“الأولياء” يطالبون النقابات ببدائل للإضرابات تفاديا لدخول مدرسي مرتبك

أمام الارتباكات التي يعرفها الاستعداد للدخول المدرسي الجديد بسبب استمرار عدد من الملفات العالقة في صفوف فئات مختلفة من الأساتذة دون حلول نهائية إلى حدود اللحظة، دعا أولياء التلاميذ النقابات التعليمية إلى الانخراط في البحث عن بدائل عملية للإضرابات.
ويخيم التوتر على قطاع التربية الوطنية بسبب التعثر في حلحلة عدد من ملفات أطر التدريس، مما يهدد بدخول مدرسي مرتبك في حالة تحول التوتر إلى خطوات احتجاجية فعلية، خصوصًا في صفوف أساتذة التعليم الابتدائي بسبب ملف التعويضات التكميلية، بالإضافة إلى فئات أخرى وفي مقدمتها أساتذة “الزنزانة 10”.
فروع الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بجهة الدار البيضاء – سطات بررت دعوتها للنقابات التعليمية بالانخراط في البحث عن بدائل عملية للإضرابات، بضمان من جهة الاستمرار في النضال المشروع لهيئة التعليم، ويكفل من جهة ثانية حماية الزمن المدرسي للتلاميذ وصون حقهم في التمدرس المنتظم والجيد، مع المساهمة الفعلية في إنجاح الدخول المدرسي باعتباره محطة أساسية ومفصلية لضمان انطلاقة تربوية سليمة.
وبخصوص واقع المدرسة العمومية، اعتبرت هيئات أولياء التلاميذ على مستوى جهة الدار البيضاء ـ سطات، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، أن الوضع العام بات مقلقًا بسبب الخصاص المهول في الأطر التربوية والإدارية وفي هيئة التفتيش، وما يخلفه من أثر مباشر على جودة التعليم وسيرورته، وبسبب تفشي ظاهرة الاكتظاظ داخل الأقسام الدراسية حيث تتجاوز الأعداد أحيانًا خمسة وأربعين تلميذًا في القسم الواحد.
وانتقد المصدر ذاته هشاشة البنيات التحتية من أقسام مفككة، وانعدام الماء والكهرباء، ونقص المرافق الصحية والأسوار، فضلاً عن تردي خدمات النظافة والحراسة وغياب الأمن في محيط المؤسسات التعليمية، مسجلاً ضعف أداء التعليم الأولي، الذي أسند تدبيره في الغالب إلى جمعيات يغلب عليها الطابع الخدماتي أكثر من التربوي، ولا تمتلك ما يؤهلها لحمل قضايا التعليم والدفاع عنها.
وفي هذا السياق، أوردت الكونفدرالية أن تدخل الجمعيات في التعليم الأولي لم يزد الوضع التربوي إلا هشاشة وتعقيدًا، وتكريسًا لواقع الاختلال، مما جعل التعليم الأولي يتسم بالهشاشة وغياب التأطير البيداغوجي السليم، وهو ما يفرغ هذا الورش الوطني من أهدافه الاستراتيجية في بناء قاعدة صلبة للمنظومة التعليمية.
ولتصحيح هذا الواقع، سجلت الهيئة ذاتها أن التدخل العاجل أصبح ضرورة ملحة لتعويض الأساتذة المنتقلين والأساتذة الغائبين بمبررات قانونية كالرخص المرضية ورخص الولادة حفاظًا على الزمن المدرسي للتلاميذ، مؤكدةً ضرورة التعويض الفوري للمديرين والمفتشين الذين غادروا مؤسساتهم أو مصالحهم عبر الحركات الانتقالية، ضمانًا لاستمرارية المرفق التربوي والإداري وعدم ترك المؤسسات التعليمية دون إشراف وتأطير.
ويطالب أولياء التلاميذ بإلغاء الأقسام المفككة وتعويضها بالبناء الصلب، وتوسيع المؤسسات التعليمية الحالية وبناء أخرى جديدة للتقليص من الاكتظاظ، ودعم النقل المدرسي وتحسين خدماته ومراقبته من حيث العدد والجودة والسلامة، وتعميم الدعم التربوي الرسمي، ومحاربة ظاهرة الدروس الخصوصية التي تستنزف الأسر وتكرس اللامساواة، والحد من تجاوزات التعليم الخصوصي وتشديد الرقابة عليه.
وفي ما يتعلق بمدارس الريادة، شددت الكونفدرالية على ضرورة تعميم تدريس اللغة الأمازيغية بمؤسسات الريادة، ملحةً على تعميم التربية الدامجة عبر توفير الأطر المتخصصة وقاعات الموارد للتأهيل والدعم، وإنهاء ممارسات الضم التي تؤدي إلى تخفيض الحصص الزمنية للمواد الدراسية وتقليص البنية التربوية، بما يهدد جودة التعليم.