت، تتعرف على الفتيات غير المتزوجات، وتتواصل مع الرجال الراغبين في الزواج، أو العكس”.
وأعربت الممثلة جميلة مصلوحي عن أملها في أن تحظى مسرحية “حب لمزاح” بإقبال من الجمهور، معتبرة أن موضوعها “يستحق الفرجة”.
ويُعرض هذا العمل المسرحي يوم السبت المقبل، بالمركز الثقافي في القنيطرة، في الساعة السابعة والنصف مساء، وهو من تأليف وإخراج سعد الله عبد المجيد، ويشارك في تشخيص الأدوار كل من جميلة مصلوحي، ومصطفى هنيني، وحميد مرشد، وسميرة هيشيكة، وعبد الحق الزوهري، وسعيد مزوار.
وتولى في هذه المسرحية محمودي مبارك مهمة السينوغرافيا، وأيوب بنهباش الجوانب التقنية، بينما تكفلت جميلة مصلوحي بتصميم الملابس، وعادت مهمة المحافظة العامة لإبراهيم أقلل، فيما تولى سامي سعد الله مهمة مساعد المخرج.
وبخصوص موقع المسرح في المشهد الثقافي المغربي، قالت مصلوحي: “لا يجب أن ننظر إلى المسألة بنظرة تشاؤمية، لأن هناك تحسنا في المجال”.
وترى مصلوحي أن المسرح يمثل علاجا نفسيا ولقاء مباشرا مع الجمهور، وفرصة للغوص في عمق الشخصيات والاندماج فيها على الركح.
واعتبرت مصلوحي أن تشخيص الأدوار على خشبة المسرح لا يمكن أن يقوم به غير الممثلين، مما يجعل ظاهرة اقتحام المؤثرين شبه منعدمة، مؤكدة ضرورة التكوين والدراسة، خصوصا في ما يتعلق بالتشخيص، وامتلاك أدوات المسرح، مع عدم إقصاء من يتوفر على الموهبة والمعرفة.
وفي ظل توجه عدد من الممثلين والممثلات نحو مجال الإخراج المسرحي، تفضل مصلوحي الاكتفاء بدورها كممثلة، معتبرة نفسها ممثلة بالأساس، وليست دارسة للإخراج.