فن

غياب “الشيخة الحقيقية” وحضور “راقصات استعراضيات” يهدد الموروث الثقافي

غياب “الشيخة الحقيقية” وحضور “راقصات استعراضيات” يهدد الموروث الثقافي

يجمع فنانو الأغنية الشعبية على أن “الشيخة” بمفهومها الأصيل لم تعد حاضرة اليوم، بعدما تحولت هذه الصفة إلى راقصات استعراضيات يرافقن الفنانين خلال سهراتهم، دون أن يمتلكن مقومات “الشيخة” الحقيقية.

ويؤكد المغني سعيد ولد الحوات أن الشيخات الحقيقيات، اللواتي كن يؤدين فن العيطة، لم يعد لهن وجود، مضيفا أن من يحملن هذا اللقب اليوم مجرد مرددات وراقصات، يفتقرن للرغبة في تعلم هذا الفن والحفاظ على موروثه.

ومن جانبه، صرح الفنان الشعبي حجيب بأن “الشيخة” في شكلها الأصيل باتت غائبة بدورها، مشيرا إلى أن هذا اللون الغنائي لم يعد يُمارس بأصوله، ما تسبب في تراجع دور الشيخات في مجال العيطة.

أما الفنان عبد الله الداودي، فقد أوضح أن من يحملن اليوم اسم “الشيخة” هن في الغالب راقصات استعراضيات، مؤكدا أن الشيخة الحقيقية هي التي تغني وتتقن أداء العيطة، لا مجرد من تؤدي حركات راقصة.

وانتقد ولد الحوات في حديثه غياب الفن الشعبي الحقيقي، محذرا من أنه بات مهددا بالاندثار إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه، معبرا عن استيائه من لجوء معظم الفنانين الحاليين إلى إعادة أداء أغاني قديمة لفنانين آخرين، دون تقديم أي جديد يغني هذا الموروث.

واعتبر أن الجيل الحالي لم يبذل أي مجهود يذكر لإثراء خزانة الأغنية الشعبية، ولم يسهر الليالي في سبيل إنتاج أعمال خالدة، سواء من ناحية الكتابة أو التلحين.

وقال في هذا السياق: “ليس من السهل تلحين حتى مقطع واحد من الأغاني الشعبية القديمة، التي بات الجمهور اليوم يرددها عن ظهر قلب”.

وشدد سعيد على ضرورة التواضع، معتبرا أن الفنان يظل في طور التعلم مهما بلغت شهرته، وينبغي عليه ألا يتعالى على الغناء في أي مكان، سواء كان راقيا أو شعبيا، مشيرا إلى أن الجيل الجديد لا يُكن الاحترام للرواد، ويخوض صراعات لا أساس لها حول تصدر قوائم وهمية.

وفي السياق ذاته، أكد حجيب أن أداء العيطة يتطلب موهبة حقيقية، لكونها فنا عميقا لا يتقنه كل من يشتغل في الساحة الشعبية، موضحا أن هذا اللون الغنائي ليس سهلا كما يعتقد البعض.

أما الفنان صلاح الدين مجدولي، دافع عن إعادة غناء الأغاني القديمة من قِبل فناني الشعبي، في الأعراس والسهرات الرسمية والخاصة، موضحا أن هذا الاختيار غالبا ما يكون بطلب من الجمهور الذي لا يزال متعلقا بهذه الأعمال، التي حققت شهرة واسعة وما تزال تحظى بمكانة في اختيارات المغاربة.

وأشار مجدولي، المتوج بلقب “النجم الشعبي” في نسخته الأولى، في تصريح للجريدة، إلى أن إعادة أداء هذه الأغاني يُعد جزءا من الحفاظ على التراث الغنائي الشعبي المغربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News