حكيمي أمام ريال مدريد.. “الظهير الطائر” في مواجهة من ربّاه

حين يلعب مدافع ضد فريقه السابق، فإن التحدي لا يكون في الفوز فقط، بل في مواجهة الذاكرة، وتجاوز الانتماء القديم.
وهذا تمامًا ما يعيشه النجم المغربي، أشرف حكيمي، وهو يقف على بعد خطوة من نهائي كأس العالم للأندية، أمام ريال مدريد.
ويستعد أشرف حكيمي لخوض واحدة من أكثر مبارياته رمزية منذ بداية مسيرته، عندما يصطدم بفريق طفولته ريال مدريد، في نصف نهائي كأس العالم للأندية، في لقاء لا يخلو من الأبعاد الفنية والعاطفية والتاريخية.
وبحسب ما يراه العديد من متتبعي الشأن الكروي العربي والعالمي، فإن هذه المواجهة تختلف عن كل ما سبقها، ذلك أن ريال مدريد ليس فقط أحد أعظم أندية العالم، بل هو أيضاً الفريق الذي كوّن حكيمي ورافقه في البدايات، وبالتالي فإن “الملكي” يعرفه جيداً ويدرك مكامن قوته وضعفه.
معركة مفتوحة ضد فريق يعرف تفاصيله الدقيقة
يتفق محللون على أن أكثر ما قد يُصعّب مأمورية حكيمي في هذه المواجهة، هو أن ريال مدريد ليس غريبًا عنه، فالعديد من الكوادر الإدارية والفنية داخل “الميرينغي” واكبوا تدرّجه في الأكاديمية والفريق الأول، ويعلمون جيدًا خصائصه الفنية، سواء في الاندفاع الهجومي أو الارتداد الدفاعي.
وفي هذا السياق، أشار مدرب باريس سان جيرمان لويس إنريكي إلى أن حكيمي يُجيد التحرك في المساحات والتحول السريع من الدفاع للهجوم، لكنه سيكون أمام خصم يراقبه بالميكرومتر، ويبحث عن إغلاق كل الممرات التي تطلق سرعته وانطلاقاته.
أرقام استثنائية في موسم استثنائي
رغم كل ما يحمله اللقاء من رمزية، فإن حكيمي يدخل المواجهة متسلحًا بموسم استثنائي على مستوى الأداء الفردي.
حكيمي، بلغ مجموع مساهماته التهديفية 26 هدفًا بين تسجيل وصناعة، خلال 53 مباراة، منها 11 هدفًا و15 تمريرة حاسمة.
وتوزعت هذه المساهمات على جميع المسابقات، لتشمل 4 أهداف و8 تمريرات حاسمة في الدوري الفرنسي، إلى جانب 4 أهداف و5 تمريرات بدوري أبطال أوروبا، فيما تمكن من تسجيل هدفين وصناعة هدف وحيد إلى الآن في كأس العالم للأندية، دون إهمال مسابقة كأس فرنسا الذي سجل بها هدفا ومنح صناعة وحيدة.
بين مبابي والذاكرة.. مشاعر مركبة
حكيمي علّق على اللقاء المرتقب أمام ريال مدريد، الذي يضم حالياً صديقه كيليان مبابي، قائلاً في تصريحات لصحيفة “آس” الإسبانية: “تحدثت مع مبابي قبل البطولة، وأتمنى له التوفيق، لكنه الآن خصم، وكل منا عليه أن يدافع عن فريقه”.
هذه الثنائية العاطفية بين الصداقة والاحتراف، وبين الماضي والحاضر، تُظهر حجم التوتر الإيجابي الذي يعيشه حكيمي، والذي يحوّله عادة إلى أداء استثنائي داخل المستطيل الأخضر.