تفاصيل رحلة سائقين مغاربة تحوّلت لـ”كابوس” وصرخة نقابية لغياب الحماية والهشاشة

عبر الهاشمي الشرقي، الكاتب العام للاتحاد العام لمهنيي النقل الوطني والدولي، عن القلق المتزايد داخل صفوف المهنيين بعد حادث احتجاز أربعة سائقين مغاربة في منطقة حدودية بين بوركينا فاسو والنيجر، قبل أن تُعلن سلطات مالي، الأحد الفارط، أنهم باتوا في أيدٍ آمنة.

السائقون الأربعة كانوا في رحلة تجارية انطلقت من الدار البيضاء نحو النيجر، ومروا عبر عدة دول إفريقية، قبل أن يضلوا طريقهم قرب منطقة “دوري” الشهيرة بتجمع الشاحنات وانتظارها المطوّل بسبب الظروف الأمنية والمناخية الصعبة.

وبسبب قلة الخبرة، ووفق ما جاء على لسان الهاشمي في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، اتبعوا مساراً خطيراً خارج النطاق الآمن، بعد طمأنتهم من طرف مرافق وعدهم باختصار الطريق، ليقعوا في قبضة عصابة مسلحة احتجزتهم لأشهر.

وأوضح المسؤول المهني في حديثه للجريدة أن الشاحنات تعطلت وسط الرمال، وتمّت مصادرتها من طرف سلطات النيجر، مشيراً إلى أن بعض الشاحنات ما تزال عالقة، إحداها في معبر الكركرات، دون توضيح رسمي للأسباب.

واعتبر المتحدث أن الحادث يعكس هشاشة وضعية السائق المغربي في إفريقيا، حيث يواجه تحديات أمنية خطيرة دون حماية فعلية، مشدداً على أن “السائق المهني هو القلب النابض للاقتصاد”، ومن دونه “لا تصل المعدات ولا تتحرك الأسواق”، ومع ذلك يُعامل بتجاهل واضح، ويُفرض عليه أداءات مالية غير مبرّرة مثل 180 درهمًا لبطاقة مهنية، حتى في حالات البطالة أو المرض.

وعبّر الشرفي عن اعتزازه بالدور الحاسم الذي لعبته مختلف الأطراف المغربية في متابعة هذا الملف، من سلطات دبلوماسية وأمنية إلى الصحافة والمجتمع المدني، منوّهاً بتعليمات الملك محمد السادس التي ساندت الجهود المبذولة لاسترجاع السائقين وإنهاء معاناتهم.

وكشف المتحدث أن الاتحاد العام لمهنيي النقل يعكف على إعداد لقافلة تحسيسية كبرى تشمل الجنوب المغربي، الكركرات، نواذيبو، وموريتانيا، بهدف التنسيق مع النقابات الإفريقية وتسليط الضوء على مخاطر المهنة، والدفع نحو الاعتراف بالسائق المهني كفاعل أساسي في الدورة الاقتصادية.

وطالب الشرفي بإحداث مستوصف بمعايير دولية في معبر الكركرات، يشمل سيارات إسعاف وتجهيزات أساسية تخدم المواطنين والسائقين، مؤكداً أن “السائقين قبل أن يكونوا مهنيين، هم أبناء هذا الوطن، ويستحقون الحماية والاعتراف والكرامة”.