خضر وفواكه بنكهة القذارة.. حالة “مارشي كريو” بالبيضاء تهدد صحة المستهلكين

مشاهد أقل ما يقال فيها أنها مثيرة للتقزز وباعثة على النفور؛ تطرح تساؤلات قلقة حول السلامة الصحية لمنتجات غذائية أساسية موجهة لبطون المغاربة؛ تَراها وهي تجاور ركاماً من النفايات التي تسبح في القذارة، كأن تجار ومرتادي “مارشي كريو” بالدار البيضاء لا يدفعون واجبات النظافة، وكأن السلامة الصحية لغذاء المغاربة شأن ثانوي.
جولة بداخل سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، تؤكد أن كافة ردهاته ترزح في القذارة؛ خضراوات فاسدة تعانق القنينات البلاستيكية ويتمرغان في وحل تحوم حوله أسراب من الذباب والبعوض، في مشهد تعافه الدواب فبالأحرى الإنسان؛ وكل ذلك على مرمى حجر من الطماطم والبطاطس والفواكه التي تنتظر سبيلها إلى بطون المستهلكين، وبأثمنة لا تليق بمقامها في هذا السوق.
أحد المهنيين بسوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أكد لميكروفون “مدار 21” أن هذا الواقع ليس وليد اليوم أو الأمس بل هو تراكم سنوات، مشيراً إلى أن بعض الممارسات المشينة تزيد الطين بلة، حيث “يعمد البعض إلى قضاء حوائجهم على مقربة من الخضر والفواكه” بلا حسيب أو رقيب.
يطرح السؤال إذن عن الشركة المسؤولة عن النظافة، وعن شركة التنمية المحلية المعهود إليها بالتسيير والتنظيم والمراقبة داخل سوق يعد من بين الأكبر في إفريقيا على الإطلاق، والذي تدخله أطنان من الخضر والفواكه يومياً.
المهني أكد أن الشركة المسؤولة غائبة تماما، “من حين لآخر يظهر عامل نظافة واحد مرتدياً زي الشركة ويقوم بكنس سطحي لمساحة هائلة، تحتاج على الأقل 5 أو 6 أيادي عاملة لتنظيفها.
ومن جانبه؛ أوضح نائب رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، عبد الكريم الشافعي، أن بقايا الخضر ينتج عنها روائح كريهة وانتشار القوارض والحشرات، مما يتسبب في أمراض خطيرة لرواد الأسواق من مهنيين ومستهلكين.
وأشار في تصريح لصحيفة “مدار 21” إلى أن الخضر والفواكه مواد غذائية قابلة للتلف؛ وبالتالي من الحيوي أن تسوق في مكان يراعي السلامة الصحية للمستهلك.
من جهة أخرى، حذر الشافعي من أن صورة المغرب وسمعته على المحك؛ “المملكة مقبلة على تنظيم تظاهرات عالمية وقارية، وسوق الجملة بالدار البيضاء لا شك سيجلب زوارا كثيرين نظراً لسمعته داخل وخارج المغرب (يعد من من أكبر الأسواق في إفريقيا)، وهنا يطرح السؤال أبهذه الحالة المزرية سنستقبل السياح؟”
ودعا المتحد إلى محاسبة المسؤولين عن النظافة، وفي مقدمتها المكتب الصحي الجماعي الذي تعد المراقبة البيئية والصحية في طليعة أدواره، وهو مطالب بالقيام بزيارات متواترة إلى السوق ومراقبة أوضاعه.
“كما ينبغي تشكيل لجان للمراقبة والتقصي، للنظر في أوضاع هذا السوق، لا سيما بخصوص ما يلاحظ من غياب للحاويات، ما يضطر الوافدين إلى الإلقاء بالنفايات أرضاً؛ وخصوصا أن الأمر يصطدم بأداء التجار واجبات النظافة”.