برياح: الراي جزء من التراث المغربي وأرفض أغاني “الوجبات السريعة”

يؤكد الفنان رشيد برياحي أن موسيقى الراي تُعد جزءا أصيلا من تراث الجهة الشرقية، وموروثا ثقافيا توارثته الأجيال عبر السنين، مؤكدا أنه لا يمكن نسبه إلى مكان أو زمان بعينه، نظرا لغموض منشئه الأصلي.
ويضيف برياح، في تصريح خص به جريدة “مدار21″، أن شيوخا مغاربة في الزمن القديم كانوا يؤدون فن الراي، مشيرا إلى أن نشأته تعود إلى أعالي الجبال، حيث كان رعاة الغنم يرددون جملا موسيقية بسيطة، أضيفت إليها لاحقا آلة “القصبة” ثم “البندير”، قبل أن ينتقل هذا الفن تدريجيا من الجبال إلى الأعراس.
ويؤكد برياحي أن الراي يُعد جزءا من التراث المغربي، لا سيما في الجهة الشرقية، موضحا: “الراي المغربي يختلف عن نظيره الجزائري، خاصة وأن الجزائر دولة حديثة العهد، تأسست سنة 1962، ولا يمكن مقارنتها بدولة مثل المغرب التي تمتد جذورها لأزيد من 12 قرنا”، في إشارة منه إلى عراقة التراث المغربي.
وأضاف أن “الراي فلكلور أصيل وتراث نغني به منذ زمن بعيد”، مشيرا في سياق متصل إلى أنه كان يزور الجزائر في سنوات سابقة، ولاحظ وجود نسخ لعدد من المدن المغربية هناك، خاصة فاس، إذ تم نقل تفاصيل معمارية وثقافية منها إلى مدن جزائرية مثل تلمسان ومغنية.
وكشف برياحي تفاصيل عن أغنيته الشهيرة “مبروك علينا”، التي أصدرها سنة 1986 دعما للمنتخب المغربي خلال مشاركته في مونديال المكسيك، موضحا: “بعض كلمات الأغنية كنا نرددها لتشجيع فريق المولودية، وظلت عالقة في ذهني إلى أن راودتني فكرة إطلاق أغنية خاصة بالمنتخب، خاصة وأنه لم تكن هناك أي أغنية تشجيعية موجهة له من قبل”.
وتابع برياحي حديثه للجريدة في السياق ذاته: “هذه الأغنية انتشرت بشكل واسع، ولا تزال تُردد إلى اليوم، بعد مرور نحو 40 سنة على إصدارها، إذ أصبحت مرتبطة بانتصارات المنتخب المغربي”.
وبخصوص مشاركته في إحياء سهرة ضمن فعاليات مهرجان الراي بوجدة، أوضح الفنان رشيد برياحي أنه أعد قائمة تضم باقة من أشهر أغانيه القديمة، إلى جانب أعمال جديدة يؤديها لأول مرة، والتي تنتمي إلى فن الراي، انسجاما مع طبيعة التظاهرة الفنية.
وأضاف برياح أنه انتهى مؤخرا من إعداد أغنية جديدة مهداة لفريق المولودية، مشيرا إلى أنه لا يتسرع في إصدار أعماله الفنية، ويُفضل التريث.
ويضيف برياحي: “أحرص دائما على أخذ الوقت الكافي في إعداد أعمالي الغنائية، إذ قد يستغرق العمل على أغنية واحدة سنتين من التحضير، ما يجعلها تعيش مع مرور الزمن”، مؤكدا رفضه التام لإنتاج أغانيه على طريقة “الوجبات السريعة”، التي تُنجز على عجل وفي وقت وجيز.