معطيات رسمية.. 4% من متضرري زلزال الحوز فقط لم يبدأوا البناء
أفادت معطيات رسمية بأن مسار تنزيل برنامج إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة من الزلزال بالإقليم تكلل بحصيلة إيجابية، رغم الصعوبات الميدانية والإكراهات الجغرافية المطروحة. وشهدت عملية إعادة الإعمار تطورًا ملموسًا يضمن شروط عيش كريمة للساكنة المتضررة ويوفر لها السكن في ظروف إنسانية لائقة، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية
وفقًا لعمالة الحوز، خضعت عملية منح تراخيص البناء لمعايير دقيقة بإشراف تقني من مهندسين معماريين ومكاتب دراسات متخصصة، وعلى أساس دفتر تحملات يلتزم بالمعايير العلمية والتقنية المضادة للزلازل، مع مراعاة الخصوصيات المعمارية والثقافية للمنطقة
كما أفادت أن الساكنة المتضررة استفادت من المساعدات والإعانات التي تستجيب لحاجياتها الأساسية، وتوصلت شهريًا وبصورة منتظمة بالدعم المالي المخصص للكراء والإيواء بقيمة 2.500 درهم، بالإضافة إلى 140.000 درهم أو 80.000 درهم مخصصة لإعادة البناء، بناء على الإحصاء الذي قامت به اللجان المختلطة
وأشارت معطيات عمالة الحوز إلى أن مستويات إنجاز الأشغال تقدمت بصورة ملحوظة، حيث وصلت إلى 91.33% بعد انتهاء بناء ما يناهز 24.000 مسكن وفق معايير فنية وتقنية عالية، وتمت إزالة جميع الخيام بشكل نهائي بعد تعويضها بالمنازل الجديدة المعدة للسكن، ومن المنتظر أن تبلغ نسبة تقدم الأشغال في نهاية شهر شتنبر الجاري 93%، وفي غضون الشهرين القادمين 96%، علما أن 3% من المشاريع لم تنطلق فيها الأشغال إلا مؤخرا بعد إشعار الساكنة ومواكبتها من قبل السلطات المحلية
وأكدت عمالة الحوز أن التدخل الميداني للجان المختلطة شمل تنفيذ حلول بديلة لتجاوز الإشكاليات المرتبطة بالمساكن المتواجدة في المناطق الوعرة أو المناطق ممنوعة البناء أو التي استلزمت تدابير خاصة، بناء على ملاحظات المختبر العمومي للتجارب والدراسات LPEE، ما ساهم في استئناف الأشغال وتسريع وتيرة البناء وإعادة الإعمار
وأوضحت عمالة الحوز أنه تم تسجيل 4% من المتضررين الذين لم يبدأوا البناء بعد، إما بسبب مشاكل بين الورثة أو ضمن حالات امتنعت عن البناء رغم تلقيها الدفعة الأولى من الدعم المرصود من طرف الدولة، وقد تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بعد إشعارهم وتذكيرهم مسبقًا من قبل السلطات المحلية لبدء الأشغال كما فعل المستفيدون الآخرون
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن عمليات ما قبل البناء، التي باشرتها لجنة القيادة والتتبع بالإقليم، شملت الإنقاذ، وإحصاء الساكنة المتضررة، وإزالة الأنقاض والأتربة لأكثر من 23.500 منزل منهار، ثم منح تراخيص البناء، وهي عمليات معقدة تطلبت وقتًا وجهدًا معتبرين نظرًا لصعوبة التضاريس وجغرافية الإقليم الوعرة، مما استلزم معدات خاصة وآليات ضخمة وموارد بشرية هائلة، خاصة وأن معظم المنازل توجد بمناطق صعبة الولوج
وأكدت عمالة الحوز أن تنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل تميز بوتيرة سريعة مقارنة مع تجارب دولية استلزمت على الأقل ثلاث سنوات لإعادة الإعمار، مع العلم أن بداية عملية البناء لم يمر عليها سوى عام ونصف
