“رقم مجهول”.. إسدال الستار على حكاية مصيرين مختلفين

يسدل المخرج حميد ويدري الستار على تصوير فيلمه السينمائي “رقم مجهول”، الذي يتناول قصة شخصين ينتميان إلى عالمين مختلفين، تجمعهما الصدفة عبر مكالمة هاتفية، في حبكة تسلط الضوء على تقاطع المصائر من خلال خيط رفيع من التواصل.
ويحمل هذا الشريط توقيع السيناريست محمد بن سيدي في كتابة السيناريو والحوار، الذي انطلق تصويره قبل عدة أيام، ويؤدي فيه دور البطولة كل من البشير واكين وجلال قريوا، إلى جانب مجموعة من الأسماء الفنية، من بينها وجوه جديدة سيكتشف الجمهور شخصياتها عند العرض.
وتنطلق أحداث هذا الفيلم، الذي تكفلت بإنتاجه شركة “كالا برود”، من مكالمة هاتفية عابرة تجمع بين شخصين ينتميان إلى عالمين مختلفين، لتتحول هذه المكالمة إلى نقطة تحول تقودهما إلى سلسلة من الحوارات التي تتراوح بين نكران الذات والتصالح مع الواقع.
ويجسد قريوا في هذا الفيلم دور “شهيبة”، شاب متشرد لا يجد قبولا في محيطه، إلى أن تجمعه الصدفة برجل ثري من خلال مكالمة هاتفية خاطئة، فتتوالى الأحداث بين عالمين متناقضين، أي عالم الفقر والتشرد، وعالم الغنى والرفاه، بحسب ما صرح به للجريدة.
ويجسد البشير واكين في الفيلم شخصية “يعقوب”، رجل ثري يواجه وحدة قاتلة بعدما أنهكه المرض، دون أن يجد من يمد له يد العون من محيطه رغم محاولاته المتكررة للتواصل، لكن وفي لحظة يأس، يقوم بإجراء اتصال هاتفي عشوائي يكسر عزلته، ليكون الطرف الآخر في المكالمة الشاب المتشرد “شهيبة”.
وتتحول العلاقة التي تنشأ بين “شهيبة” والرجل الثري يعقوب، إلى حوار طويل يُفضي إلى سلسلة من المواقف، في قالب يعكس الصراع الطبقي والتناقضات الاجتماعية.
وفي هذه المكالمة الطويلة التي تمتد لساعات، يتقاسم يعقوب وشهيبة أسئلتهما العميقة وندوب حياتهما، ضمن لحظات اعتراف متباينة بين رجل يخشى “النسيان”، وشاب يرى أن هذا “النسيان” يرتبط فقط بواقعه الاجتماعي الهش ونظرته المختلفة للحياة.
ويرى جلال قريوا أن الفيلم يسلط الضوء على تقاطع إنساني عميق بين القمة والقاع، بين شخص يملك كل شيء لكنه فقد المعنى، وآخر لا يملك شيئا ويعيش فقط بالمعنى.
ويؤكد قريوا أهمية فيلم “رقم مجهول” باعتباره عملا يطرح قضية مختلفة عن القضايا المعالجة سابقا في السينما، إذ يحمل في طياته أبعادا إنسانية واجتماعية ونفسية وفلسفية، وينقل رسائل عميقة من خلال شخصيتين تمثلان عالمين متناقضين.
واختار صناع الفيلم إنهاء القصة بمشهد صامت مشحون بالمشاعر، يردد فيه اسم “يعقوب” في الفراغ دون أن تلقي أي جواب، في لحظة تختزل الفقد والانقطاع.
ويختتم المشهد بعودة شهيبة إلى الممر تحت الأرضي الذي خرج منه في بداية الفيلم، حاملا معه أوجاعا جديدة تُضاف إلى قائمة طويلة من المعاناة التي رافقته منذ ولادته.