البلغيتي: نتيجة الديربي كشفت أزمة كبرى داخل الوداد والرجاء

تعادل الوداد الرياضي وغريمه الرجاء بهدف لمثله، خلال ديربي مثير انتهى بلا غالب ولا مغلوب، ضمن قمة الجولة الـ26 من البطولة الاحترافية لكرة القدم، التي احتضنها المركب الرياضي محمد الخامس بعد انتهاء أعمال صيانته.
بعيداً عن الأهداف، كان للديربي هذه المرة نكهة مختلفة، إذ طغت على اللقاء أسئلة أكثر من الأجوبة، وسط خيبة أمل كبيرة تلاحق الناديين في منافساتهما القارية والمحلية، وجماهير غاضبة قاطعت المباراة احتجاجاً على اختلالات تنظيمية وفنية، باتت جزءاً من يوميات الوداد والرجاء.
ويرى المحلل والناقد الرياضي عبد العزيز البلغيتي، أن ديربي السبت لم يرقَ إلى مستوى تطلعات الشارع الرياضي المغربي، ولا إلى حجم وقيمة الفريقين.
وأكد عبد العزيز البلغيتي، في تصريح لجريدة “مدار21″، أن الجماهير اختارت مقاطعة اللقاء لأسباب تعرفها جيداً، أبرزها الاحتجاج على مستوى التحكيم، والتراجع الفني والإداري داخل الناديين، فضلاً عن النتائج السلبية قارياً.
وتابع المحلل الرياضي أن نتيجة التعادل بهدف في كل شباك، أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بمستوى الرجاء والوداد.
وأوضح البلغيتي أن الشوط الأول قدّم صورة واضحة عن ملامح اللقاء، خاصة في ظل استحواذ الفريق الأحمر بفضل فكر مدربه الجنوب إفريقي رولاني موكوينا الذي غيّر نهج الفريق بشكل لافت.
وزاد عبد العزيز البلغيتي موضحا أن الوداد سيطر نسبياً على مجريات الشوط الأول، لكن الرجاء انتفض بسرعة وتمكن من تعديل الكفة بهدف جميل تم صنعه بطريقة جماعية راقية، غير أن الوداد، ورغم محاولاته، لم يستطع العودة للتسجيل، وظل وفياً لفلسفة الاستحواذ دون فعالية هجومية حاسمة.
وفيما يخص الشوط الثاني، أكد أن التغييرات التي قام بها المدربان لم تُحدث الفارق ولم تقدّم الإضافة المنتظرة، خصوصاً من جانب الوداد الذي ينافس بقوة على المركز الثاني إلى جانب الجيش الملكي والفتح الرباطي.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن الفريق الأحمر كان بحاجة إلى النقاط الثلاث، لكن التعادل أبقاه ثالثاً في الترتيب، وفوّت عليه فرصة تقليص الفارق.
وأورد أن هذا التعادل لم يخدم كذلك مصالح الرجاء، الذي يتموقع حالياً في المركز السابع، بعيداً عن كل الطموحات والتاريخ الكبير للنادي.
كما اعتبر أن الرجاء يعيش موسماً صعباً جداً، خاصة بعد الإقصاء من كأس العرش ومنافسات دوري أبطال إفريقيا.
وشدد على أن الفريقين معاً، ممثلي العاصمة الاقتصادية، يمران بمرحلة حرجة تتطلب قرارات جريئة ومراجعات عميقة، مضيفا أن الميركاتو القادم سيكون حاسماً في إعادة ترتيب البيت، خاصة على مستوى التشكيلة البشرية التي تحتاج إلى تعزيزات نوعية.
وبالنسبة لتصريحات المدرب التونسي لسعد الشابي، أفاد البلغيتي بأن الشابي عبّر عن مبدأ مهم حين قال إن كل لاعب يحمل قميص الرجاء يجب أن يكون في مستوى التطلعات، سواء من الناحية الذهنية أو البدنية أو التكتيكية، مؤكدا “أن الشابي مدرب محترم قدم مستويات جيدة في فترته السابقة، ويطمح لإعادة الرجاء إلى سكة النجاح”.
وأضاف أن المدرب رولاني موكوينا، رفقة رئيس النادي هشام آيت منا، مطالبان كذلك بتقديم وجه أفضل للوداد، خصوصاً مع اقتراب موعد مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة الأمريكية.
وفيما يخص مستقبل الفريق الأحمر، أضاف أن الوقت لا يسمح بمزيد من التراخي أو تبرير التراجع بالأعذار، بل يجب استثمار المرحلة الحالية في الاشتغال بجدية على ترميم الصفوف وإعادة بناء الفريق بما يليق بمكانته القارية والعالمية.
ولفت إلى أن جماهير الناديين، رغم الغياب، ما تزال وفية ومتابعة، لكنها تنتظر تغييرات حقيقية تمس العمق، لا فقط المظاهر، وتعيد للكرة البيضاوية إشعاعها، داخل الوطن وخارجه.
واختتم البلغيتي تصريحاته بتأكيد أن الديربي كان مجرد محطة عابرة في موسم طويل وشاق، لكنه في الآن ذاته جرس إنذار يستوجب الوقوف عند تفاصيله، قبل أن تتسع رقعة الإخفاق.