جالية

بوريطة: سياسة هولندا تجاه الجالية المغربية لن تتغير مع الحكومة الجديدة

بوريطة: سياسة هولندا تجاه الجالية المغربية لن تتغير مع الحكومة الجديدة

طمأن وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بخصوص توجه الحكومة الهولندية الجديدة في ما يتعلق بسياستها تجاه المهاجرين، بمن فيهم المغاربة، مؤكداً أن وضعية مغاربة هولندا تضبطها المرجعيات الدستورية والقانون الساري هناك.

وأضاف بوريطة، في جواب كتابي على سؤال النائب البرلماني عن الفريق الحركي، محمد والزين، حول وضعية الجالية المغربية بهولندا، أن عدد أفراد الجالية المغربية في هولندا يبلغ حوالي 400 ألف مواطن، مشيراً إلى أنهم يمثلون إحدى أكبر الجاليات في هذا البلد الأوروبي والمتميزون باندماجهم الإيجابي في المجتمع الهولندي ومساهمتهم الفعالة في مختلف القطاعات الإنتاجية وفي الحياة العامة والاجتماعية والثقافية بهذا البلد.

وبخصوص العلاقة بين التشكيلة الحكومية الهولندية والتوجهات السياسية المؤثرة وبين وضعية المهاجرين المغاربة هناك، سجل بوريطة، ضمن المعطيات التي تضمنها الجواب الذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه على الرغم من التغييرات التي عرفتها الخريطة السياسية بهولندا بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة، فإن الحكومة الائتلافية يقودها وزير أول، دون انتماء سياسي سبق له أن تقلد العديد من المناصب العليا في هرم الدولة.

وأوضح المسؤول الوزاري عينه أن هذه الحكومة الجديدة قدمت برنامجا حكوميا يعكس مقاربتها السياسية في تدبير شؤون البلاد ورؤيتها فيما يتعلق بعدد من الملفات التي تشكل أولوية لها، وذلك في إطار احترام المقتضيات الدستورية وقوانين الاتحاد الأوروبي والاتفاقيات الثنائية والدولية.

وشدد المصدر ذاته على أن وضعية الجالية المغربية بهولندا تضبطها المرجعيات الدستورية والنصوص القانونية الجاري بها العمل سواء في القانون الهولندي أو من خلال الآليات القانونية الثنائية والمتعددة الأطراف التي تنطبق مقتضياتها على كافة أفراد المجتمع سواء كانوا وطنيين أو مقيمين.

وعلى مستوى النشاط القنصلي المغربي بهولندا في علاقته بالجالية هناك، أشار بوريطة إلى أن سفارة المغرب بلاهاي بمعية القنصليات الأربع بهولندا تتابع عن كتب وضعية الجالية المغربية بتنسيق مستمر مع السلطات الهولندية المختصة، وذلك في إطار احترام مقتضيات اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لسنة 1961 واتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية لسنة 1963، مع احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية، وذلك من أجل الدفاع عن حقوق الجالية المغربية وتمتيعها بالحماية القنصلية والقانونية، طبقا للمقتضيات القانونية المنصوص عليها في الاتفاقيات الثنائية والمتعددة الأطراف ذات الصلة.

واستحضر الوزير عينه الأحداث التي شهدتها مدينة أمستردام الهولندية يوم 7 نونبر 2024، بين مشجعي فريقين عقب مباراة في الدوري الأوروبي، والتي أعلن في حينها عن تورط بعض أفراد الجالية المغربية في وقائعها، مُؤكداً أن سفارة المغرب بلاهاي قامت بمتابعة دقيقة ومتواصلة لهذا الحدث بعقد سفير المملكة مجموعة من اللقاءات التواصلية مع الفاعلين الجمعويين المغاربة وأفراد الجالية تِبَاعاً يوم 9 نونبر 2024 بأوتريخت يوم 10 نونبر 2024 بروتردام ويوم 20 نونبر 2024 بمدينة أمستردام.

ولفت المصدر ذاته إلى اللقاءات العديدة التي تم تنظيمها من طرف السفارة والقنصليات العامة للمغرب بالأراضي الهولندية بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية وكذا حفلات فطور خلال شهر رمضان الأبرك، بكل من لاهاي، أمستردام أوتريخت، دین بوش، روتردام وأرنهيم، مُثيراً تأكيد الجانبين على الاندماج الإيجابي للجالية المغربية ومساهمتها الفعالة في الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بهولندا وكذا الأهمية التي توليها السلطات المغربية للدفاع عن حقوقها ومصالحها في كل الظروف والمحطات، وذلك عبر الآليات والقنوات الرسمية المختصة بتنسيق تام مع السلطات الهولندية، ممثلة في وزارة الخارجية.

وفي نفس الصدد، أوضح بوريطة أن هذه اللقاءات شكلت كذلك فرصة سانحة للتنويه بالجهود المبذولة من طرف أفراد الجالية المغربية بهولندا ومساهمتها في كل الأوراش التنموية التي تعرفها المملكة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس، مع التذكير بالمواقف التاريخية للمملكة في الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وقيم التعددية والتي ميزت على الدوام المغرب والمغاربة.

وتابع بوريطة أنه تم التوقف بإسهاب عند المساهمة الفعالة للجنود المغاربة خلال الحرب العالمية الثانية في تحرير مجموعة من الدول الأوروبية من النازية، خصوصا فرنسا، بلجيكا، اسبانيا، هولندا، وإيطاليا، مستحضرين الموقف التاريخي للملك الراحل محمد الخامس اتجاه المواطنين المغاربة من الديانة اليهودية، ورفضه أي مساس بحقوقهم وكرامتهم، مما يؤكد، حسب جواب بوريطة، على أن المغرب كان دائما أرضا لتلاقح الحضارات والثقافات ورمزا للتسامح والعيش المشترك وفاعلا أساسيا في حفظ الأمن والاستقرار والنماء والازدهار ومدافعا عن قيم التعايش والحوار بين الأديان على مر العصور والأزمنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News