رأي

نقطة…. إلى السطل.

نقطة…. إلى السطل.

نعم الامر كذلك، والسطل في عنوان هذا المقال مقصود، في إحالة للأسلوب، بإنفعالاته وكثير من المكبوت تجاه حزب القوات الشعبية. وفي صورته التي عادة ما يصفها بنكيران بـ”حمام لعيالات” التي جسدها فعلا السيد الازمي في برنامج نقطة إلى السطر على القناة الأولى.. تحدث الوزير ورئيس فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب سابقا دون فرامل العقل، بكثير من الحقد و الغضب، وبعبارات و اتهامات كلها إساءة للإتحاد الاشتراكي كتعبير فاضح عما يختلج صدره، ولا شك حزبه كذلك، من مشاعر مكبوتة في حق الاتحاد لا يمكن أن يقبل بها أي أحد من أبناء هذه المدرسة… كمناضل اتحادي، ورغم كل ما أعبر عنه من مواقف بخصوص الوضع الداخلي لحزبي الذي أنتمي إليه، ومؤاخذاتي بخصوص عدد من المواقف والاختيارات المعبر عنها من قبل قيادته، لا يمكن، في رد صريح على ما جاء به السيد الأزمي، إلا أن أقف عند مجموعة من الملاحظات، التي يصعب المرور عليها مرور المنتشي بإساءة لقيادة الحزب التي أختلف معها في أمور كثيرة، و التي أختزلها في الآتي:

١- أتفق مع كون بلاغ الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية المتعلق بالانسحاب من التنسيق المتعلق بملتمس الرقابة كان مفاجئا ، و شخصيا كنت فضلت لو أنه لم يصدر مطلقا و تم ترتيب أمر الانسحاب ، رغم ضبابة القرار، بطريقة أخرى ، لكن الامر يظل مرتبطا بإرادة حزب أو فريقه في البرلمان في إطار قراءة ذاتية لا شك يعي توابعها السياسية بالخصوص، تماما مثلما فعل فريق العدالة و التنمية في الولاية التشريعية السابقة، عندما سحب تعديلا متوافق بشأنه مع باقي فرق الاغلبية، و الذي كان يهم المادة المتعلقة بالاثراء غير المشروع، دون تواصل مع رؤساء الفرق و بشكل مفاجئ و دون أي مبرر معقول، و بالتالي يكون تأطير الخطاب هنا بمنطق المؤامرة أمر مردود عليه خصوصا و المتحدث يدرك معنى السوابق في الفعل و القول.

٢- أرعد السيد الأزمي و أزبد ، و كال للاتحاد اتهامات مستندا في ذلك على فعل الاشاعة و الأكذوبة التي يراد لها أن تكون حقيقة في ذهنية المتتبع ، و تحدث عن البيع و الشراء و الاستقلالية و غير ذلك من العبارات التي تعمد مصاحبتها بالحديث عن هذا الحزب، يقصد الاتحاد ، بما يعكس باطن الخطاب و الهدف في أفق الاستحقاقات التشريعية المقبلة، لا سيما في ظل الحديث عن عدد من المقاعد الهدية و ما سمعه هنا و هناك عبر طبلة أذن يزعجها إسم الاتحاد قبل صداه.

٣- تحدث عن مذكرة الحزب و مضمونها و الخجل من كونها متعلقة بملتمس الرقابة ، هكذا دون ذرة مسؤولية في بسط ما يجب عقلا و تأسيسا لنقاش مسؤول ، كما لو أن الامر تصريف حساب على شاشة التلفزة، متناسيا أن الامر في البدء فكرة الاتحاد ، و إن كنت شخصيا إعتبرت سابقا ان السياق غير مناسب ، و أن المبادرة ، صائبة كانت أم خاطئة ، تعبير عن فعل سياسي لا شك تؤطره عدد من زوايا النظر في التأسيس للمرحلة المقبلة ، بذكاء أو دهاء أو أي أمر آخر ، يقينا بعثر بعض أوراق المصباح.

٤- بكل انفعال رفض السيد الازمي كون الاتحاد هو الحزب الاول في المعارضة ، رغم ان الواقع يؤكد ذلك ، على الاقل على مستوى عدد النواب ، و هو نفس المنطق الذي رتب به حزب العدالة و التنمية أموره طيلة الولايتين التشريعيتين السابقتين حين كان يحتل المرتبة الاولى ، على الاقل على مستوى عدد النواب مرة أخرى ، و إن كان السلوك غير السلوك، كون الاتحاد تعاطى طيلة مراحل قوته و ضعفه بسلوك ديمقراطي يعكس قيمة المدرسة ، في وقت جسد المصباح فعل الأنا حتى مع الشركاء في الاغلبية، هل يجب التذكير بالتمثيل النسبي و قصة اللجنة البرلمانية المشتركة بين المغرب – الاتحاد الاوروبي في الولاية السابقة؟

٥-لا يمكن بالمطلق أن يقبل المرء منطق العدالة و التنمية في تعاطيها مع ما يقع ببلادنا ، خصوصا بعدما ترأس هذا الحزب الحكومة لولايتين و نجح في أشياء و أخطأ في أمور كثير ، و صحبته الخطيئة في جوانب أخرى : خطيئة الشعبوية و الارتهان للعاطفة بقصد فرملة تحديث المجتمع و تطويره و التأسيس لفعل سياسي مبني على وضوح المرجعيات و البرامج بما تتحقق معه التنمية في جميع أبعادها.

ما لم ينتبه له السيد الازمي ، مع الاحترام للرجل و لكثير من الاصدقاء في حزب العدالة و التنمية ، أو تعمد ذلك ، أن رد الفعل، المعبر عنه من قبله و حزبه، فضح الهواجس المتحكمة فيهم على مقربة من استحقاقات 2026، إذ يظهر بالملموس أن كافة الأمور مشروعة لتحقيق مرادهم ، و هي الامور التي لا شك وحدهم أبناء الاتحاد قادرون على مواجهتها بروح المسؤولية تجاه الوطن.

  • الرئيس السابق للفريق الاشتراكي بمجلس النواب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News