فن

بعد سنوات من الانتقادات.. القناة الثانية تنهي عادة “السيتكوم” في رمضان

بعد سنوات من الانتقادات.. القناة الثانية تنهي عادة “السيتكوم” في رمضان

يغيب صنف “السيتكوم” هذه السنة عن طلبات العروض التي فتحت القناة الثانية بابها لاستقبال الملفات المرشحة، وذلك بعد سنوات من حضوره المستمر رغم الانتقادات المتزايدة التي رافقته.

وفقد “السيتكوم” بريقه خلال السنوات الأخيرة، وأصبح غير مرغوب فيه من طرف الجمهور، الذي لا يفوت فرصة للتعبير عن رفضه لعرضه، بسبب غياب القيمة الفنية وضعف في الجانب الكوميدي والإضحاكي، بحسبه.

ومع وجود مؤشرات على غيابه هذا العام، حاولت جريدة “مدار21” التواصل مع عدد من كتاب السيناريو الذين يشتغلون على هذا النوع من الأعمال ويدافعون عن حضوره، غير أنهم تحفظوا على الإدلاء بأي موقف رسمي بشأن ذلك.

في المقابل، عبر الممثل سعيد الناصري، باعتباره من أوائل المشتغلين على “السيتكوم” في المغرب، عن رأيه بصراحة، محملا مسؤولية فشل هذا الصنف في السنوات الأخيرة إلى سوء اختيار النصوص والممثلين، عادّا إياها اختيارات مبنية على منطق “باك صاحبي” والمصالح الشخصية، بدل اعتماد الكفاءة والاحترافية.

وأضاف الناصري في تصريح لجريدة “مدار21” أن رفض الأعمال الجادة وتهميش الممثلين ذوي التجربة في هذا المجال، ساهم كذلك في تراجع هذا النوع من الإنتاجات، وذهب إلى حد تحميل اللجنة المسؤولة عن انتقاء الأعمال مسؤولية تعطيل تطور هذا الصنف.

وفي هذا الصدد، قال الناصيري: “من يختارون الأعمال أفشلوا استمرارية السيتكوم في المغرب، في الوقت الذي ما زال فيه هذا النوع ناجحا ومستمرا في الولايات المتحدة منذ الخمسينات إلى اليوم”، داعيا إلى ضرورة تغيير أعضاء اللجنة من أجل كسر هذا الجمود.

وتشير المعطيات إلى إمكانية التراجع عن إنتاج “السيتكوم” بشكل نهائي، خاصة بعد سنوات من الرفض الجماهيري له، لاسيما أنه يُعرض خلال وقت الذروة أثناء الإفطار في شهر رمضان.

ولحدود الساعة، لم يتم تصوير أي مشروع “سيتكوم”، إضافة إلى أن القناة الثانية لم تدرجه ضمن أصناف الأعمال التي فتحت أمامها باب تقديم الملفات، مكتفية بإدراج سلسلات درامية وكوميدية وفتح باب عودة الكاميرا الخفية، مع إمكانية تعديل البرمجة الرمضانية لاحقا، وفق تقييم المشاريع التي ستصور.

وتتجه القناة الثانية نحو تعويض “السيتكوم” بسلسلات كوميدية، بعد سنوات من تكليف المنتج المنفذ النقري بإنتاجه لعدة مواسم متتالية.

وخلال السنوات الماضية، حافظت القناة الثانية على عرض “السيتكوم” رغم مطالب المغاربة بوقف بثها وإقبارها، إذ تتجدد هذه المطالب، مع شروع القناة في الترويج له، قبيل شهر رمضان في كل سنة.

وتسخر ميزانية كبيرة لصناعة السيتكوم، الذي يكون موجها عادة للعرض بشهر رمضان، بغرض منح فسحة ترفيهية للجمهور، إلا أنه غالبا ما يفشل في نيل الإعجاب، بل يثير على العكس من ذلك سخط المشاهدين.

ويتلقى “السيتكوم” في شهر رمضان انتقادات واسعة من الجمهور، لاسيما أن بعضهم يرى أنه يفتقد إلى الفعالية الإضحاكية والسيناريو الجيد ما يعرضه لموجة من السخرية، إذ يصفه البعض بـ”الحامض”.

ويفسر نقاد فشل السيتكومات في المغرب بـ “غياب السيناريوهات الجيدة الشجاعة مما ينتج أعمالا تدور في حلقة مفرغة”، والكتابة السريعة، أي عدم أخذ السيناريوهات وقتها في التحضير، إلى جانب دخول شركات الإنتاج على الخط، وبحثها عن أعمال خفيفة تتلاءم مع تطلعاتها الإنتاجية.

وفي الوقت الذي احتفظت فيه القناة الثانية في السنوات الأخيرة على عرض السيتكومات في مواسم رمضان سابقة، تخلت القناة الأولى عنها بشكل تام، مكثفة برمجة الأعمال الدرامية، والسلسلات المقتضبة التي تحمل طابعا كوميديا، إلى جانب أفلام تحمل طابعا كوميديا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News