مجتمع

وفاة شاب مغربي تهز إسبانيا وتدق ناقوس خطر للمهاجرين القاصرين

وفاة شاب مغربي تهز إسبانيا وتدق ناقوس خطر للمهاجرين القاصرين

أثارت وفاة شاب مغربي يبلغ من العمر 19 عاما، في مدينة خاين الإسبانية، صدمة واسعة وأعادت الجدل من جديد حول الشباب المهاجرين غير المحميين بإسبانيا.

وأكدت جريدة “لاكونتراديخاين” الإسبانية أن وفاة الشاب المغربي (م.أ.أ)، تكشف عن هشاشة وضع الشباب المهاجرين غير وتسلط الضوء على نقص الموارد الرسمية المتاحة لهم.

وأوضحت الصحيفة أن الشاب المغربي عثر عليه ميتا يوم الأحد 17 غشت الجاري في موقف سيارات هبيكو تحت مركز الرعاية الصحية الجديد “لا ألميدا” في خاين، نتيجة سقوطه وتلقيه ضربة في رأسه إثر السقوط، وأعيد جثمانه إلى عائلته في الفنيدق بالمغرب.

وأبرزت أن هذه الوفاة تعكس مشكلة أوسع تتمثل في غياب شبكات الدعم للشباب المهاجرين بعد بلوغهم سن الرشد، مشيرة إلى أن الشاب وصل إلى إسبانيا قاصرا، وعاش في مركز حماية للأطفال حتى بلوغه 18 عاما، وبعدها حرم من الوصول إلى الموارد الرسمية لأنه لم يكن يملك وثائق قانونية، كما لم تتوفر له شبكة دعم مستقرة، مما دفعه إلى العيش في الشارع وتعرضه لمخاطر متعددة.

وأشارت “لاكونتراديخاين” إلى أن الشاب المغربي وصل إلى خاين قبل شهرين فقط بعد تنقله بين بلباو وفالدبيناس وأليكانتي، وكان يتلقى في مركز “Poblado Mundo” دعما في التغذية والنظافة والمرافقة الاجتماعية.

وذكرت بأن العاملين بالمركز وصفوع بأنه شاب ودود ومحبوب، لكنه كان يعاني مشاكل إدمان وصحة نفسية، إضافة إلى غياب الوثائق الرسمية التي منعته من الحصول على سكن قار.

ونقلت الصحيفة عن جمعية “Poblado Mundo”، التي كانت على تواصل مع الشاب، أن حالات مثل حالة (م.أ.أ) تمثل جزءًا من “دوامة مدمرة” يعيشها الشباب المهاجرون غير المحميين، وتشمل مشاكل الصحة النفسية، وتعاطي المخدرات، وأحيانا الانخراط في سلوكيات جنائية.

وقالت الجمعية: “إنهم (الشباب المهاجرون بعد بلوغهم سن الرشد) يصبحون غير مرئيين، وبلا حقوق، وبلا خيارات”، مضيفة أن “ما حدث لم يكن مفاجئا، فقد كنا نتوقع أن يؤدي هذا الوضع إلى مأساة.. لذلك نعمل على تقليل الضرر وتقديم الدعم الإنساني، لكن هذه الوفاة تجعلنا نرفع الصوت مطالبين بإجراءات عاجلة”.

جمعية “Poblado Mundo” أكدت أن معظم الشباب الذين يقدمون لهم الدعم يشبهون الشاب المغربي (م.أ.أ)، ويعيشون في الأبنية المهجورة أو الأكواخ أو المنازل المهجورة، ويعتمدون على المركز لتغطية احتياجاتهم الأساسية وللمرافقة في مسار اندماجهم الاجتماعي.

ودعت “لاكونتراديخاين” إلى جعل وفاة الشاب المغربي نقطة تحوّل في التعامل مع الشباب المهاجرين، مطالبة السلطات إلى توفير موارد أكبر وحماية أفضل وبرامج دعم مستمرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News