أزمة “لوبيات الكاستينغ” تعود للواجهة مع انطلاق موسم التصوير

تبرز أزمة الكاستينغ في المغرب من جديد تزامنا مع انطلاق تصوير الأعمال التلفزيونية الخاصة بالموسم الجديد، إذ يشتكي؛ في الكواليس، مجموعة من الممثلين الذين عادة ما تُسند إليهم الأدوار غير الرئيسية في المسلسلات والأفلام بالشاشة الصغيرة.
وتوصلت جريدة “مدار21” بمعطيات تفيد بوجود “سمسرة” و”محاباة” في كواليس اختيار الممثلين المشاركين في بعض الأعمال التلفزية، التي تنبني على الحصول على مقابل مالي، أو على مبدأ “الصداقة”، عوض الاعتماد على الكفاءة والأحقية من حيث المعايير والشروط المناسبة للأدوار.
وكشفت ممثلة فضلت عدم الكشف عن اسمها، أن بعض المشرفين على الكاستينغ يبذلون أحيانا جهدا لاستبعاد أسماء مقترحة من المخرجين واستبدالها بأسماء أخرى لأسباب غير معلنة، مما يحرم العديد من الممثلين من فرص الاشتغال.
ولم تكن الممثلة الوحيدة التي كشفت جزءا من المشاكل التي تصادف الممثل في رحلة الحصول على فرصته للمشاركة في الأعمال التلفزيونية، إذ سبق لممثل أن اشتكى تواصل قائم على الكاستينغ في عمل جديد بشكل سري مع الممثلين عبر “واتساب” دون إجراء تجارب الأداء، قبل أن يحذف تدوينته بعد التواصل معه لتوضيح الأمر وفق ما برر به للجريدة تراجعه عن موقفه.
ويخشى العديد من الممثلين التطرق إلى هذه الأزمة علنا، خوفا من إبعادهم من المشاركة في الأعمال الفنية بشكل كلي، ومقاطعتهم من صناعها، بحجة تسريب المشاكل والأزمات للجمهور، مما يمنح فرصة أكبر لمديري الكاستينغ للتوسع في عمليات “السمسرة”.
وسبق لأحد الممثلين أن فضح جانبا من عملية “الكاستينغ” في المغرب، الذي يتجلى في البحث عن الممثلين الأقل أجرا لتجسيد الأدوار التي تأخذ عادة مساحة صغيرة أو متوسطة في العمل، خاصة منهم الذين تخرجوا حديثا من المعاهد، أو ما يزالون في بداية مسارهم الفني.
واشتكى أحد الممثلين، الذي شارك مؤخرا في عدد من الأعمال التلفزيونية، وفضل عدم ذكر اسمه تفاديا لأي إقصاء مستقبلي، من غياب أي رد فعل تجاه استغلال الممثلين الشباب، في إشارة ربما إلى الخوف من الاصطدام مع “لوبيات” المجال، ما يفرض على الكثيرين التزام الصمت.
وأضاف الممثل لجريدة “مدار21” أن بعض مديري الكاستينغ يفرضون على الممثلين الشباب قبول أجر لا يتجاوز 300 درهم في اليوم، فقط لإثبات ولائهم للشركات المنتجة وإظهار قدرتهم على تأمين عروض منخفضة التكلفة.
وكشف ممثل آخر في تصريح سابق للجريدة عن تدخل بعض الممثلين في اختيار الأسماء المشاركة في العمل الذي يقود فيه البطولة.
ولا توجه أصابع الاتهام فقط إلى مديري الكاستينغ، باعتبارهم مجرد حلقة في سلسلة الإنتاج، إذ تتحمل شركات الإنتاج نفسها جزءا من المسؤولية، فهي الأخرى تخضع اختياراتها لحسابات مالية وتقرر بناء على المزاج والتكلفة.