فن

عمر جدلي يكشف مراحل كتابة سيناريو عمل تلفزيوني

عمر جدلي يكشف مراحل كتابة سيناريو عمل تلفزيوني

يزاوج عمر جدلي بين الكتابة للتلفزيون والمسرح، لكنه لا يخفي متعته بمراحل الكتابة للركح. وقد يعتقد البعض أنها كتابة متشابهة من حيث الخصوصية، لكنه يؤكد أن لكل واحدة منهما أسلوبها الخاص لاعتبارات الصورة والعرض المباشر ومدة المشاهدة وغيرها من التفاصيل التي يكشف عنها الكاتب والمخرج المسرحي في تصريح لجريدة “مدار21”.

يقول عمر جدلي إن هناك خصوصيات تميز الكتابة لصالح التلفزيون عن المسرح، عادّا أنه يحب العمل عليهما لاعتبارات تتعلق بكون الأول يستقطب الجمهور العريض والثاني يصفه بـ”العشق الكبير”.

ويضيف: “أحب الكتابة بغض النظر عما إذا كانت للمسرح أو التلفزيون، أو السينما، لأنها في جميع الأحوال تضمن الاستمرار في الإبداع والتخيل”.

ويشير إلى أن الكتابة للمسرح تختلف من حيث الفئة المستهدفة للمشاهدة، وهي جمهور الخشبة، وما تتطلبه من تقنيات واعتبارات، بخلاف الكتابة للتلفزيون التي تتطلب أن تكتب عملا فنيا لا أدبيا مرتبطة بالصورة والصوت، وتصور وفق رؤية المخرج، لذلك يكون لزاما على السيناريسيت أن يستحضر هذا الاعتبار خلال نسجه خيوط القصة وحواراتها ويضع أمامه أنها توجه بالدرجة الأولى إلى فريق عمل ثم جمهور.

ويقول جدلي في السياق ذاته: “الكتابة للتلفزيون تتطلب كاتبا متمرسا من ناحية الكتابة “السيناريستية” وأن يستشعر ويحس بتلك التفاصيل الدقيقة التي تجعل من السيناريو خاصا بالشاشة الصغيرة، مبرزا أنه “من بين هذه التفاصيل، التركيز على اللقطات، التي تعبر عن مشاهد تكون بنفس تلفزيوني، وقصيرة من حيث الجمل، إذ لا يمكن كتابة مشهد بصفحات كثيرة”، بحسبه.

ويقول المتحدث ذاته إنه يجب أن “يتفادى الكاتب الوقوع في الملل، وإظهار الشخصيات وكأنها تمثل ومصطنعة، إذ من الضروري أن يشعر المتفرج بأن تلك الشخصيات حقيقية، إلى جانب الاعتماد على حوارات مركزة ومبنية تناسب كل شخصية”.

ويشير الكاتب عمر جدلي إلى أنه حينما “أشاهد الأعمال التلفزيونية سواء المغربية أو العربية أو العالمية، أحاول دائما أن أميز بين الموفقة وغير الموفقة من حيث النجاح والانضباط للمعايير، إضافة لمسألة طرح العقدة في القصة في المشاهد الأولى”.

ويشدد جدلي على أنه “لا يجب التمطيط في بداية العمل، أي في المشاهد الأولى دون الإفصاح عن المشكل المعالج، ففي التلفزيون يجب على السيناريست أن يبسط لنا الشخصيات ويعرف بها في المشاهد الأولى، حتى يشد انتباه الجمهور”.

وبخصوص الصنف الذي يجد فيه متعة أكبر، يوضح جدلي أن “مسألة المتعة هي مسألة نسبية لأن الذي يكتب ولا يستمتع بما يكتب لا يمكن أن يُمتع الناس، لذلك أستمتع في كل كتاباتي سواء للسينما أو المسرح أو التلفزيون، أو حتى في أجناس أخرى كالشعر والقصة القصيرة”.

وتابع في حديثه: “الكتابة للتلفزيون والمسرح، تتحقق المتعة في البحث والكتابة، والتخيل، والنبش في تفاصيل شخصية ونسج خيوط حوارات، وصياغة مواقف، ووصف تفصيل بسيط في العمل، لأن قوة السيناريو وضعفه يكمنان في طريقة وصف الأحداث، لأن الأمر يختلف عن كتابة رواية وأنواع أخرى من الكتابات من حيث الوقت في الوصف”.

ويقول جدلي إنه يستمتع أيضا خلال إعادة قراءته للمشاهد التي كتبها، خاصة وأنه لا يكتب العديد من المشاهد دفعة واحدة، مردفا: “أستمتع في جميع مراحل الكتابة ومع العودة لقراءة المشاهد السابقة أتألم مع المشاهد المؤثرة وأبتسم في المشاهد المضحكة، وأعيش تفاصيل القصة وكأنني أقرأها أول مرة”.

ولا يخفي جدلي استمتاعه أكثر بالمسرح الذي يعتبر أنه “ليس له مثيل”، مضيفا: “بالنسبة لي المسرح أسلوب حياة ممتع، لأن صانعها يستمتع أكثر مع كل عرض من عروضها فوق الخشبة”.

واشتغل عمر جدلي مؤخرا على فيلم “بيني وبينك” الذي عرض يوم الجمعة الماضي على شاشة القناة الأولى، ويحكي قصة درامية رومانسيية واجتماعية تجمع بين شابين سيقعان في حب بعضهما البعض، وسيدخلان في معركة من أجل الوصول إلى القفص الذهبي.

وستعترضهما مجموعة من العراقيل، التي ستعقد مسار علاقتهما وتجعلها شبه مستحيلة رغم محاولاتهما المتكررة للتخلص من أعباء الماضي الذي يعود إلى الواجهة من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News