تغلغل “المحسوبية والزبونية” في المهرجانات يقسم آراء فنانين مغاربة

تتباين آراء الفنانين المغاربة حول معايير المشاركة في المهرجانات والتظاهرات الفنية، بين من يرى أن الحضور المتكرر في هذه الفعاليات يُبنى على الاجتهاد الفني وجاذبية الجمهور، وبين من يعتبر أن الإقصاء والتهميش باتا سمة بعض البرمجات، التي تتحكم فيها علاقات شخصية و”محاباة” لأسماء بعينها.
وفي الوقت الذي يدافع فيه بعض الفنانين عن أحقيتهم في الحضور استنادا إلى مسارهم الفني وصدى أعمالهم، يشتكي آخرون من استبعادهم رغم أحقيتهم، ويلمحون إلى وجود “سماسرة” و”لوبيات” تؤثر في اختيارات المنظمين.
ولمح عضو مجموعة “فايف ستار”، يوسف لوزيني، إلى وجود تدخلات من جهة ما تفرض أسماء معينة في البرمجة الخاصة بالمهرجانات، بناء على علاقات شخصية أو ما يُعرف بـ”باك صاحبي”، ومصالح أخرى.
وأكد لوزيني في تصريح لجريدة “مدار21″، أن عددا من الفنانين استبعدوا من الغناء والمشاركة في بعض المهرجانات، إذ يؤكد أنه كان من بين الأسماء الفنية المدرجة في قائمة المشاركين ضمن النسخة العشرين من مهرجان “موازين.. إيقاعات العالم”، والنسخة الحالية من مهرجان الشواطئ، قبل أن يتفاجأ لاحقا بحذف اسمه.
ويرى أن كل فنان مغربي يستحق فرصة المشاركة، بدل احتكارها من قبل أسماء فنية معينة، خصوصا أن المغرب يزخر بمواهب تغني أنماطا موسيقية متنوعة، من بينها الأمازيغية، الريفية، الحسانية، والعيطة بأنواعها.
وأعرب المتحدث ذاته عن أمله في أن يتم مستقبلا توزيع فرص المشاركة بعدالة بين جميع الفنانين دون تمييز.
وينتقد عدد من الفنانين المغاربة اعتماد بعض المهرجانات على أسماء فنية غير معروفة، أو فنانين حققوا شهرة بعمل أو عملين فقط، في وقت يتم فيه تهميش أسماء أخرى لم تُمنح فرصة المشاركة في أي حدث فني.
ويعبر فنانون عن استيائهم مما يعتبرونه “محاباة” لبعض الأسماء، ووجود “سماسرة” يتحكمون في لوائح الفنانين المشاركين، ما يؤدي إلى غياب تكافؤ الفرص وتكرار الأسماء نفسها في معظم التظاهرات الفنية.
وكان الفنان الشعبي عادل الميلودي قد لمح بدوره إلى وجود جهات تسعى إلى فرض أسماء معينة وتغييب أخرى، معتبرا أن هذا الإقصاء غير مبرر، وأنه يستحق الحضور في المهرجانات الصيفية، من بينها مهرجان الشواطئ الذي أشار إلى أنه تم استبعاده منه عمدا.
وعبر فنانون آخرون عن استيائهم أيضا من التهميش، من بينهم عادل المذكوري، والشاب سيمو، وسامي راي، وحاتم إدار، وسي مهدي، الذين اشتكوا من غيابهم المتكرر عن البرمجة الفنية.
وفي السياق ذاته، عبر فنانون محليون بمدينة الناظور عن رفضهم للإقصاء من مهرجان الناظور المتوسطي، مشددين على أن من حقهم المشاركة باعتبارهم ينتمون إلى المنطقة، في وقت يتم فيه استدعاء أسماء تظهر بشكل متكرر في مهرجانات وطنية.
في المقابل، يدافع فنانون آخرون عن حضورهم المتواصل في الساحة الفنية والمهرجانات، مؤكدين أن مسيرتهم الفنية وعطاءاتهم تمنحهم أحقية الحضور في هذه التظاهرات، دون أي اعتبارات أخرى.
وأكدت المغنية سعيدة شرف في ندوة صحفية، أن مشاركتها المتكررة في المهرجانات الفنية تستند إلى مسيرتها الفنية واستقطابها لجمهور واسع، وليس إلى علاقات شخصية أو وساطات، مشيرة إلى أن التظاهرات الفنية وجدت لاحتضان جميع الفنانين، وأن نجاح المشاركة يقاس بقدرة الفنان على استقطاب أكبر عدد من الجمهور.
بدوره، صرح الفنان زكرياء الغافولي أن حضوره المتواصل في عدد من التظاهرات والمهرجانات الفنية هو نتيجة اجتهاده ومثابرته في الساحة الفنية، مشيرا إلى أن أعماله الموسيقية تلقى صدى طيبا لدى الجمهور داخل المغرب وخارجه.
وأعرب الغافولي في تصريحه للجريدة، عن سعادته بالمشاركة في عدة تظاهرات فنية، من بينها مهرجان “موازين إيقاعات العالم”، الذي شارك في دورته الأخيرة للمرة الثالثة على منصة سلا، معتبرا أن هذا الحضور المستمر يأتي ثمرة للعمل المتواصل.