مريم الزعيمي تواصل مسيرتها في الإخراج المسرحي بـ”تخرشيش”

تخوض الممثلة مريم الزعيمي تجربة جديدة في مجال الإخراج المسرحي من خلال عرض يحمل عنوان “تخرشيش”، وهي مسرحية اجتماعية نفسية، حظيت بدعم من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة.
وتتميز المسرحية بمزجها بين البعدين الواقعي والرمزي، إلى جانب توظيف الحركة والموسيقى والنص ضمن رؤية إخراجية بلغة بصرية، أشرفت عليها مريم الزعيمي، وفق ما توصلت به الجريدة.
وكتب نص المسرحية عبد الفتاح عشيق، الذي يشغل أيضا مهمة مساعد مخرج، فيما يجسد الأدوار كل من سعد موفق، وأيوب أبو النصر، وساندية تاج الدين، إلى جانب أسماء من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي.
ومن المرتقب أن تنطلق أولى عروض “تخرشيش” اليوم الأحد بالمركب الثقافي بمدينة الحاجب، قبل أن تواصل جولتها في عدد من المدن المغربية الأخرى.
وسبق للممثلة مريم الزعيمي، أن خاضت تجربة الإخراج من خلال عمل مسرحي آخر حمل عنوان “فوضى”، والذي نقل الزعيمي من الوقوف على خشبة المسرح، وأمام الكاميرات إلى العمل في الكواليس من زاوية “الإخراج” في تجربة جديدة، بعد تجارب عديدة خاضتها بصفتها “ممثلة”.
واختارت الزعيمي في مسرحيتها السابقة، حكاية تنقل مشاكل الزواج الحديثة في ظل تدخل المجتمع الخارجي عبر وسائل التكنولوجيا، ومعاناة الأزواج من ضغوط خارجية تتسلل عبر الهواتف والشبكات الاجتماعية، لتعيد صياغة أولوياتهم وتؤثر على قراراتهم.
وتظهر المسرحية أن وسائل التواصل في المسرحية تصبح وسيلة للتدخل في الحياة الخاصة، وتفتح الباب للقيل والقال والتأثير السلبي على القرارات الزوجية، مسلطة الضوء على الصراعات الطبقية بين الزوجين، إلى جانب فضح التفاوتات الاجتماعية التي تزيد من حدة الفوضى في العلاقات، وتبرز دور المجتمع في توجيه الأحكام وإملاء التوقعات.
وتستكشف المسرحية أعماق النفس البشرية تحت وطأة الضغط المجتمعي، ما يعكس أزمة القيم وانعدام الإحساس بالاستقلالية النفسية، إضافة إلى كونها تعكس أيضا الصراع الداخلي لكل شخصية بين ما تريده وما تفرضه الظروف الاجتماعية، مقدمة تحليلاً عميقاً للخيارات التي يتخذها الأفراد وتأثيراتها على هوياتهم وعلاقاتهم.
وقدمت مسرحية “فوضى” رؤية نقدية لعالمنا المعاصر حيث تتشابك الفوضى الشخصية والاجتماعية والنفسية مع وسائل الاتصال، لتخلق علاقات هشة وضعيفة، من خلال قصتي زواج مختلفتين، يتم عرض التأثير المدمر للعوامل الخارجية على الزواج، سواء كان ذلك في شكل طمع مادي أو إدمان وهروب من المسؤوليات.
واستعرضت مسرحية “فوضى” جوانب معقدة من الحياة الزوجية الحديثة وتأثير التكنولوجيا على العلاقات الإنسانية، كما تعكس المسرحية فلسفة الفوضى التي أصبحت تحكم العلاقات الإنسانية في العصر الحديث بشكل عام، ويمكن اعتبار وجود الهواتف ووسائل التواصل الاجتماعي تجسيدًا للفوضى الفكرية والانفصال النفسي بين الأزواج، حيث تُطرح أسئلة حول معنى التواصل الحقيقي وحول مدى تأثر القرارات الشخصية والعلاقات بالعوامل الخارجية.
وفي التلفزيون، تشارك الزعيمي في مسلسل “وليدات رحمة” لصالح القناة الأولى، ويتناول ظاهرة الاتجار في الرضع، إذ يسعى إلى تسليط الضوء على الجوانب المظلمة لهذه القضية، المنتشرة في بعض هوامش المجتمع.
ويطرح العمل قضايا اجتماعية أخرى قريبة من الواقع المغربي، من بينها تفشي المخدرات، خاصة “الحشيش”، في الأحياء الشعبية، في قالب درامي واقعي.
وتواصل الممثلة مريم الزعيمي المشاركة في الجزء الثالث من مسلسل “بنات لالة منانة”، الذي يصور بعد مرور سنوات عدة على عرض موسميها الأول والثاني.
و”بنات لالة منانة”، سلسلة عُرضت أول مرة في سنة 2012، وكانت تدور أحداثها حول أربع فتيات مقبلات على الزواج، لتدخل كل واحدة منهن في رحلة البحث عن الزوج المثالي، ما يجعلهن يقعن في مواقف هزلية ثارة، وأخرى درامية.