فن

جميلة صادق: “لامورا” وُلد من الخاصرة ويعرض وفاء لمحمد إسماعيل

جميلة صادق: “لامورا” وُلد من الخاصرة ويعرض وفاء لمحمد إسماعيل

ينطلق، اليوم الأربعاء، العرض الرسمي لفيلم “لامورا”، آخر أعمال المخرج الراحل محمد إسماعيل، في القاعات السينمائية، مسلطا الضوء على ما عاشه المغاربة خلال فترة الحرب الأهلية الإسبانية، وساعيا إلى كسر الصورة النمطية التي رُوجت آنذاك.

وتعتبر جميلة صادق، زوجة الراحل محمد إسماعيل، أن خروج الفيلم في هذه المرحلة هو “ولادة من الخاصرة”، نظرا للصعوبات التي واجهته منذ مراحله الأولى، سواء على مستوى الإنتاج أو التقنيات، لتتضاعف المعاناة برحيل مخرجه قبل أن يرى النور على الشاشات.

وتضيف صادق في تصريح لجريدة “مدار21”: “أتحسر لغياب زوجي ومخرج العمل عن تقديم العرض الأول للفيلم، إذ اعتدت الوقوف إلى جانبه على المسارح، وكان دائما يقدم أفلامه بنفسه، وظل وفيا لجمهوره، بمبادئه وأخلاقه واختياراته الفنية”، معربة عن أملها في أن يقبل الجمهور على مشاهدة هذا العمل، الذي يُعد ثمرة خمس سنوات من الاجتهاد.

وتشير إلى أن محمد إسماعيل ظل، طيلة مساره الفني، وفيا للقضايا الإنسانية والهادفة، ويعيد من خلال “لامورا” الاعتبار للجنود المغاربة حماة الوطن، وللشباب الذين زج بهم في حرب لا شأن لهم بها، إلى جانب إبرازه أن المغاربة لا يدافعون فقط عن وطنهم، بل عن جيرانهم أيضا.

وعن غياب الفيلم عن المهرجانات الوطنية، رغم مشاركته في مهرجانات دولية، تقول صادق: “هذا الأمر يعود إلى منظمي تلك المهرجانات، وكأن برحيل محمد إسماعيل تنطفئ شمعة أعماله، وهذا غير صحيح، إذ ستظل أعماله خالدة”.

ويحكي هذا الفيلم عن عام 1936، أي فترة الحرب الأهلية الإسبانية ضد فرانكو، الذي سيستعين بشباب إشبيلية على أساس مساعدته لتحرير المدينة والمساجد الإسلامية، لكن في الأصل سيستغلهم للفوز بالحرب الأهلية ويستمر في الحكم، وفق ما أفادت به بطلته فرح الفاسي لجريدة “مدار21”.

ويتطرق الفيلم إلى قصص أخرى، من بينها قصة الحب التي ستجمع بين الشاب المغربي والفتاة الإسبانية، التي ستنشأ في ظل المعاناة، ما يعكس الجانب الإنساني للمغاربة.

وتجسد الممثلة فرح الفاسي، بطلة الفيلم، شخصية فتاة إشبيلية، المدينة المعروفة بالفتيات الجميلات والرشيقات في إسبانيا، لكنها تعاني من السمنة ولديها إعاقة في قدمها، ما يقلل ثقتها في نفسها، ويجعلها لا ترتبط بأي رجل، بحسب تصريحها.

وحينما تلتقي بوشعيب، الذي يجسد دوره الممثل المهدي فولان، القادم من المغرب، ستتغير الكثير من الأشياء، وستكون العلاقة الوحيدة التي ستربطها برجل، في فترة الحرب الأهلية، حيث إنه الوحيد الذي سيُعجب بشخصيتها، وسيعيد لها الثقة في نفسها.

وستقع هذه الفتاة الإشبيلية في غرام بوشعيب منذ الوهلة الأولى، لتتطور علاقتهما وتنجب منه طفلة بطريقة غير شرعية، لتتوالى الأحداث المشوقة ضمن الفيلم، الذي يقدم العرض ما قبل الأول له يوم غد الثلاثاء بميغاراما الدار البيضاء.

وحاول الراحل محمد إسماعيل من خلال فيلم “لامورا” إظهار الحقائق التي حرفها الإسبان، ونقلوا عوضها مغالطات كثيرة في وثائقهم وكتبهم حول المغاربة، من قبيل اغتصاب فتيات إسبانيات، في الوقت الذي تم فيه استغلال شباب الشمال والناظور وواد لاو بعمر الزهور، في أثناء عام الجوع، مقابل 50 درهما و”المونة”.

وسلط المخرج الراحل في هذا العمل أيضا الضوء على معاناة الشباب الذين قتلوا وأصيبوا بعاهات مستديمة، مقابل ثمن زهيد، وعائلات ضحت بأطفالها من أجل قوتها اليومي، بالإضافة إلى تنوير الناس، وتبيان أن الأشخاص الذين قادوا الإنقلاب ضد فرانكو هم من كانوا يغتصبون الفتيات ويعتدون على الأهالي، ويرهبون السكان.

واختير عنوان “لامورا” للفيلم للإشارة إلى افتخار المغاربة بأصولهم، في ظل ما تعرض له بعضهم من احتقار خلال تلك المرحلة، إذ وُصفوا بعبارات من قبيل “المرتزقة” و”المورو”.

وسبق لفيلم “لامورا” أن شارك في عدد من التظاهرات الدولية، وحصد جوائز في بعضها، رغم غيابه عن المهرجانات الوطنية، خاصة بعد رحيل مخرجه محمد إسماعيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News